قال الله تعالى: *‏” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ “*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
قال الله تعالى:

*‏” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ “*
وقال جل جلاله:
*” إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ “*
نعم إنه الصبر..!!! وما أدراكما الصبر..!!!
إنه خلق عظيم.. ومبدءٌ كريم..!!
إنه خُلُقُ الأنبياء.. ودربُ الأتقياء الأنقياء..!!
إنه منهج الصالحين وطريق المصلحين..
إنه من أفضل الأخلاق..!!
‏بل هو رأس الخلق.. وعماد الأمر..!!

لذلك.. ليس كل البشر يمتلكون هذه الخصلة الحميدة وينعمون بفضلها..!!
بل هم أُناس إختصهم الله من صفوة الصفوة.. واختارهم لعظيمِ خُلُقِهِم وكريم أخلاقهم..!!
فتراهم ثابتين كالجبال الراسيات في الشدائد والمحن..
مهما تعاظمت المصائب.. وتكالبت عليهم الأمم.. وإزدادت عليهم الخطوب..!!
لا تهزهم العواصف والأعاصير.. بتغير الزمان والمكان..

فهم دائماً مع الله..!!
وإيمانهم بالله.. يصل درجة اليقين..!!

وإذا أردت مثالا حياً.. وواقعاً ماثل أمامك..
فانظر أهل غزة وفلسطين..
ترى صورة جلية واضحة في الصبر والثبات..
تراها في عيون الأطفال قبل الكبار..
تتساقى كلمات الصبر من فِيِّ الأبناء قبل الآباء..!!
تندهش من عفوية الأطفال حين تسألهم عن المستقبل وقت يكبرون..!!؟؟
فيأتيك الرد المزلزل.. نحن مشاريع شهادة..!!
نحن لا نكبر.. إنما يكبر الأمل فينا.. أمل التحرير القادم.. كي نورثه للأجيال اللاحقة..!!
حقاً ما أعظمها من كلمات..!! وما أبلغها من إجابة..!!
لذلك.. إحذر أخي الفاضل أن يتسلل الشك إلى يقينك.. وتساورك الهموم.. وتعاجلك الهواجس بالظنون..

وإذا أردت يقينا جازماً.. وجواباً قاطعاً شافيا..
فانظر في عيون الآخرين.. كيف تراهم مشدوهين وقد شخصت أبصارهم وتسمرت أقدامهم من هول ما يشاهدون ويسمعون عن ثبات أهل غزة وفلسطين..
حيث يرونَ بأُم أعينهم.. قدرة هؤلاء الصفوة على تَحَمُّلِ هذا الكم الهائل من الثبات والصبر..!!
لذا.. لا ينال هذا الشرف الرفيع والأجر العظيم.. والرفعة في الدنيا والاخرة.. إلا عبدٌ باع نفسه لله وتوكل عليه..!!
لهذا إستحق الصابرون وعد الله.. حين قال تعالى:
*”إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”*

اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء واحشرنا مع الانبياء..
اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين..

محبكم في الله.. ابو طارق الحوَّاس