شعر وشعراء
ندامة الكسعي … فمن هو الكسعي وما هي قصته
يُذكر من خبره أنهُ كان يرعى إبله في البر فرأى شجيرة يصلح خشبها للسهام فسقاها من قربته وظل يسقيها كل يوم مما يحمل من ماء حتى استوى عودها وصنع منها قوسا وخمسة أسهم.
ثم أتى الرجل على أرض صخرية تكثر فيها الظباء، فكمن خلف صخرة ورمى ظبيا بسهم فقدح السهم في صخرة فظن الكسعي أن السهم قد خاب، وكمن حتى أتى سرب آخر ورمى ظبيا آخر فقدح السهم شررا في الصخر، وصنع الأمر نفسه بسهامه الخمسة، فاستبد به الغضب فهوى بقوسه على الصخرة فكسر القوس تكسيرا.
غير أنه بعدما خرج من مكمنه وجد 5 ظباء مصابة على الأرض، فعلم أن أسهمه كانت تخترق كل ظبي ثم تقتدح في الصخر، فندم على كسر قوسه. ثم قال:[1]
ندمت ندامة لو أن نفسي
تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني
لعمر أبيك حين كسرت قوسي
سارت ندامته مثلًا لكل نادم، فقال الفرزدق لما طلق امرأَته نوار وندم عليها:[1][2]
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا
غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي فَخَرَجْتُ منه
كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً
وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي
فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ
وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً وَلَكِنْ
رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