مكتبة الأدب العربي و العالمي

الامير_التنين الجزء الثالث والأخير

أشفقت ام الفتى التي مرت هي نفسها بأصناف شتى من الأحزان المتواصلة على الفتاة واستقبلتها في المنزل وفي تلك الليلة ذاتها ولدت ورد الخال طفلها المنتظر…

وبعد بضعة أيام ظهر الفتى في هيئة طير حط في النافدة غرفتها، وسألها عن أحوالها وعن والدته،
اجابته: “نحن بخير”

حدث ان سمعت أم الفتى الحوار وسألت عمن كان ذلك الطائر، عندئد اخبرتها ورد الخال بكل ما تعرفه وبكل ما حدث، صاحت المرأة مخفية الفرحة بداخلها: “أوه إن ذلك الصبي هو إبني فعلا”
ومند تلك اللحضة أحبت الفتاة ولم تدري كيف تحتفي بها ولا ما الذي يمكنها أن تفعله لها،
أحضرت لها ملابس أفضل واحاطتها بكل العناية الممكنة..
قالت لها ذات يوم: “يا ابنتي العزيزة إذا ما جاء ذلك الطائر مرة أخرى اسأليه عن الطريقة التي يستطيع بها ان ينال حريته من سيطرة الجنيات..

وفي اليوم التالي ظهر الطائر مرة ثانية وسأل الأسئلة المعتادة..
قالت له: “اما من سبيل لتحريرك من الأربعين جنية؟”
أجاب الفتى: “هناك طريقة بسيطة وصعبة في آن”
ثم شرح أنه لكي تتحقق هذه الغاية فلابد من أن تقذف هيئة الطير لديه في تنور مشتعل والجنيات سيعرفن هذا ويصرخن “إن سلطاننا يحترق”
وسيقذفن بأنفسهن في التنور المشتعل لينقذنه، لو أنه أمكن إغلاق التنور بسرعة فإن الجنيات كلهن سيحترقن وبذلك يتحرر من سحرهن..

وهكذا وجهت ورد الخال خدمها أن يعددن التنور، وعلى الفور رمت هيئة الطائر وسرعان ما جاءت الجنيات الاربعون وصحن “إن سلطاننا يحترق!”
ثم طرن مباشرة إلى داخل التنور واغلق الباب
بإحكام وهكذا هلكت الجنيات كلهن، وتحرر الفتى عندئد من سحرهن، فهبوا جميعا يعانقون بعضهم بعضا باكين ضاحكين من شدة الفرحة..

وفي الوقت الذي كان الفتى وأمه وورد الخال يقضون أيامهم في سلام عاد الأمير التنين من الحرب وكانت أولى الكلمات التي تفوه بها هي “أين هي زوجتي ورد الخال؟ ”
أخبره السلطان أنها غادرت الوطن بناء على رسالة منه هو، وفي يأسه عزم الأمير أن يذهب للبحث عنها..

حمل حقيبة خفيفة الوزن غالية الثمن وظل يتجول ستة أشهر في الجبال والوديان مجتازا الحقول..
حتى وصل ذات يوم إلى النبع الذي توقفت عنده زوجته، لاحظ أن كل شيء حول النبع كان محترقا كأن حريقا قد شب مند فترة قصيرة، ومن هناك ذهب إلى المدينة حيث كانت تعيش ورد الخال..
دخل إلى مقهى، وبينما هو يستريح سأله صاحب المقهى من أين أتى وإلى أين هو ذاهب، قال الأمير أنه يبحث عن زوجته التي ارتحلت بعيدا عنه، عندئد حكى صاحب المقهى له عن فتى يعيش في تلك المدينة بعد أن تحرر من سحر الجنيات بواسطة فتاة جميلة، ثم ختم حديثه قائلا: “لعل تلك الفتاة هي زوجتك!”

وما كاذا يكمل حديثه حتى دخل الفتى إلى المقهى.. استدار ولي العهد إليه وسأله عن زوجته، أخبره الفتى عن كل ما حدث وكان ذلك كافيا لإقناع الأمير أن المرأة هي فعلا زوجته، حينئذ قال للشاب: “عد الى البيت وقل لزوجتي أنني هنا وليس عليك سوى أن أن تذكر أنني زوجها عين الأفعى السوداء” (وهذا هو الإسم الذي كان يدعى له الأمير عندما كان في هيئة تنين)
ذهب الشاب إلى البيت وأخبر ورد الخال عن الأمر..
فرحت الفتاة أشد الفرح وأجابته: “عين الأفعى السوداء هو زوجي و يملك قلبي وروحي معا”

وشكرت الفتى وأمه على وفائهم ورعايتهم لها هي وابنها كل هذه المدة ثم بعد ذلك أخذت ابنها وطارت كأنما على اجنحة الريح إلى زوجها..
ابتهجا الزوجان بعثور أحدهما على الآخر مرة ثانية وسر الأمير كل السرور عندما رأى ابنه الصغير…

وانطلقا في رحلة العودة، وما إن وصلا إلى القصر حتى طلب الأمير التحقق من ذلك الذي تسبب في كل عذابه هو وزوجته، وقد تبينوا أن كل ذلك كان من فعل زوجة الأب،،
وجيء بها إلى حضرة الأمير وخيرها بأربعين بغلا أو أربعين عصا، أجابت المرأة: “أربعون عصا لأعدائي ولي انا أربعون بغلا”
فأمر الأمير بربطها في ذيول الأربعين بغلا فمزقت أعضائها تمزيقا…
واحتفل الزوجان اللذان احتفلا  ثانية بزواجهما من جديد وعاشا بقية حياتهما في أتم نعيم.

 

من قصص حكايا ألعالم ” واقعية “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق