مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية #الفتاة_المخطوفة هزيمة تكشف سرّ الباي (حلقة 13

شاهد الباي البدو يهربون من المرتفعات ،وظنّ أنّه هزمهم ،ثمّ دخل قرية غار الملح ،وحين لمح القدور على النار ،صاح :سلّموا ثريا ،ولن يحصل لكم شيئ وإلا سأدّمر البيوت على رؤوسكم ،لكن لم يجبه أحد ،بعد قليل جاء أحد الجنود وهو ممتقع الوجه ،وقال :القرية فارغة يا مولاي، إنه كمين !!! ولم يكمل كلامه حتى إنفجرت براميل البارود التي كانت في حفر مغطاة بالحصى، وعمّ الهلع جنود الباي و بدأوا في الجري لمغادرة القرية التي مزقتها الإنفجارات ،.وفي هذه اللحظة أشارت ثريا بسيفها ،وبدأ إطلاق نار كثيف من الجبل فلم تخطأ أي طلقة هدفها لكثرة الجيش ، وقبل أن يصل الهاربون إلى المعسكر سمعوا حوافر الخيل والإبل تجري نحوهم ،فتفرّقوا في كلّ إتجاه تاركين الذخائر والمدافع ،والمؤن ،و أمّا الباي ،فوجد نفسه وحيدا داخل القرية مع حرسه، ومن بعيد سمعوا صوت المدافع ، وشاهدوا إحدى سفنهم تحترق ، فانهارت عزائمهم ، ،ورموا سلاحهم على الأرض، وجلس الباي على حجر ،وهو مذهول ممّا جرى ،ففي ربع ساعة إنتهى كل شيئ ،و فرّ جيشه تاركا إياه لمصيره ،فصاح متحسّرا : يا لكم من أوغاد !!!
بعد قليل نزل الصيادون من الجبل، وهم يصيحون من الفرح ،وجرّوا الباي من رقبته، وأراداو قتله ،لكن ثريّا قالت: توقّفوا ،إنه جدّي !!! بقي الجميع ينظرون إليها بدهشة ،فهذا أعجب ما سمعوه ،ثم أحضرت له إبريق ماء فشرب، ومسح وجهه ،ثم قال لها تعالي لأضمّك فقد أخطأت في حقك مرات كثيرة ،والله كلّ مرّة أفكّر أن أعيد لك كرامتك يجيء كبار المملكة ،وينصحوني بالتخلص منك ،والآن فهمت لماذا يهابونك ؟فأنت قويّة ولا يقدرون عليك، أما أنا فتعودت على حياة الدعة والترف ،وأهملت شؤون الرعية ،وبما أنّي كنت بحاجة للمال، فلم أعد أخجل كيف أربحه ،ولقد تركت القراصنة تنهب السّواحل ،والولاة تسرق االأرزاق، كل ذلك لأجل سعادة زائفة ،الآن سيتغيّر كلّ شيئ، سألغي كل الإمتيازات وكل ما نهبه رجال الدولة سيرجع إلى أصحابه وسأصفّي ممتلكاتهم ،وسأجهز الأسطول لحماية مراكبنا وسواحلنا من القراصنة .
في تلك اللحظة جاء جيوفاني ،ولما رآه الباي تعجّب من وجوده ،وحاول أن يذهب ،لكن الرجل قال له: إلى أين ؟ لماذا لا تخبر حفيدتك الحقيقة، لكن الباي طأطئ رأسه وصمت ،قال جيوفاي ماذا روت لك حورية عني أجاب ثريا لقد قالت بأنك محتال تحب المال ،لكن الباي همهم لقد كذبنا على مريم حتى تنساه ،ولقد عرضنا عليه صندوقا من المجوهرات الثمينة لكي يخبرها أن علاقته معها لأجل مال أبيها لكنه رفض وقال لن أتخلى عنها ولو مقابل كنوز المملكة ،وبالطبع لم يعجبني ذلك ،قبضت عليه وسجنته ،وفي نيتي قتله لكن مريم وافقت على الزواج من أحد ضباط الحرس مقابل إطلاق سراحه ،صاح جيوفاني: يا لها من فتاة رائعة ،لقد قبلت التضحية بسعادتها من أجل أن أحيا !!! أجاب الباي :نعم، ولقد ورثت منها ثريا هذه المروءة ،إسمع يا جيوفاني ،لقد قضيت عمري في حياكة الدسائس من أجل بقاء هذا العرش ،وهناك أشياء كثيرة عملتها ،وندمت عليها ،وحان الوقت لأصلح كلّ شيئ ،أطلب منك فقط أن تثق بي .
رافقت القبائل الباي وثريا أما جيوفاني فسار مع جماعته فهو لا يثق بالباي ولا وعوده ولما وصل أرسل في طلب مريم فجاءته وعيناها منتفختين من البكاء ،ولما سلأها عن سبب بكائها أخبرته أن ذلك اللئيم زوجها لا يكف عن الشراب منذ أن رجع من المعركة ،ولما يسكر يقول لي لقد سترتك أمام الناس مقابل منصب في جيش حقير بمجرد سماع إطلاق النار فر في كل إتجاه ،غضب الباي وقال وماذا يريد ؟ ألم يكفيه أن يكون قائد الفرسان ،ثم ماذا فعل فلقد سبقني ورجع الى المملكة ولم يسأل علي إن كنت حيا أو ميتا …

يتبع الحلقة 14 والأخيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق