الرئيسيةشعر وشعراء

مَن قرّر أن يبقى آب الشهر الثامن في السنة؟ ماذا لو قمنا ضدّه ومحوناه من رزنامة الأحداث؟ هل ستنتقل الكآبة من هذا الشهر الملعون إلى شهر آخر، أم أنّها ستختفي نهائيّا باختفائه؟

بقلم : الدكتورة راوية بربارة

ألم يسرق منّا محمودًا وسميحًا وعمّو روني، وبروفسور محمود غنايم واليوم فجعنا وفاجأنا بمقتل ساهر إسماعيل، وما زال يحصد أرواح الجزائريّين، واليونانيّين واللبنانيّين، ما زال يشبّ اللهّاب، يحرق القدس والقلوب، يحرق الغابات والأحراش، يحرق البشر والشجر.
كفاك آب، كفاكَ، منذ وعيتكَ وأنت تؤلمنا؛ مرّة بحرب الخليج، ومرّة بانفجار بيروت، واليوم بانفجار عكّار…. والحبل على الجرّار.
بالله عليك، قرّر! إمّا أن تتنازل عن لهيبك ومرارك وحرارتك وإمّا ارحل من رزنامتنا دون رجعة!
السنة مش ناقصة بدونك، السنة مش ناقصتك!

ومن جعبتي:

قصيدة في وداع آب

وضحكنا عليك يا موت
وهزئنا منك يا آبُ
أتظنّ بغباوة وهجكَ
قد
يُخطَفُ منّا الأحبابُ؟

ارحلْ
لا تينُكَ بحلاوةِ تيني
أشواكُ صبرك تؤذيني
قطفتَ محمودًا غفلة
وسميحًا؟
أفتفقأ عيني؟

ارحل
أظنّكَ لو يومًا تبقى
لن أجدَ شِعرًا يحميني

ارحلْ
قد عُفناكَ … فلا تتجمّل
هيا لملمْ قيظكَ …. وارحلْ
ارحل
لنْ تعبثَ أبدًا بيقيني

أنت ترحل
أنت ترحل
وَهُما في حلقِكَ كالحنظل
آهٍ آب
وضحكنا عليكَ يا موتُ
ما وقعُ خطفِكَ
إلّا سراب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق