مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية الجان المسحور والأميرة بدور من التراث الشّفوي السّوري في السّرداب القديم (حلقة 5 )

وصلت الأميرة إلى الغابه أين أشارت المرأة الفقيرة ،ثم طلعت على شجرة، طال إنتظارها لكن لا حسّ ولا خبر ،وبدأ النعاس يتسلّل لجفونها لكن فجأة سمعت صوتا تحتها .ومتل ما قالت المرأة طلع الولد، وفرشت الأرض بالزرابي، واصطفّت المقاعد، ورمى الثلاثة تفاحات، ولما بدأ يبكي نزلت الأميره قدامه، وقالت لقد صار لي شهور وأنا أبحث عنك يا شعلان !!! لماذا تركتني لوحدي ؟ استغرب الولد ،وسألها : كيف لقيت مكاني ؟ أتركيني وشأني ، فلم يعد ينفع أن نعيش معا ،أنا كما ترين أعيش تحت الأرض، أختبئ من عمّي ،سألته : وماذا يريد منك ؟ أجابها :لمّا مات أبي إفتك مني الملك ،ووضع لي سحرا أسود في أكلي، لكن الله ستر ،فبفضل تعويذة أحملها في عنقي يبطل مفعول السّحر في الليل ،ولا أصير غولا إلا الصبح، ،وهو ما يعلمه عمّي ،و خلال النهار لا أقدر على الكلام ،ويتغير شكلي ،لكني أسترجع طبيعتي بالليل .وهكذا ذهبت لكاهنة الجان،و نفّذت الشروط الثلاثة المستحيلة اللي طلبها منيّ أبوك السّلطان
وبسبب عمّي أوصيتك أن لا تبوحي بالسّر ،لكي لا ينتشر في المملكة ،ويسمع ذلك اللئيم بقصّتي، و الآن صارت حياتي في خطر، ،وفضّلت الإختفاء في هذا السّرداب القديم لكي لا يعرف مكاني، فلا شكّ أنّه يبحث عني الآن ،وأنصحك أن تعودين لقصر أبيك ،وأنا أخاف عليك منه، هو ساحر جبّار،ولا يرحم أحدا !!! أجابته: لن أتركك بعد الآن يا شعلان رجلك على رجلي، في كل مكان تقصده، واتحمّل كل شيئ من أجلك!!! وبقيا يتناقشان ويتجادلان حتى ظهر الصبح ،فأمسكها من يدها ونزل بها إلى السّرداب تحت الأرض وبدآ يمشيان في ممر ضيق تضيئه الشموع.
وفي الطريق قال لها : إسمعي :لقد جئت بأمّي إلى هنا ،وهي إمرأة صعبه المراس ،وإياك تقولي لها إنك إمرأتي ، وإلا كرهتك طول عمرك ،وسنعلمها لما تكون الظروف مواتية .و حين دخل على أمّه رمقتها بطرف عينها ،وسألته من تكون ؟. أجابها هي إنسية أتيت بها لخدمتك فنظرت لها من فوق لتحت ،فلم تعجبها ما عليها من حرير وزينة !!! وقالت: ويحك هذه لا تصلح لشيئ !!! قالها: جربيها يا أمي، وبعدها  احكمي عليها!!! فسلّمتها مقشّة تتدلّى منها حبات الخرز وقالت لها: هيا إكنسي السرداب بدون ما تفقدين ولا خرزه، وتركتها ثم راحت لتطبخ طعامها ، ومن أوّل ضربه على لأرض تناثرت كل الحبّات من المقشّة، فقعدت تبكي. قال الولد: كفاية، ثم جمع الخرز وأرجعهم كما كانوا متل ، وكنس السّرداب بلمح البصر.
رجعت أمّه لقيت الدار نظيفه، والمقشّة ما ناقصة ولا خرزة. بعدين أعطتها غسيل البيت ،وقالت لها: أريدك أن تغسله ،ويصير نظيفا بدون ما تبلّيه بالماء، ثم تركتها ،وانصرفت في حالها . احتارت الأميرة ،ولم تعرف ما الذي عليها فعله ،وجلست تبكي جاء الولدأ خد الملابس ونظّفهم بنفسه بدون ماء، ثم طواهم في الدّولاب رجعت أمّه وجدت الغسيل نظيفا، وناشفا تعجّبت من شغلها. وقالت لها: طيّب !!! الآن أريدك أن تاخدي هذه الأمانه ،وتوصليها لأختي بسرعة ، وبدون أن تعرفي ما فيها.أخدت الأميرة الأمانه ،وذهبت لتوصلها، لصاحبتها ،ولمّا لحقها الولد وجدها قد اتحت العلبة، وطالع منها قردة صاروا يرقصوا أمامها وهي تجري خلفهم لترجعهم لمكانهم فأمسكهم وعبّأهم في العلبة متل ما كانوا ،وعاتبها قائلاا: ألم توصيك أمي بعدم فتحها والآن أضعت كثيرا من الوقت !!! ثم أمسكها من يدها ،وفي لحظه كانت عند خالته، فاعطوها الأمانة ،ورجعوا للبيت في لمح البصر ،مثل ما راحو …

يتبع الحلقة 6

حكايات زمان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق