يقارعني الليلُ الطويل
يسرقُ منّي ساعاتي
يهجُرُني الفجرُ العليل
تُغرقُ قلبي آهاتي
يا أبواب الذاكرة
كيف أغلقتِ في وجهي
أبواب المحاجر والرياح
والسماء والتراب ؟
وأغلقتِ في حضرة النسيان
خطواتي المقهورة
على خدِّ السحاب ؟
أحملُ على كاهلي صدى
نداءاتِ آبائي
وصراخات أجدادي ،
أُسامر الساعات فتسرقني
تقذفني إلى آخر الليل
وشاطيء الخراب .
يا أبواب الذاكرة
هل نسيتِ وعودك لي
أنا التائه الواقف
منتظراً يوم الخلاصِ
فوق فوهة الغياب ؟
والنائم على شاطئك المزركش
بفقاعات الزبد
يغمرني رمل السراب ؟
يا أبواب الذاكرة
تعالي نمحوا الحدود
التي رسمناها
على غبار وجوهنا
تعالي نُغلق في وجه الرحيل
أبوابَ العتاب
نعانق الليل والفراشات
نغوص في الغيوم
ونقرع أجراس المطر
نغسل الغبار المزمن
عن وجوهنا
وأوراق الشجر
ونعود نبني بيتنا
نبني حوائطه نجبلها
بالموج والتراب
والصخر والحجر .
