اخبار الفن
هنا عاش … عادل خيري هو أحد رموز الفن المصري والعربي، وصاحب الحضور القوي خصوصًا على خشبة المسرح، والذي رحل عن عام 1963.
العنوان: ١٢ ش عائشة التيمورية - جاردن سيتي
تدخل غرفة المكتب فى المنزل الذى عاش فيه الفنان عادل خيرى فتشعر أن عجلة الزمن أخذتك إلى مكان وزمان آخر، وأنك ترى نجوم وعمالقة الفن من فرقة الريحانى الذين جلسوا فيه ليستمعوا إلى حفلة الست المذاعة بالراديو، غرفة يزينها أثاث من الأرابيسك الذى يعود تاريخه إلى أكثر من مائة عام مضت، ويتوسطها المكتب الأرابيسك الذى كان يجلس عليه عادل خيرى وفوقه نفس الفازات التى تراها فى صوره القديمة على ذات المكتب.
يتصدر الحائط صورتان بالحجم الكبير لوالدتها المحامية والسباحة العالمية إيناس حقى زوجة عادل خيرى فى طفولتها ترتدى فى إحداها زيا تركيا، حيث تنتمى إلى أسرة ذات جذور تركية، وعلى الحائط المقابل دولاب وحافظة من الأرابيسك يضم كل منهما عددا كبيرا من الأوراق والصور والكتب القديمة، بينما يضىء الحائط الثالث للغرفة بمشربية كبيرة من ثلاث أجزاء، ويتوسط السقف سجادة صلاة أثرية وهى سجادة الصلاة الخاصة بالسلطان عبدالحميد اشتراها والد إيناس حقى من أحد المزادات وحول السجادة أربعة مصابيح ذات طابع إسلامى، ومعظم هذا الأثاث ورثته إيناس حقى زوجة عادل خيرى من والديها لأنها ابنة وحيدة وأعادت مع زوجها عادل خيرى تصميم هذا الأثاث حتى يناسب الغرفة.
وولد عادل خيرى يوم 25 ديسمبر عام 1931، فى حى روض الفرج بمحافظة القاهرة، وأحب الفن وتعلق به منذ صغره خصوصا أنه ابن المؤلف المسرحى والسينمائى والشاعر بديع خيرى، صاحب الإسهام الفني البارز في الفن المصري، وكان عادل خيري محبًا للتعليم، إذ حصل على ليسانس الحقوق ودبلوم الشريعة الإسلامية ودبلوم الاقتصاد السياسى.
وقع عادل خيرى فى غرام التمثيل أثناء دراسته الثانوية، فكون فرقة مسرحية من الهواة وأخرج لها مسرحية “مزين موضة”، واشترك فى فريق التمثيل بكلية الحقوق، ثم احترف التمثيل بفرقة نجيب الريحانى، وكان بطلاً لمسرحياتها.
تميز عادل خيري على خشبة المسرح من خلال أعمال عديدة منها “إلا خمسة”، “لو كنت حليوة”، “كان غيرك اشطر”، “30 يوم فى السجن”، أما في السينما فقد شارك في فيلم “البنات والصيف” في القصة الأولى من إخراج عز الدين ذو الفقار، والفيلم الثاني “لقمة العيش” 1960 من إخراج نيازي مصطفى.
تزوج عادل خيرى من السباحة والرياضية إيناس حقى، بطلة العالم فى السباحة بإيطاليا، وعابرة المانش وأنجب منها 3 فتيات هن “عبلة وعزة وعطية”.
وفاة عادل خيري….
الفنان عادل خيري الذي عرف بالكوميديا والمزاح طيلة فترة حياته الفنية، أصيب بمرض السكري الذي ورثه عن والده الفنان الكبير بديع خيري ثم أصابته الأدوية التي كان يتجرعها من أجل علاج السكر بمرض تليف الكبد، كان بيت الفنان بديع خيري ملئ بالمآسي والمتاعب وليس بيتاً سعيداً كما ظن الكثيرين.
عندما كان عمره 29 عام اشتد عليه المرض لدرجة أنه كان يقف على المسرح وأثناء الراحة بين الفصول يذهب ليأخذ الدواء والحقن ثم يعود إلى عمله مرة أخرى، ولكن عندما تمكن منه مرض تليف الكبد لم يذهب إلى العمل المسرحي مرة ثانية وكلف الفنان محمد عوض صديقه المقرب أن يقوم بأداء دوره في العروض المسرحية إلى أن يصبح في حال أفضل، وكان الفنان محمد عوض من القلائل في الوسط الفني الذين صادقهم عادل خيري.
أصبح عادل خيري مقيماً في المستشفى طيلة الوقت ولا يتحرك منها وتقول ابنته عطية في أحد اللقاءات: “بيت جدي بديع خيري لم يكن سعيداً، بل على العكس فقد كان البيت كئيباً جداً، جدي كان مريضاً بالسكر مما دفع الأطباء إلى بتر أصابع قدميه العشرة وعاش حياته على كرسي متحرك، وكانت جدتي وهي قريبة جدي مريضة أيضاً بالسكر وقد فقدت بصرها قبل أن تتوفى بثلاث سنوات ثم توفي والدي بعدها وهو في الثانية والثلاثين من عمره بعد أن قضى في عالم الفن 7 سنوات فقط”.
وأضافت عطية قائلة: “حكت لي والدتي أن والدي قبل وفاته قد شعر بالملل من البقاء طويلاً في المستشفى والابتعاد عن المسرح وعن جمهوره، فقرر الذهاب إلى المسرح وقدم العرض الذي كان يقدمه صديقه الفنان محمد عوض، وعندما توجه إلى خشبة المسرح انفجر الجمهور في التصفيق الحار لفترة طويلة مما جعله يبكي دون أن يشعر فقد تأثر بمشاعر الجمهور الذي كان سعيداً بعودته، ولكنه توفي بعد ذلك اليوم بعدة أيام وكأنه كان يرغب في أن يودع عمله وجمهوره قبل أن يتوفى”، وتوفي في 12 مارس عام 1963 عن عمر يناهز 32 عام.
المصدر : حكايات الزمن الجميل