منوعات

الرحلة 571 المنكوبة

هات كوباية القهوة بتاعتك كده وخد نفسك علشان الموضوع طويل ومرعب شوية
وما تنساش تعمل لايك وتتابعني
عندي قصص تاريخ ورعب سخنة وطازة وبسمسم
في اكتوبر من عام 1972
فريق المسيحيين القدامي لكرة الرجبي من الاوروجواي كان عندهم ماتش مهم مع فريق منافس من دولة تشيلي , فرئيس النادي دانيال خوالن قرر يحجز لهم طيارة خاصة يسافروا بيها
اتحركت الطائرة وعلي متنها 45 انسان , 5 افراد طاقم الطائرة و19 فرد اعضاء الفريق والباقي عائلة الفرقة واصدقائهم

قائد الرحلة كان قائد مخضرم وخاض 5127 ساعة طيران وهو خوليو فيراداس ومساعدة دانتي لاجورارا
اثناء الرحلة وصلت للطيار تعليمات ان هناك عاصفة قوية فوق جبال الانديز فقرر انه ينزل في مطار مندوزا في الارجنتين لحد لما الجو يكون كويس , لكن قوانين الارجنتين في الوقت ده تنص علي انه مش مسموح انه تكون فيه طيارة اجنبية علي ارض البلاد اكثر من 24 ساعة , فكان هناك اختيارين للطيار والمساعة , اما العودة والغاء المباراة واما المخاطرة علي امل ان الجو يبقي كويس
مساعد الطيار الفلحوس لاجورارا كان شايف ان الجو بدأ يتحسن واستقروا علي اكمال الرحلة وخرجت الطائرة من الارجنتين متجه لتشيلي , الطيار الاساسي خاض رحلات فوق جبال الانديز اكتر من 29 مرة , لكن ليس الحال مع المساعد الذي ينحصر دورة في متابعة الاجهزة ,
بعد اقلاع الطائرة من مطار الارجنتين , كان الضباب مغطي كل شيئ وفي الحالة دي الطيارين بيطيروا باجهزة قراءة الطقس وبالفعل راجولارا استعان بالاجهزة دي لكنه اخطئ في قراءة الاجهزة لانه كان واضح انه لم يكن كفؤ
وفي الساعة الثالثة و12 دقيقة عصرا اتصل بمطار كوريكو وطلب منهم الاذن بالهبوط خلال دقيقة , لكن الخطأ ان الفرق بين الطائرة ومطار كوريكو كان 11 دقيقة وليس دقيقة واحده وكل هذا بسبب الضباب والقراءة الخاطئة لمساعد الربان
بالفعل اخذت الطائرة الاذن من مطار كوريكو واثناء الهبوط بدأت الطائرة تهتز بعنف وفجأة وجدوا قمة من قمم جبال الانديز وحاول الطيار والمساعد الصعود بالطائرة قبل الاصطدام بالجبل وبالفعل نجحوا في عدم اصطدام مقدمة الطائرة بالجبل ولكن اصطدم ذيل الطائرة بالجبل ومالت الطائرة علي جنبها فاصطدم الجناح في قمة جبلية ثانية مما ادي لانفصال الجناح والذيل عن الطائرة ثم انفصل الجزء الخلفي من الطائرة
وفي بداية الكارثة طار ثلاثة من الركاب واثنين من الطاقم مع الجزء الخلفي من الطائرة واختفوا في الجليد , بعدها اصطدم الجناح الشمال بقمة جبلية , يعني الطيارة اصبحت ميكروباص , ووقع اثنين من الركاب من الفتحة اللي في خلف الطائرة
وزحف جسم الطائرة مسافة 700 متر كاملين ونتج عن اصطدام الطائرة وفاة الطيار واصيب المساعد باصابات كبيرة وكان مزنوق بين الكرسي بتاعة واجهزة الطيارة ومات في اليوم الثاني متأثر بجراحة
