مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية سليمة وابن الغولة من الفولكلور الفلسطيني خدعة بنت الجيران ( حلقة 2 )

في منتصف الليل لمّا رجعت الغولة وإخوتها، إكتشفوا الولد ملقى على الأرض ،ورأسه مفصول عن جسده ،فصرخوا بصوت إهتزّت لها الغابة ،وفزع منها البوم وخفافيش الظلام ،ثم دفنوه في حفرة ،وأقسمت الغولة أن تجد الفاعل ،وتنصب رأسه على عود ،وحين سألها إخوتها إن كانت تقدر على إتّباع الآثر حتى القرية أجابتهم : ذلك ليس مأكّدا ،ولكن عندي فكرة أفضل ،فسنتنكّر، ونذهب كلنا لتلك القرية ،ونبحث عن شخص يرتدي ثوب الفراء الذي يحمله إبني، فهو ثمين ،ولا يقدر القرويون على اكتساب مثله ،وصارت الغولة وإخوتها ينزلون كل يوم إلى القرية ،ويدورون في أسواقها و أزقتها .ومضت الأيّام ،ولم يظهر ثوب الفرو ،لأنّ التاجر أوصى إبنته سليمة بعدم الخروج ،وكانت البنات يأتينها كل يوم بما تستحقه من لحم أو سمك أو خضار .

وفي أحد الأيّام شاهدت أحداهن وإسمها لمياء ثوب الفرو، فأعجبها ،ولمّا حان وقت العصر، إستلفته من سليمة ،وخرجت تتجوّل ،وهي مزهوّة بنفسها لكن في الطريق رأتها الغولة ،فألقت عليها كيسا ،ثم ّرجعت بها إلى دارها ،وبعد قليل وصل إخوتها ، وعلّقوها في غصن شجرة ،وضربوها ،وهي تصيح ثم قالت لها الغولة: أخبريني لماذا قتلت إبني أيتها اللعينة ؟هيا تكلمي !!! لكن الفتاة ردت عليها: والله لا أعرف شيئا ممّا تقولينه ،وفي النهاية توقّف الأغوال عن الضّرب ،واقترب منها أحدهم ،وأمسكها من أذنها بشدّة حتى كاد يقتلعها ،وقال لها: وثوب الفرو من أين أتيت به ؟ أجابته: لقد إستلفته من عند سليمة إبنة التاجر،لا شك أنكم ستجدون عندها الجواب، فدارهم من أكبر ديار القرية وأبوها ثري، وهو الآن في الحجّ !!! سألتها الغولة بلهفة : وماذا تعرفين أيضا عنها ؟ قولي لي كل شيئ ،وسأتركك في حالك .
ردت لمياء : هي جميلة و،كل من يراها من الفتيان يعشقها ،وأنا أكرهها بسب ذلك ،ولا شك أن إبنك لاقاها ،.وعوضا أن يأكلها أعجبه جمالها، فكانت نهايته !!! كانت الغولة مطرقة برأسها ،وهي تستمع ،ثم قالت :سنعطيك هدايا كثيرة إذا فتحت لنا باب دار سليمة ،وساعدتنا في التّخلص منها ،ثمّ رمت لها صندوقا صغيرا من الجواهر ،لمعت عينا الفتاة من شدة الطمع وهي تقلّب ما في الصّندوق ،ثم أومأت برأسها موافقة ،وقالت : إذن موعدنا الليلة في البيت الفلاني، وسأصرف كلّ البنات لكي لا يبقى معها سواي . والآن أتركوني أذهب فلقد تأخرت كثيرا في العودة . وحين إبتعدت قليلا أشارت الغولة لأحد إخوتها ليتبعها ،فهي لا تثق بالإنس ولا بعهودهم ،وستقتلها لمّا تنتهي مهمّتها ،فهي تكره الطمّاعين، وفي الماضي كانت عائلتها كبيرة ،وغدر بهم صيّاد بعدما رأى ما معهم من كنوز ،وخيرات في النّهاية وصلت الفتاة إلى دار سليمة، ودخلت ،وتأكّد الغول أنّها قالت الحقيقة .
في الليل جاءت الغولة وأخوتها للدار، فوجدوا الباب مفتوحا وحين دخلوا رأوا بنتا جالسة وحدها ،فتشمّم أكبر الإخوة الهواء ،وقال الأمر لا يعجبني ،وما كادوا يقتربون من البنت حتى إكتشفوا أنّها دمية من القشّ، فصاحوا لقد وقعنا في الفخ !!! ومن السطح طلع عليهم الجيران ورموهم بالحجارة الضّخمة ،فمات الإخوة الثلاثة ،أما الغولة فلقد تمكّنت من الهرب ووهي جريحة ،واختفت في الظلام ،ثم قالت: ويحي !!! لقد خدعني الإنس مرّة أخرى وسينقطع نسلنا ،لكن قبل كل شيئ سأدفن الكنز ،وأنتقم ليس فقط من سليمة وجارتها، لكن من كل القرية ..

يتبع الحلقة 3

حكاية سليمة وابن الغولة من الفولكلور الفلسطيني ضيف في بيت المؤونة ( حلقة 1 )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق