شعر وشعراء

لِمَاذَا أَنْتَ يَا وَطَنِي — قصيدة جديدة لشاعر الأمة محمد ثابت

شعر محمد ثابت مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر

لِمَاذَا أَنْتَ دُونَ النَّاسِ تَتْبَعُنِي

وَتُغْلِقُ دُونِي الْأَبْوَابَ تُوصِدُهَا

وَتَمْنَعُنِي

لِمَاذَا أَنْتَ فِي

نَظَّارَتِي تَبِقَى وَفِي عَيْنِي

تُحَدِّثُنِي عَنِ الْأَشْعَارِ فِي بَلَدِي

وَكَيْفَ تَكُونُ قَوْمِيَّةْ

وَكَيْفَ تَكُونُ (أُغْنِيَّةْ)

لِمَاذَا أَنْتَ دُونَ النَّاسِ

تَحْجِبُ رُؤْيَتِي عَنِّي

وَتَأْخُذُنِي إِلَى مُدُنٍ

خَيَالِيَّةْ

لِمَاذَا أنْتَ يَا أُسْطُورَتِي

تَعْلُو عَلَى زَمَنِ الْخُرَافَاتِ

عَلَى زَمَنِ الْخِيَانَاتِ

وَتَبْصُقُ فِي وُجُوهِ الزَّيْفِ

كَي تَبْقَى بِحُرِّيَّةْ

لِمَاذَا أَنْتَ دُونَ النَّاسِ

تَمْسَحُ دَمْعَتِي عَنِّي

وَتُدْخِلُنِي إلى زَمَنِ الْفُرُوسِيَّةْ

وَتُنْبِئُنِي

بِأنَّ الشَّرْقَ قِنْدِيلٌ

بِلاَ زَيْتٍ

وَتُنْبِئُنِي

بِأَنَّ الزَّيْتَ فِي أَوْطَانِنَا خَامٌ

نُصَدِّرُهُ إِلَى مُدُنٍ هُلَامِيَّةْ

فَيَا أَلَمِي

لِمَاذَا أَنْتَ تَشْغَلُنِي

وَتُرْهِقُنِي

بِأَوهامٍ سِيَاسِيَّةْ

وَكَانَ الْكَأْسُ تِرْيَاقِي وَمُصْطَبَرِي

وَحِينَ تَهِيجُ أَشْعَارِي

فَمِحْبَرَتِي الْحَقِيقِيَّةْ

وَتَبْنِي فِي فَضَاءِ الْعُمْرِ

أَلْفَ حِكَايَةٍ بَيْضَاءْ

لِمَاذَا أَنْتَ أَدْرَكْتَ الْكَلَامَ

وَكَيْفَ يُحْقَنُ فِي الدِّمَاءْ

لِمَاذَا يَامِيَاهَ الْحُبِّ تُغْرِقُنِي

وَتُخْرِجُنِي

وَتُرْسِلُنِي

إِلَى شَطَّيْنِ بَيْنَهُمَا فَضَاءْ

لِمَاذَا أَنْتَ يَا قَدَرِي

وَيَا دَمْعِي

دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَهْدِيكَ يَا وَطَنِي

وَيُقْصِي عَنْكَ أَوْلَادَ الْحَرَامْ

دَعَوْتُ اللهَ إِنْ صَلَّيْتُ فِي الْأَقْصَى

سَأَذْبَحُ كُلَّ نَاقَاتِي

وَأَهْرَبُ مِنْ خُرَافَاتِي

إِلَى نَفْسِي

إِلَى شَمْسِي

لِكَي أَبْقَى بِقُدْسِيَّةْ

وَسَيْفِي فِي شُرُوقِ الشَّمْسِ مِرْآتِي

وَعِنْدَ اللَّيْلِ أُمْسِيَةُ سَمَاويَّةْ

رَفِيقَ الْعُمْرِ لَا تَرْحَلْ

وَفِي الْأنْفَاسِ (أُغْنِيَّةْ)

رَفِيقَ الْعُمْرِ لَا تَرْحَلْ

فَلن تَكْفِي رِثائيَّةْ

فَلن تَكْفِي رِثائيَّةْ

—————-
شعر محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق