التقيت بصبي يبيع قهوة أمام الفندق الذي كنت ابيت فيه في بغداد…كنا نتبادل التحية كلما أخرج من الفندق أو أعود إليه. في إحدى الليالي توقفت عنده وبدأنا نتكلم… بدأ يروي لي متحمسا عن بيته الفخم المحاط بحديقة واسعة مليئة بزهور وكأنه قصر البرامكة…
كنت أرى هذا البيت بعينيه الحالمتين. سألته:
– وين هذا البيت، بابا؟
جوابه حيّرني للغاية:
– بعده في جوف العدم، استاذ!
– يعني غير موجود!
– بلى، موجود، بس بالعدم، أن شاء الله، راح يجي للدنيا. فد يوم..
حتى الآن لا أصدق بأن چايچيا متجولا يتقن مفاهيم فلسفة ارسطو إلى هذه الدرجة! الموجود بالقوة والموجود بالفعل!
بغداد تفأجئني دائما! تراودني الان العبارة “في جوف العدم”