مكتبة الأدب العربي و العالمي
# الساحرة وكنز سليمان الجزء السادس
حملت عائشة جرابا من التّمر و قربة ماء وقررت العودة إلى قريتها ،كانت الطريق بعيدة لكن أخبرها الجنّ أنّ هناك حبلا وعرا إذا تمكّنت من عبوره فإنّها تختصر المسافة إلى النّصف ،المشكل الوحيد أنّ هذا الجبل تسكنه أرواح تائهة ،و يجب المرور فيه بسرعة قبل الليل لانها تستيقظ مع ظهور القمر وتحوّل كل من تجده إلى أحجار ،ونصحوها أنّه لا يجب أن تتوقف لأي سبب من الأسباب .
عندما وصلت عائشة إلى جبل الأرواح أصابها الخوف فلقد كان هناك الكثير من التّماثيل الحجريّة لتجّار و جمال شاء حظهم السيئ أن يتواجدوا قرب هذا المكان عند نزول الظلام ،كان هناك ناس من أزمنة قديمة جدّا ،نسيت تحذير الجنّ بعدم التوقّف، واقتربت منهم كان أحدهم مادّا يده بمفتاح صغير من الذّهب ،أعجبها فانتزعته من يده ،و رمته في جيبها ،بعد قليل وجدت عجوزا جالسة، و قد بدا عليها الإعياء الشديد ،فسقتها من قربتها ،و أطعمتها من تمرها،وأعطتها ثوبا من كيسها ،فانتعشت حالها،لم تنتبه عائشة أنّ الشّمس شرعت في المغيب ،ولم يعد الوقت يكفي للخروج من الجبل ،بعد قليل سمعت أصواتا مخيفة ،و شاهدت أشباحا تتحرك باتجاهها و فكرت في الهرب لكن ساقيها كانتا ترتجفان ،وتسمّرت في مكانها عندما شاهدت شبحا ينفصل عن المجموعة، و يقترب منها ،و قال لها لا تخافي :عندما كنّا أحياء ظلمنا أسيادنا ومتنا من الجوع و الأمراض، كلّ من يمرّ من هنا لا يفكّر إلا في نفسه، ويحاول ان يأخذ شيئا من هذا الجبل ،وكما ترين فهو مليئ بالكنوز والألماس ،لكن لا يفكّر أحد في تلك العجوز البائسة،ولذلك كنّا نعاقب النّاس على أنانيتهم بتحويلهم إلى أحجار …
وتلك العجوز هي إمراة من قومنا مرضت، لكن ألقاها سيّدها في الشّارع فدعت الله ليمنحها الحياة الأبدية لكي ترعى اطفالها اليتامى،استجاب الله لدعائها، وهى منذ دهور تبحث عن أبنائها ،ولا تعرف أنّ ذلك الزمان قد انتهى. يمكنك المرور بسلام ،والإحتفاظ بالأشياء التى أخذتها من هذا الوادي ،وإكراما لك سأدلك. على الطريق في هذه الظلمة الحالكة
في هذا الوقت كانت بديعة واقفة أمام الحائط الصّخري مع بائع السمك ينتظران وصول الشّمس إلى الرئم ،عندما بدأت في الإقتراب منه وضعت المرآة أمام النقش ،خرج منها شعاع أبيض يبهر الأبصار أضاءت عين الرئم ،بعد لحضات سمعوا صوت تحرك صخور، وشاهدوا بابا يفتح ،تراجع بائع السمك خطوة الى الوراء من الخوف ،لكن بديعة أخذت. شمعة و اشعلتها ودخلت من الفتحة مشت قليلا في رواق منخفض السّقف وفي النّهاية دلفت إلى بهو واسع مليئ بالتّماثيل ،و في نهايته كان هناك ثلاثة أبواب متشابهة تماما ومرتفعة عن الرواق بحيث تحتاج إلى شيء للصعود اليها ،تشجع بائع السمك و دخل ،و عندما وصل أمام الأبواب ،قال لها دون شك نحتاج إلى سلم ،ردت بديعة : بيت الشّعر يربط ظهور سلم بالإيمان، لا افهم كثيرا ذلك ،قال بائع السّمك ،التّفسير الوحيد ،هو الإعتقاد في شيئ غير مرئي ،وقفت بديعة فجأة ،وقالت : كيف لم أفكّر في ذلك ،واتّجهت أمام الباب الأوّل واغمضت عينيها، ووضعت ساقها فيى الهواء واحسّت انّها وقفت على شيئ صلب ،لقد كان بائع السّمك محقّا ،قالت في نفسها ،له قدرة مدهشة لفك الألغاز .
لكن هناك مشكلة أخرى أيّ الأبواب نختار، لا يوجد أي دليل ،قال بائع السمك هناك ثلاثة أبواب، السر في رقم ثلاثة ، قالت بديعة معقول جدا ،لكن كيف ،قال الباب الثالث على اليمين ،أخذت حجرة و رمتها في البابين الأولين لم تسمع صوتا ،عندما رمتها في الذي على اليمين سمعت صوتها يقع على الارض، لقد كان البابان الآخران فخّا ..
دخلوا على ضوء الشّموع حتّى وصلوا الى باب كبير عليه رسم ثعبان ،طلبت منه أن يفتحه ،وما كان يضغط على الثعبان حتى انفتحت حفرة عميقة تحت ساقية سقط فيها ثم انغلقت ،لقد كانت متأكّدة بوجود فخّ آخر ،ولهذا طلبت منه فتحه لكي تتخلص منه فلم تكن بحاجة إليه بعد الآن ،دفعت الباب ووجدت نفسها في قاعة فسيحة مليئة بالذهب و المجوهرات في وسطها تابوت من الذّهب لسليمان ..
ما كان يهمّها هو الخاتم بحثت في كل مكان فلم تجد شيئا ،تذكّرت البيت الأخير الذي يتحدث عن سهم نظرت حولها فرأت تمثالا لصياّد يصوّب قوسه باتجاه غزال ،حاولت تحريك السّهم فلم يتحرّك نظرت إلى قاعدة التمثال فعرفت انّ الذي يجب أن يتّجه نحو التابوت ليس السّهم فقط بل كلّ التمثال والقوس الذي يحمله ،اعادت النّظر في القاعدة وجدت ثقب مفتاح صغير ،و نقش يقول : فقط انسان صافي القلب يقدر الوصول الى الخاتم و يستعمله للمرة الأخيرة من أجل القضاء على الظلم و نشر المحبة ..
أحسّت بديعة باليأس ،بعد كل ما فعلته من جرائم في حقّ عائشة و عائلتها و بعد كل هذه السنوات في البحث عن الخاتم لإرجاع العصر الذهبي للسحر، والإنتقام من أعدائها ها هي تفشل أمام مفتاح صغير من الذهب لا تعرف عنه شيئ …
يتبع
من قصص حكايا ألعالم الاخر