مكتبة الأدب العربي و العالمي

المرآة_العجيبة _الجزئين الثالث والرابع

الجزء_الثالث

بعد برهة دخل سمحون رفقة شاهبندر التجار وبعض الشهود ثم دخل زيدون وهو مرئي كونه لا يضع طاقيته فقال له سمحون :لقد جئت في وقتك يا زيدون تماما قبل انقضاء أربعة وعشرون ساعة من مهلتك كي تشهد تخليك عن دكانك لمصلحتي ..
ضحك زيدون وقال :ما هذا الهراء الذي تتفوه به إنما جئت لأستلم مفاتيح بيتك أنت

ذهل سمحون وفغر فماه من الدهشة من رد زيدون القاصف ثم التفت الى القاضي وقال له بتوتر :هيا يا سيادة القاضي أخرج سند الدكان وأكمل إجراءات البيع
رد القاضي وجبينه يتصبب عرقا :آسف لا أجد عقد الدكان
صرخ سمحون :ماذا تعني بأنك لا تجده لقد سلمته إليك البارحة

أجاب القاضي بانزعاج :قلت لك إنه ليس معي لا يوجد أمامي هنا سوى عقد بيتك أنت وهو محرر وجاهز للبيع للسيد زيدون بالسعر المحدد
تعاظمت دهشة سمحون وصاح بيتي أناااا وكم السعر المحدد
قال القاضي :عشرة دنانير
أطلق سمحون ضحكة مسعورة وصاح :لابد أنك تمزح معي أليس كذلك ؟
أنا القاضي .. وأنا لا أمزح ..

نظر الشاهبندر الى العقد وقال :العقد صحيح وصيغته لا غبار عليها وأنا وهؤلاء السادة نشهد أن بيت سمحون قد أصبح من حق زيدون نظير المقابل المادي المقدر بعشرة دنانير فقط لا غير
وهنا لم يعد سمحون يحتمل أكثر فانفجر بوجه القاضي قائلا :أيها القاضي المخادع لقد رشوتك لتقوم بتحويل دكان زيدون إلي وإذا بك تفعل العكس وتسلمه بيتي يا غبي

انتفض القاضي ونادى الحرس ليقبضوا على سمحون بينما سمحون مستمر بشتم القاضي واتهامه بالرشوة .فحكم عليه القاضي بالسجن بتهم التشهير بالقاضي وازدراء مجلس القضاء

وهكذا انقلب السحر على الساحر وعاد زيدون الى داره مظفرا وبيده صك ملكية بيت عمه ..
دخل زيدون الى غرفة المرآة ونظر إليها بفخر فأدرك شيئاً مهما لقد حرمه عمه من الميراث وترك له فقط هذه المرآة حتى ينتبه إليها ويستعملها بحكمة لأنه لو أعطاه جزءاً من التركة لانشغل بالمال ولما التفت الى هذه المرآة العتيقة الملقاة في العلية ..

هنا ترحم زيدون كثيرا على عمه وعاهده أن يكون عند حسن ظنه به وفي تلك الاثناء كانت حماة زيدون تقوم بزيارة شخص مريب يقوم سرا بممارسة أعمال السحر الشيطاني

وبعد أن اختلت بذلك الساحر قالت له :أريدك أن تفعل لأجلي أمراً واحدا أن تخلصني من زيدون زوج ابنتي الجميلة حتى أقدر أن أزوجها الى رجل أكثر ثراءاً وجاها
قال الساحر :هذان أمران لا واحد الأول أن أخلصك من زيدون والثاني أن أجعل ابنتك تتزوج من الشخص الذي تفضلينه

قالت نعم هذا ما قصدته أيها الساحر العظيم
أطرق الساحر برهة وقال الامر صعب صعب جدا
قالت أرجوك أيها الساحر أنا مستعدة لفعل أي شيئ
قال إسمعي إذن هل له أولاد ؟
قالت له بنت صغيرة تدعى شيماء

قال أحضري شيماء معك عندما تأتي في المرة القادمة وسأقر عينك بما طلبتي
أبدت المرأة قلقها من إحضار شيماء
فقال الساحر :لا تخشي شيئا لن يحدث لها مكروه وستعود في نفس اليوم معك إطمأني

عادت الجدة وأغرت حفيدتها للقدوم معها الى حيث الساحر
دخل الساحر الى غرفة مظلمة وجعل يقوم بطقوس غريبة لغرض الإتصال بالشياطين فيما انتظرت كل من شيماء وجدتها في غرفة أخرى ..