وكده ظل علي قيد الحياة 33 شخص فقط
طبعا السلطات التشيليه وصل لها خبر فقدان الطائرة وبناءا عليه خرجة اربع طائرات انقاذ علي اخر مكان معلوم للطائرة قبل انقطاع الاتصالات معاها ولم تسفر الحملة البحثية الاولي عن شيئ فرجع المسئولين لاتصالات الطائرة وبرج المراقبة علي امل تحديد مكان الطائرة وبالفعل نجحوا في تحديد المكان لكن اكتشفوا ان الطائرة وقعت في اكثر مكان معزول في جبال الانديز , مكان معزول تماما عن القوافل والقبائل
خرجت حملة مشتركة في اليوم الثاني شارك فيها ثلاث دول : الارجنتين وتشيلي والاوروجواي
وكانت الحملة مكونة من 11 طائرة ووصلوا لمكان الحطام لكن لم يجدوا الطائرة
الطائرة لونها ابيض والثلج ايضا ابيض , اصطدام الطائرة العنيف جعلها تغرز في الثلوج والثلج يغطي اجزاء كثيرة منها فتقريبا الطائرة اختفت في وسط الثلوج
قرر الناجون عندما سمعوا صوت الطائرات جمع احمر الشفاه الللي كان معاهم وحاولوا كتابة كلمة
Sos
لكن لم يكن كافيا لكتابة الكلمة بحروف كبيرة وجاءت لهم فكرة اخري وهي انهم جابوا كل الشنط اللي كانت في الطائرة ويجمعوها علي الثلج علشان الطائرات تشوفها لكن بلا جدوي
الناجين شايفين الطائرات حولهم ولكن للاسف مش شايفينهم
بعد ثمانية ايام من البحث المستمر قرر المسئولين اعتبار الطائرة مفقودة بلا رجعة وقرر المسئولين العودة للبحث في ديسمبر عندما يكون الثلج ساح شوية
نرجع تاني للناجين , بعد اول ليلة من الحادث مات خمسة متأثرين بجراحهم وتبقي من المجموعة 28 انسان
استطاع الناجون ان يحولوا جسم الطائرة لمخبئ للاحتماء , اخرجوا حشو الكراسي للتدفئة واستخدام حطام الطائرة لسد فتحات الطائرة لصنع مخبئ الذي كان للاسف شديد الضيق
لكنه كان املهم الوحيد في منطقة تصل درجات الحرارة فيها ل 30 تحت الصفر
طيب ادينا حلينا مشكلة … اكيد الدنيا هتبقي كويسة
لا للاسف
نسيوا اهم حاجة ….. الاكل , أكيد طبعا رحلة طيران زي دي محدش كان عامل حسابه في احضار الاكل
بدأ الركاب بعمل جرد لما يمكن الحصول عليه من طعام وكانت نتيجة الجرد
ثمانية قطع شيكولاته وثلاثة برطمانات مربي وعلبة لوز وشوية بلح وبرقوق مجفف وشوية حلويات ونبيذ والمفروض شوية الاكل دول يكفوا ال 27 فرد
ايون 27 لان فيه بنت ماتت بعد كام يوم من الحادث كمان
حاول الناجون تفتيش الطائرة ووجدوا جهاز ارسال صغير بين الحطام وقدروا استقبال اشارة ضعيفة لكنه كان يستقبل فقط
ولسوء الحظ استقبلوا نشرة الاخبار التي تحدثت عن الحادث الخاص بهم وسمعوا ان حملة الانقاذ توقفت … لن يبحث عنهم احد اخر
استمر الاكل معهم ثمانية ايام بالرغم من محاولات التقشف في استعمال الطعام
اخذوا اصعب قرار ممكن يأخذه انسان
اللي يموت الاول جثته هتبقي طعام لباقي الناجين …..
كان فيه 2 طلاب في كلية الطب ضمن الناجين هما جوستافو و كانيسا
بدأ كانيسا في الامر واخذ قطعة زجاج مكسور وصنع منها سكين وبدأ في تش/ريح الجث/ث , رفض البعض في البداية ولكن مع سوء الازمة اضطر اللي كان رافض انه يشاركهم الوجبة المقرفة دي
يوم 29 اكتوبر يعني بعد 17 يوم من الحادث قرر الناجين – استنادا علي كلام مساعد الطيار قبل ما يموت انه حدود تشيلي قربت , وده لانه كان فاكر انه فاضل دقيقة فقط بالطيران علي تشيلي وليس 11 دقيقة – فقرر مجموعة من الناجين التوجه للغرب للوصول لاي مكان فيه بشر … لكن ملحقوش
انهيار جليدي دفن الناجين في مكانهم … اطنان من الثلج تقع عليهم وتدخل عليهم من كل مكان في الطائرة , ويموت ثمانية افراد في لمح البصر وفضلوا مدفونين لحد يوم 31 حتي استطاعوا حفر مكان للخروج من الثلج
لسه هيقولوا هييييييه
لقوا عاصفة ثلجية امامهم فعادوا للدخول داخل انقاض الطائرة بجانب ج/ثث اصدقائهم
المكوث في المكان كان بالنسبه لهم موت محتم
فقرر الناجين تنفيذ الفكرة الي اتكلمنا عنها من شوية وهي التوجه غربا لحدود تشيلي –للاسف اعتمادا علي معلومات مغلوطة من مساعد الطيار – واللي هتخليهم يمشوا مسافة 90 كيلو متر علي الاقدام بعد اسبوعين بدون اكل ودرجة حرارة تحت الصفر ونفسية مدمرة
كانت المجموعة اللي هتغامر بالوصول للحدود مكونة من ثلاثة افراد منهم طالب الطب كانيسا
طبعا المجموعة اكلت لحوم اكثر من الاول – ج/ثث اصحابهم يعني – باعتبار انهم رايحين مشوار خطير
توجه فريق المغامرات باتجاه الشرق بدلا من الغرب بسبب انسداد اتجاه الغرب بجبل عملاق فكانت الخطة تفادي الجبل ثم الانعطاف ناحية الغرب
وكانت المفاجاة السعيدة – اول مره في ام الرحلة دي – لقوا ديل الطيارة وفيه شنط فيها شيكولاته وشوية لحمة وزجاجة خمر وسجاير وهدوم وبطاريات في جسم الطائرة
فقرر الفريق قطع الرحلة والعودة مرة اخري علي امل استخدام البطاريات في جهاز الاستقبال الموجود في الطائرة ومحاولة جعله جهاز ارسال , لكن بسبب ثقل البطاريات اتفقوا علي احضار الراديو ومحاولة تشغيله عند ديل الطيارة – مكان ما وجدوا البطاريات –
بدأوا في محاولة تشغيل الراديو فشلوا بسبب عدم توافق البطاريات مع الراديو … هبت عاصفة ثلجية مات فيها ثلاثة كمان , فعادوا مرة اخري لرحلة التسعين كيلو – واللي ما يعرفوش انها تسعين كيلو – وقرروا تسلق الجبل بدل من الالتفاف حوله
رحلة صعبة تكاد تكون مستحيلة فقرر احد الثلاثة العودة للمجموعة واكمل باقي الاثنين التسلق , للاسف بعد وصولهم لقمة الجبل وجدوا سلسلة من الجبال بلا نهاية
فقرر الاثنان النزول لوادي كان ظاهر انه بدون ثلج واستغرقت رحلة النزول من الجبل سبعة ايام كاملين وعند وصولهم للوادي وجدوا نفسهم عند منبع نهر سان خوسية فقرروا المشي علي امتداد النهر علي امل مقابلة اي مظهر من مظاهر الحياة وبالفعل بعد تسعة ايام من المشي علي امتداد النهر قابلوا بشر بعد 70 يوم من العزلة الكاملة
شافوا مجموعة من الابقار وبعدها بيوم واحد شافوا ثلاثة رجال راكبين خيول وقام احدهم بالقاء خبز لهم واحضار المساعدة
ارسلت القوات التشيلية ثلاثة طائرات هليكوبتر لانقاذ الناجين ونجحوا للوصول للحطام ومن تبقي من الناجين وتم انقاذ الناجين علي مجموعتين

المصدر: قصص وأمثال واقع وخيال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق