مكتبة الأدب العربي و العالمي
المستودع الجزء الثاني
فقال لهم : آسف على إيقاظكم بهذه الطريقة , لكني قدّمت الكثير لإسعادكم , ولم تعطوني بعد ما اريده
الفتاة بتعب : وماذا تريد منا ؟
ديفيد : ان تشاركوني قصصكم .. فمن سيبدأ اولاً ؟
فرفع مراهق يده : انا !! .. اسمي آدم … الأبن الوحيد لوالدين منفصلين ..ومنذ طلاقهما في سن التاسعة , وانا اعيش مع جدتي المتسلّطة التي تحرمني من مصروف والدي , كلما قمت بتصرفٍ لا يعجبها .. كما انها تتدخّل دائماً بقراراتي .. وتمنعني من الخروج مع اصدقائي .. والأسوأ انها تزور ثانويتي باستمرار للسؤال عني , مما جعلني محطّ سخرية للمتنمّرين في مدرستي
ديفيد : هذا سيء .. وماذا عنكِ ؟
فأجابته الفتاة (حليقة الرأس) : انا جسيكا .. ومنذ طفولتي أشعر بأني صبي مسجون في جسد انثى .. فلا شيء يهويني بعالم النساء .. وقد حاولت مراراً إفهام والديّ بأنني احتاج الى عملية جراحية لأتحوّل الى شاب .. لكنهم يرفضون طلبي , ويظنون انها مجرّد إضطراب في الهرمونات , مع اني بلغت 20 سنة ولم اعد مراهقة .. لهذا قمت بحلق رأسي ولبس ثياب الشباب وتضخيم صوتي .. وبذلك أصبحت غريبة الأطوار بالنسبة لهما , وصارا يتجنّبان الحديث معي .. حتى بُتّ أفكّر جدّياً بالإنتحار لأتخلّص من أزمة الهويّة التي لديّ !
ديفيد : مشكلةٌ صعبة ! وماذا عنك ايها الشاب ؟
– اسمي جاك .. وانا أعشق المغامرات والسفر , لكن والدي يريدني ان أنهي جامعتي لأساعده في محل الخرداوات .. ولا ادري ما فائدة دراسة 4 سنوات تجارة بالجامعة , لأنتهي كبائعٍ بسيط كأبي .. فكل ما اريده هو السفر لاكتشاف الغابات والمحيطات والحيوانات النادرة , والتعرّف على المغامرين امثالي ..(ثم تنهد بضيق) .. أتمنى في السنة الجديدة ان تحصل معجزة تغير مستقبلي الباهت والمملّ
ديفيد : أفهم مشكلتك جيداً .. وماذا عنكِ ؟
الفتاة : انا من اصول هندية كما تلاحظون .. ويريد اهلي تزويجي فور إنهاء دراستي الثانوية .. فوالدي رجلٌ متحفّظ , ولهذا اختار لي زوجاً هندياً يكبرني بعشر سنوات .. لكنه لا يعلم بأنني متورّطة بعلاقة مع شاب تعرّفت عليه بالإنترنت
ديفيد : فعلاً الأهالي لا يدركون شيوع العلاقات بالإنترنت هذه الأيام .. وانت ماهي قصتك ؟
– اسمي اريك .. وعملي الليلي في الصيدلية جعلني مُدمناً على المهدّئات.. وأخشى ان يطردني المدير إن اكتشف سرقتي لأدويته , ممّا سيعرّضني لعقاب ابي القاسي .. فهو عسكري متقاعد , وصارمٌ جداً معي
– وانا داني .. واظنكم علمتم فور رؤيتكم لثيابي المبهرجة ومكياجي الفاقع انني شاذّ .. الجميع لاحظ ذلك , ماعدا امي التي تصرّ على تزويجي بعد انتهاء جامعتي ! .. رغم انها ساهمت في تحوّل ميولي .. ففي طفولتي , اعتادت امي على تركي مع جارنا كلما ذهبت الى العمل .. واللعين استغلّ أنني طفلٌ يتيم اسوء استغلال .. لكن لم أجرأ على اخبارها بجريمته حتى اليوم .. وأمنيتي الوحيدة هو ان أقتله بيديّ هاتين !! .. (وتنهّد بحزن) ..ليتني املك الشجاعة لفعل ذلك
يتبع الجزء الثالث
من قصص حكايا العالم الاخر