وما هي إلا لحظات حتى شعرت الإثنتان برائحة قوية جعلتهما تدوخان ثم تفقدان الوعي
وعند منتصف الليل إستيقظت الجدة على نباح الكلاب وهي تلعق وجهها ففزعت ووجدت نفسها مرمية وسط مزبلة المدينة فأصابها من الرعب ما لا يعلم مبلغه إلا الله فأخذت تصرخ صراخاً كاد أن يؤدي بها إلى الجنون حتى سمعها القاصي والداني وهبوا لنجدتها فأخبرتهم بعنوان بيتها

وهنا جاء إليها زيدون وقال :حماتي ماذا تفعلين هنا لقد بحثنا عليك في كل مكان أين شيماء ؟

لم تدرِ الجدة بما تجيب فقد تيقنت أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطفها فبكت بشدة وقالت :
لصوص داهمونا فجأة ونحن في طريق العودة الى البيت
قال هل رأيتيهم ؟
قالت لم أتعرف إلا على واحد

أعطت الجدة مواصفات الساحر مدعية أنه لص خاطف ولم تأتي على ذكر زيارتها لمقره بل قالت :أخذونا أولا الى بيت ما حيث خدرونا هناك ثم استيقظت لأجد نفسي في هذه المزبلة
قال واين يقع ذلك البيت ؟

قادتهم الجدة الى بيت الساحر فاقتحموه فلم يعثروا على أحد لقد كان المنزل فارغا فسقطت الجدة أرضاً وأخذت تنوح وتلطم وجهها ..

عاد زيدون من فوره واتجه الى المرآة العجيبة فوقف أمامها وقال :أريد ابنتي إنها في العاشرة فقط لابد أنها مرعوبة الآن أريد أن أستعيد شيماء فورا ..
هنا تبدلت صورة زيدون على المرآة لتظهر مكانها صورة شيماء وهي مقيدة في غرفة مظلمة !!!

صاح زيدون مدهوشاً على ابنته حتى إنه من جزعه عليها مد يد ليمسكها فإذا به يتفاجئ بحدثٍ عجيب
فلقد اخترقت ذراعه سطح المرآة وكأن المرآة معبر الى عالم آخر
استجمع زيدون شجاعته وألقى بنفسه داخل المرآة فإذا به يجد نفسه داخل الغرفة الظلماء جنباً الى جنب مع ابنته

الجزء الرابع

عند منتصف الليل إستيقظت الجدة من وعيها على نباح الكلاب وهي تلعق وجهها ففزعت ووجدت نفسها مرمية وسط مزبلة المدينة فأصابها من الرعب ما لا يعلم مبلغه إلا الله فقد تيقنت الجدة أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطفها فبكت بشدة فأخذت تصرخ صراخا كاد أن يؤدي بها إلى الجنون حتى سمعها القاصي والداني وهبوا لنجدتها فأخبرتهم بعنوان بيتها

وهنا جاء إليها زيدون وقال :حماتي ماذا تفعلين هنا لقد بحثنا عليك في كل مكان أين شيماء ؟
لم تدرِ الجدة بما تجيب فقد تيقنت أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطفها فبكت بشدة وقالت :
لصوص داهمونا فجأة ونحن في طريق العودة الى البيت
قال هل رأيتيهم ؟
قالت لم أتعرف إلا على واحد

أعطت الجدة مواصفات الساحر مدعية أنه لص خاطف ولم تأتي على ذكر زيارتها لمقره بل قالت :أخذونا أولا الى بيت ما حيث خدرونا هناك ثم استيقظت لأجد نفسي في هذه المزبلة
قال واين يقع ذلك البيت ؟

