مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية الوالي وصاحب السمكة من الحكايات العربية إياك ودعوة المظلوم

طارق السامرائي

روى أحدهم هذه القصة العجيبة فقال: رأيت رجلا حسن الهيئة مقطوع اليد من الكتف يدور في الأسواق ،وهو ينادي : من رآني فلا يظلمن أحدا !!! فقدمت إليه وقلت : يا أخي ما قصتك؟؟ ،، فقال : يا أخي قصتي عجيبة،، وذلك أني كنت والي البصرة فرأيت يوما صيادا معه سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه وطلبت منه إهدائي تلك السمكة ، فرفض ،وقال أنا أبيعها لك ،فهي قوت عيالي.. فضربته وأخذتها منه قهرا، ومضيت بها .
قال : فبينما أنا أمشي بها عضت على إبهامي عضة قوية ، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي وآلمتني إصبعي ألما شديدا ، حتى لم أنم من شدة الوجع ، وورمت يدي ، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال : هذا بداية الداء، اقطع إبهامك وإلا خسرت يدك،، فقطعت إبهامي ، ثم سرى الألم ليدي فلم أطق النوم و من شدة الألم.. فقيل لي : اقطع كفك فقطعته، وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني ألما شديدا ، ولم أطق حالي جعلت أستغيث من شدة الألم ، فقيل لي :اقطعها إلى المرفق، فقطعتها ، فانتشر الألم إلى العضد، واشتد عليّ أكثر من الأول ، فقيل : اقطع ذراعك حتى الكتف وإلا سرى إلى جسدك كله ،، فقطعتها ..
فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك ؟ ،، فذكرت قصة السمكة، فقال لي : لو كنت رجعت في أول ما أصابك إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا، فاذهب الآن إليه،، واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى باقي جسدك ..
قال: فلم أزل أطلبه في البلاد حتى وجدته،، فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي وقلت له: يا سيدي سألتك بالله إلا عفوت عني،، فقال : ومن أنت ؟؟ ،قلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا، وذكرت له ما جرى ، وأريته يدي، فبكى حين رآها،، ثم قال: يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء،، قلت : يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت علي لما أخذتها؟؟أجاب: نعم،، قلت :اللهم إن هذا تقوى علي بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك فيه ..
فقلت : يا سيدي قد أراك الله قدرته فيّ وأنا قد تبت إلى الله عز وجل عما كنت عليه من الظلم، ولن أعود إليه أبدا.
عبرة
نعم إخواني ها هي دعوة المظلوم مفتوح لها باب السّماء ،، لا ترد،، فإياكم والظلم فإياكم والظلم ..فها هو الله عز وجل قد اقتص للمظلوم وطبق عليه حكم السرقة وهو قطع اليد كلها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق