قبيل صلاة الفجر تحت قيادة إمام الحرم المكي الشريف وأنا تحت الجسر بشارع غزة جوار فندق الجزيرة، وبرج الساعة يطالعني على بعد خمسمائة متر ، صدع المُبَلِّغُ بإقامة الصلاة، وخلال زمن لم يتعد الدقيقة الواحدة اصطفت الجموع في الحرم وحوله ، وأنا منهم، للصلاة فغشيت غرفة القلب مني هِزةٌ أشعرتني بانفكاكه من روابطه وسباحته بين الضلوع والدهشة له دثار ، ولولا دخولي في الصلاة وتتبع معاني الآيات مع الإمام لما عاد القلب إلى قالبه.
بعد السلام صدع المُبَلِّغُ بقوله( الصلااةُ على الأموات)، وعندها طالع القلبَ منطقُ العقل وبين صفحاته درسٌ نُحِتَتْ حروفه على جدران الذاكره.
اصطفافٌ للصلاة خلال ثوان من الزمن لجموع منداحة ، وتبعته استجابة لنداء صلاة تُوَدِّع الأموات!!!؟
سرعة الاصطفاف نشأت عن حقيقة أن كل فرد منا قد بدأ بنفسه يقودها إلى الجماعة ، فتلاقت الدواخل عند مداخل الإجماع ، ونالت الراحة ونقاء السريرة فساد ساحة القوم الوفاق — ثوانٍ تبعتها صلاة على مغادرٍ شاء الله له قبولاً من قلوبٍ ممزوجةٍ بصفاء العقول.
درسٌ إن أصبحنا له أوعيةً استقبال فسنمسي له مواعين عطاء بعون الله وفضله.
أبدأ بنفسي ،أصلح دواخالها ومن ثَمَّ اتجه بها نحو إخوتي ليكون الجمع عصيَّ الاختراق.