قادتهم الجدة الى بيت الساحر فاقتحموه فلم يعثروا على أحد لقد كان المنزل فارغا فسقطت الجدة أرضاً وأخذت تبكي وتلطم وجهها

عاد زيدون من فوره واتجه الى المرآة العجيبة فوقف أمامها وقال :أريد ابنتي إنها في العاشرة فقط لابد أنها مرعوبة الآن أريد أن أستعيد شيماء فورا
هنا تبدلت صورة زيدون على المرآة لتظهر مكانها صورة شيماء وهي مقيدة في غرفة مظلمة

صاح زيدون مدهوشا على ابنته حتى إنه من جزعه عليها مد يد ليمسكها فإذا به يتفاجئ بحدثٍ عجيب فلقد اخترقت ذراعه سطح المرآة وكأن المرآة معبر الى عالم آخر

استجمع زيدون شجاعته وألقى بنفسه داخل المرآة فإذا به يجد نفسه داخل الغرفة الظلماء جنبا الى جنب مع ابنته
فركض إليها والأرض لا تسعه من الفرحة فحررها من قيدها وقبل رأسها واحتضنها ثم سألها عن حالها فأخبرته بكل ما جرى معها من لحظة اصطحاب جدتها لها وسماعها لترانيم الساحر المخيفة حتى غيابها عن الوعي

غضب زيدون وقال إذن فجدتك هي رأس البلاء وسبب المصائب لقد عرفت أنها كانت تكذب
كانت الغرفة التي فيها الإثنان عبارة عن قبو فيه سلم طويل يؤدي الى باب موصد من الخارج ففكر زيدون بطريقة أخرى للخروج وهنا سمع زيدون صوت رجلين خلف الباب يتحدثان

قال الرجل الأول :لقد نجحت في اختطاف الفتاة إبنة أخيك حسب رغبتك
قال الثاني :أحسنت ولك مني مكافئة عظيمة أرني إياها الآن
ذهل زيدون تماما فلقد تعرف على الصوت الثاني إنه صوت أخيه رحمون لا غير أما الصوت الأول فلابد أنه صوت الساحر

وهنا سمع زيدون صوت مفاتيح تفتح باب الغرفة فسارع الى ارتداء طاقية الإخفاء وانتظر قرب الباب
دخل الساحر يتبعه رحمون فقام زيدون فوراً بدفع الساحر بشدة فاسقطه بعن.ف على السلالم وكاد أن يد.ق عنقه لولا أنه تلقى الأرض بساعده فانكس.رت ذراعه

إلتفت الساحر مغضبا نحو رحمون وقال صارخا تحاول إغتي.الي بعد أن نفذت مطالبك يالك من خسيس جبان حتى أنا لست بهذه الخسة
قال رحمون والدهشة تكاد تعقد لسانه لا أعرف ما الذي حصل ولكني لم ألمسك أقسم على ذلك

صاح الساحر إخرس وتكذب أيضا لا يوجد أحد خلفي سواك سأنت.قم منك بكل ما لدي من سحر
أخرج الساحر من جعبته كيس وأخذ ينثر من رماده على رحمون وهو يتمتم بصوت مخيف فصاح رحمون :
كلا لا تفعل لن أدعك تسحرني

ركض رحمون هابطا نحو الساحر وتصارعا معا فاستغل زيدون الوضع وأمسك بيد ابنته وصعدا السلم بسرعة ثم خرجا من المنزل
ولما أصبحا في الشارع خلع زيدون طاقيته وشاهد دوريات من الحرس وهم يجوبون الطرقات بحثا عن الفتاة المخطوفة شيماء فاسرع إليهم زيدون وأخبرهم أنه والد الفتاة وقد عثر عليها مقيدة داخل هذا البيت وأشار إليه

فطوق الحرس البيت وشرعوا بالنداء بعالي الصوت على الخاطفين بتسليم أنفسهم وهنا انفتح باب البيت وخرج منه رحمون وهو يشهر سيفه ويمشي مشية غريبة جدا
ناداه قائد الحرس بضرورة إلقاء سيفه وتسليم نفسه لكن رحمون واصل المشي نحو الحرس وهو يلوح بسيفه دون أن يتكلم أمام ذهول الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق