اخبار العالم العربي
المصريون يكسبون الرهان مع أنفسهم اليوم الأخير للتصويت في الإنتخابات يتحول إلي أفراح رؤوس عائلات إحدي قري الصعيد يحولون قريتهم لمهرجان وطني
الإعلامي إكرامي هاشم مراسل همسة نت الدولية وممثل منظمة همسة سماء الثقافة الدولية الدنماركية في إيطاليا
أسدل الستار اليوم علي أضخم عملية إنتخابية جرت في تاريخ مصر الحديث والأكثر منافسة بين عدة مرشحين علي منصب رئيس الجمهورية والتي إتسمت بالشفافية والحيادية التامة من جانب كافة أجهزة الدولة وعلي رأسها مؤسسة الرئاسة والتي تحولت في النهاية من مشهد تصويت إلي مشهد ملحمة وطنية وسيمفونية عزف علي أوتار حب مصر بدأ بعزفها المصريون في الخارج وإستكملها المصريون في داخل مصر على إيقاع “تحيا مصر”
ولعل الأرقام هي الشاهد في تلك الإنتخابات والتي قاربت ال 40 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في تلك الإنتخابات .
فعلى ماذا راهن المصريون في تلك الإنتخابات ؟
لعل كان رهان المصريون هو علي أنفسهم نعم علي أنفسهم حينما أستشعروا أنهم أمام إختبار لمدي وعيهم وإيجابيتهم وعمق إنتماءهم ودفاعهم عن مكتسبات ثورتهم المجيدة افي الثلاثين من يونيو عام 2013 و دافاعا عن إختيارهم الحر .
ولقد فاجأ المصريون العالم في ذلك الإستحقاق الدستوري بتحويلهم التصويت في تلك الإنتخابات إلي رسائل تأكيد حبهم وتأييدهم لقائدهم الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وإذا عدنا بالمشهد إلي تصويت المصريين في الخارج لنجدهم وقد كونوا أوركسترا لتعزف أجمل الألحان في حب مصر هؤلاء المصريون في الخارج الذين قد حظوا علي مكتسبات منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية لم يكتسبوها منذ تأسيس الجمهورية المصرية .
فماذا عن الداخل المصري !
ما إنتهي المصريون في الخارج من العزف حتي تسلم مصريون الداخل الإيقاع ليستكملوا الأوركسترا في مشهد أذهل العالم .
ولعل ما يؤكد كسب المصريون ذلك الرهان هو ما شهده اليوم الأخير من التصويت من تحوله إلي إحتفالية عمت مدن وقري مصر للتحول مصر علي عروس في يوم زفافها .
وكانت إحدي قري الصعيد علامة في ذلك العرس والتي فاجأ أهلها كل وسائل الإعلام بتحويل القرية إلي عرس كبير أمام مقار لجان التصويت والتي أضطر المسؤولين فيها إلي مد ساعات التصويت ليتمكن الأهالي من الإدلاء بأصواتهم نظرا للإحتشاد بعد خروج القرية عن بكرة أبيها للتصويت .
قرية شريف باشا إحدي قري محافظة بني سويف والتي ضربت مثلا في التحضر و الرقي نجحت في تلقين العالم درسا في الوطنية و أعادت صياغة ملحمة “الفلاح الفصيح”
فقد ضرب رؤوس عائلات تلك القرية وأعيانها مثلا في فن القيادة وتوحدهم حول قضية واحدة حيث قاموا بتوجيه طاقاتهم نحو أبناء عائلاتهم وحثهم علي ضرورة المشاركة في التصويت وخاصة الشباب منهم والذين فاجئوهم بإحتشادهم أمام صناديق التصويت علي مدار أيام الإقتراع الثلاث .
وهو الأمر الذي أكده هؤلاء الأعيان في تصريحاتهم الخاصة فقد أشار اللواء متقاعد هاني عبد الله إلي أن ما فعله أهل قريته في تلك الإنتخابات إنما ينم علي تنامي الوعي لدي أهل الريف وأن عائلات القري
كانت قد إستعدت منذ فترة كبيرة لذلك العرس من خلال الإتفاق فيما بينها علي ضرورة التعبير عن رأيهم وإستثمار عنصر الشباب من أفراد تلك العائلات الأمر الذي أثمر في النهاية للمشهد الذي أبهر العالم في قريته وأردف هاني قائلا أن أهل قريته عبروا عن تمسكهم بقيادة الرئيس السيسي للبلاد في الفترة المقبلة والذي يرونه الأجدر والأصلح لقيادة البلاد .
وكان محمود هاشم أحد أعيان القرية قد صرح بأنه قد رأئ قريته خلال تلك الإنتخابات بعين جديدة حيث عبر عن أنه شاهدها وكأنها في زفاف جماعي وأستشهد علي كلامه بمشهد حمل أبناء القرية لصور الرئيس السيسي وكانها تيجان علي رؤوسهم وأردف قائلا أنه لم يكن يشك لحظة في وعي أهل قريته وحبهم لرئيسهم وأنه شخصيا قد راهن علي أهل قريته وكسب الرهان .
اما الناشط والمتطوع محمود شحاته فقد أكد أن ما شهدته لجان التصويت بالقرية اليوم شئ يفوق الخيال من تدفق الناخبين أمام لجان التصويت الأمر الذي أضطر القضاه المسؤولين عن الصناديق إلي إتخاذ قرار بمد ساعات التصويت ساعتين إضافيتين .
ويلتقط الأستاذ محمد زكريا طرف الحديث ليعرب عن مدي سعادته وفرحته بالمشاهد التي شاهدها علي مدار الأيام الثلاثة والتي أختتمت اليوم بما أسماه زفة في حب مصر و رئيس مصر .
الأمر نفسه أكده الحاج عبد المحسن الجمال أحد أعيان القرية وقياداتها الشعبية الذي عبر قائلا لم اتمالك نفسي أمام مشهد الجموع من أبناء القرية الذين أختتموا عملية التصويت بالهتافات والتهليلات بإسم مصر ورئيس مصر ولعل هذا المشهد إنما نتيجة ما قام به رؤوس العائلات من أبناء القرية من جهد علي مدار شهور من تهئية المناخ المناسب لذلك العرس الديمقراطي .
أما الحاج ياسين عبد الله أحد القيادات الشعبية أيضا وأحد أعيان القرية فقد أشاد بدور أجهزة الدولة في العمل من أجل إتمام ذلك الإستحقاق بنجاح وخاصة المسؤولين بالقرية الذين لم يتوانوا عن تقديم كافة أنواع الدعم والمساعدة لأبناء القرية من أجل تسهيل عملية التصويت كما أشار بوقوف تلك الأجهزة علي مسافة واحدة من جميع المرشحين .
وأختتم ياسين كلامه بأن أهل قريته قد ضربوا للعالم مثلا في ذكاء الفلاح المصري والذي يستحق لقب “الفلاح البسيط”