مكتبة الأدب العربي و العالمي

في_منتصف_الظلام الجزء الثالث

نظرت فوجدته جالس على نفس الطاولة دون أي تردد اقتربت منه وقلت لست من الفتيات الواتي ينتظرون قصص العشق انت تتابعني منذ مدة فأنا أراك تحوم حولي بكل مكان تفضل ماذا تريد مني
كان تصرفي ياقائد قد آثار دهشتهُ
الحقيقة ياقمر لقد آثار دهشتي أيضا كيف لكِ ان تتصرفي بهذه الجرأة..
هل تصدقني اذا قلت لك اني كنت خائفة جدا
واني قررت مواجهة مخاوفي بالمواجهة
نظر لي ذاك الشاب وبتسم وقال الصراحة انا معجب بكِ لقد سرقتي قلبي منذ اول مرة رأيتك بها
ولهذا صرتي تجديني في كل مكان
قلت له وماذا بعد الإعجاب انا مازلت طالبة في المدرسة وامامي وقت طويل قال سوف أكون لكِ سند فقط دعيني ادخل حياتك وسوف لا تندمين ابدا
نظرت لي نظرة طويلة ومتلئت عيناها بالدموع وقالت
ياليتني لم ادخله لحياتي لقد تدمرت حياتي بسببه
قائد.. وكيف ذلك
تبادلنا أرقام الهاتف وصرت احادثه يوميا دون انقطاع
صرت اجلس في غرفتي ساعات طويلة للتحدث معه كانت الخالة ام عماد تلاحظ هذا التغير ولكن لم يكن يهمني الأمر
اما الدراسة كنت لا اعير لها أهمية كالسابق ادرس فقط من أجل النجاح لاغير
بدأت اتعلق به بشكل جنوني أصبح كل شيء بحياتي
اليوم الذي يغيب به عني أشعر وكأني ضائعة في هذا العالم.. هو أدرك ذلك وعلم اني أصبحت احبه بجنون
ربما ياقائد فارق العمر جعله يستحوذ على عقلي وقلبي
بدا يطلب مني أن نخرج معا وبدأت اختلق الأعذار للخالة لكي اخرج معه
كانا نذهب لحفلات راقصة مع أصدقائه وصديقاته
كان يعيش بعالم غريب
كله أشياء لايكاد عقلي الصغير استعابها
حفلات سفرات علاقات ولكن رغم كل ذلك كنت أشعر أني المميزة او كنت أظن اني المميزة
ادمنت الخروج معه صرت لاابالي بصحتي او دراستي حتى تصرفاتي أصبحت غير مؤدبة مع من حولي
حاولت الخالة ام عماد نصيحتي عدت مرات ولكن كنت مستهترة إلى أبعد الحدود
حتى حدث أمر جعلني ارتعب وابدا بالخوف
ذات ليلة كنت اجلس معه وهناك الرفاق حولنا
نهض أحدهم وقال اليوم علينا باقامة الطقوس
ضحك الجميع وتحولت انظارهم لفتاة كانت تجلس بركن وحيدة في إحدى زوايا الغرفة التي نجلس بها
كانت خائفة ومرتعبة وتبكي ذهب احد الشباب لها واخذها من يدها بالقوة وهي تبكي ووضعها وسط الجلسة ولتف الجميع حولها وانا انظر بخوف كان يجلس بجانبي ويبتسم بمكر اخذ كل واحد منهم سكين واخذو يطعنون بااجزاء من جسدها الشبه عاري وعندما يسيل الدم يقمون بلعق السائل منها
كانت الفتاة تصرخ وتبكي بشدة
صرخت انا ايضا وقلت ابتعدوا ماهذا الجنون الذي تقومون به لم يكن احد ينظر لي وكأنهم مغيبين
ثم نظرت له وقلت ارجوك اوقفهم سوف تموت الفتاة بين ايديهم نظر لي بخبث وقال دعيهم هم يلعبون لا أكثر قلت وكيف يلعبون سوف تموت الفتاة بين ايدهم
لم يكترث لكلامي وظل مبتسم وهو يرى هذا الجنون
ودون اي شعور صرت اصرخ بهم وادفعهم لمكان بعيد عن الفتاة
ولله ياقائد كنت أشعر انهم مغيبين لايدركون مايقومن به أخذت الفتاة وخرجت مسرعة ذهبت إلى سيارتي جعلتها تجلس بالمقعد الخلفي وسرت بسرعة جنونية
توقفت قرب صيدلية وذهب لشراء بعض أدوات التعقيم ورباط لربط جروح الفتاة
لم استطيع أخذها إلى المشفى لقد خفت خفت كثيرا
ثم طلبت منها ان ترشدني إلى مكان سكنها
نزلت الفتاة قرب منزل قريب دخلت واقفلت الباب من خلفها….
عدت للقصر وانا بقمة الرعب والخوف عقلي لم يستوعب مارأيته في تلك الليلة
ربما تسألني أين السائق الذي يقود سيارتك اقول لك عند خروجي مع حبيبي او من كنت أظن أنه حبيبي اخرج بالسيارة لوحدي
وضعت راسي على الوسادة وانا افكر وافكر وإذا بهاتفي يرن كان هو هو من يرن عليا لكن لم اجيبه
لقد كسر شيء بداخلي نحوه لا أعلم ماهو ولكن لم أعد احبه تخيل موقف واحد ياقائد يجعلك تكره من كنت تظن انه حبيبك
قلت لها توقفي ارجوكِ وخذي قسط من الراحة وبعدها نكمل…..

مرت عدت ايام وانا متغيبة عن المدرسة ولا اجيب على هاتفي ابدا
وكانت الخالة ام عماد تراعيني لضنها اني مريضة
نعم ياقائد كنت مريضة فعلا ولكن ليس مرض جسدي بل نفسي
بعد مارأيت شعرت اني عقلي يكاد يفقد اتزانه من هول المشهد لا أعلم الخوف ام الرهبة وبعد مضى هذه الأيام عدت للمدرسة
كنت أخاف ان التقى به…  كان هناك شيء بداخلي يجبرني على الذهاب إلى بيت تلك الفتاة لكي اطمئن عليها
وفعلا ذهبت ولكن ياليتني لم اذهب
من منظر المنزل والناس تخرج وتدخل له علمت ان الفتاة قد توفت لاأعلم وقتها ماذا حدث لي  صرت ابكي بشدة حتى سائقي استغرب  وقال انستي الصغيرة مابك هل حدث شيء قلت له لا ياعم هيا بنا انا فقط تذكرت امي وابي….
عدت للبيت وجلست ساعات في غرفتي ابكي والخوف قد ملأ قلبي  أصبحت في حيرة من أمري من هولاء هل أخبر عمتي ام أخبر المحامي عنهم ام اكتفي بالابتعاد
لقد شهدت انا على جريمة قتل ولكن أين هو
نعم انا لم اخرج لعدة ايام وأيضا صرت أعود دائما مع سائقي ولكن لم المحه ابدا
ولم يتصل بي منذ تلك اللية وذاك الاتصال الوحيد الذي لم ارد عليه….
وماذا فعلتي ياقمر… قائد لم أفعل شيء لم التقى به بعدها ولم أخبر احد
كانت الكوابيس تراودني كنت احلم بتلك الفتاة
تقف أمامي وتقول تكلمي تكلمي…. بكت قمر كنت مشفق عليها لدرجة كبيرة كانت فتاة رقيقة جدا ملامح البراءة  تشع من وجهها الجميل  قلت لها بهدوء لاتبكي فقط حدثيني بما حدث بعدها وانا أعدك سوف اساعدك…
قالت مضت الايام والاسابيع وكنت اظن انه رحل وسوف تعود حياتي لطبيعتها ولكن كان ظني ليس في محله ابدا
ذات يوم وانا في غرفتي ادرس وصلت لي رسالة تقول اذا لم تأتي لمقابلتي سوف اقتلك
هل تعلم ياقائد اني كنت غبية جدا انا لا اعلم ماهو السبب الذي لم يجعلني أخبر احد عن قصتي
او ربما لم أكن اريد تشويه صورة امي وابي وجدي أمام المجتمع لم ارد ان انتقد خفت من نقل الصورة السيئة عني لعمتي وبعدها ربما تقرر اخذي معها وانا ولله ياقائد لا أقوى على فراق قصر اهلي فيه كل ذكرياتي الجميلة
ذهبت لمقابلته في حديقة عامة قرب القصر
كان يجلس في الحديقة نظر لي وابتسم بخبث وقال
هل تظنين أنكِ سوف تهربين مني قلت له انا لا اهرب انا فقط لااريد الاستمرار معك في هذه العلاقة
نظر لي بتمعن وقال حسناً انتِ حره
ولكن ان تعرضتي إلى أي حادث فأنا غير مسؤول قلت له هل تهددني قال لا لست أنا لكن من خلفي هو من يضمر لكِ الشر وجودي معكِ هو من يحميك
لم اعير اهتمام لكلامه تركته وعدت للقصر
لم أكن أعلم أن هذا اللقاء  هو بداية لتعاستي واكتشاف الحقائق المرة جلست أمامي وهي ترتشف فنجان من القهوة وضوء الشمعة يشع على ذاك الوجه البريء
قد أشعلت سجائري  واحدة تلوى الأخرى وانا اتمعن بهذا الجمال كانت تأخذ قسط من الراحة وبعدها نكمل مابدات وياليتها لاتكمل لقد ادمنت كلماتها وطريقة طرح معاناتها أمامي وكأن شهرزاد من تروى ماحدث….
وللحظة عدت لوعي وقلت ماذا بك ياقائد لم يمضي  سوى يومين  وأراك قد وقعت بحبال العشق….
نظرت لي وقالت هل تعلم اني منذ فترة طويلة لم أشعر بهذا الأمان والهدوء كان الخوف هو من سيطر تلك الفترة…
قلت اكملي ماذا حدث بعد ذاك اللقاء
كنت اذهب للمدرسة مع السائق وأعود معه طبعا السبب هو الخوف
واجلس في غرفتي لا اخرج كان وقتي بين الدراسة والجلوس مع الخالة ام عماد..
وذات الليلة وانا نائمة سمعت طرقات على شباك الغرفة شعرت بقشعريرة تهز أوصال جسدي
فتحت المصباح حتى اتأكد من هناك رايته
كان شخص طويل يرتدي قناع اسود وملابس سوداء يلوح لي بفاس بيده ويحاول كسر زجاج النافذة أخذت اصرخ واصرخ ودخل عليه الحرس وأيضا الخالة ام عماد كنت لا أفعل شيء سوى الإشارة لتلك النافذة
نظر الحارس ولكن لم يجدو احد  اقتربت مني الخالة ام عماد وقالت ربما كنتِ تحلمين ياابنتي قلت لها اقسم لكِ اني لم أكن احلم هناك من كان يقف خلف النافذة…
تكرر هذا الأمر ياقائد ولكن لم يكن في القصر من يصدقني او ربما كانوا يتعمدون عدم تصديقي
ومضت بعض الأيام واصبحت حالتي الصحية تسوء
فقد فقدت الشهية الخوف تملك قلبي
وفي يوم قررت الاتصال به من جديد
لانه كان لابد أن يفسر لي عبارته الخوف ليس من ولكن من هم خلفي.. صرت اسأل نفسي من خلفه وماذا يريدون مني
وفعلا قمت بالاتصال به وقلت له يجب أن نلتقي
وفعلا التقينا في مكان عام
وقلت له من انت ومن خلفك قال لي اسمعي ياقمر
لقد دفع لي لكِ اجعلك مدمنه وأيضا مبتذله بكل طريقة ومن ثم السير بهذا الدرب تكون نهايته الموت المحتوم.. ولكن انا لم استطيع إكمال هذه اللعبة معك لأنك لاتستحقين هذا العذاب
قلت ارجوك هل ما تقول صحيح ومن هم الذين يريدون تحطيمي من يريد ثم قلت له ماهذه الطقوس التي تقومون بها ماهذا الوحشية التي انتم بها  لقد ماتت الفتاة هل تعلم
نعم اعلم انها ماتت وكيف تستطيع الاستمرار بحياتك وانت تعلم انت هذه الفتاة ماتت بسببكم
ياعزيزتي الأدمان يجعل الإنسان كالوحش ثم إن هكذا مجاميع برأيك من يكن متحكم باافعالهم غير الشيطان لهذا توقعي منهم الغير متوقع…
المهم ارجوك من هذا الشخص الذي يريد التخلص مني باابشع الطرق أخبرني ارجوك
حسنا سوف اقول لكِ من ولكن اريد منكِ شيء اولا
وماهو اريد منك مبلغ استطيع به السفر خارج البلاد لاني ربما أتعرض للقتل بسبب بوحي بالسر لكِ
وكم تريد اريد ١٠٠ الف دولار
ماذا تقول وكيف استطيع اقناع المحامي بدفع هذا المبلغ لي.. لا أعلم عليك حل هذا الأمر..
ثم ماهذا التناقض بكلامك فأنت تارة تقول اريد مساعدتك لانكِ لا تستحقين هذا العذاب وتارة أخرى تريد مبلغ كبير جدا
ثم برأيك هل استطيع توفير هكذا مبلغ وانا بهذا العمر وفوق راسي وصي…

يتبع….

من قصص حكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق