مكتبة الأدب العربي و العالمي

عراكُ القططِ / روز اليوسف شعبان

تجمّعتْ في ساحة بيتنا العديدُ من القطط،كنّا نعطف عليها، نعتني بها، ونضع لها ما تبقى لدينا من الطعام بانتظام.
ذات يوم سمعتُ صوتَ قطٍّ يموء على حافّة نافذة المطبخ، عجبتُ كيف صعد القطُّ ووقف على حافّة النافذة، في الطابق الثاني! يبدو أنّ القططَ جائعةٌ جدًّا قلتُ في نفسي.
وضعتُ بقايا الطعام في وعاء خشبيّ ونزلتُ إلى ساحة البيت، ما أن رأتني القططُ وبيدي وعاء الطعام حتى هرولتْ نحوي تموء بفرح.
وضعتُ لها الطعامَ على الأرض واستدرتُ عائدةً إلى بيتي، لم أكدْ أصعدُ السلّمَ وأدخلُ البيتَ حتى سمعتُ مواءَ القطط مرّةً أخرى. هل لا زالت القطط جائعة؟ تساءلتُ في نفسي. نظرتُ من النافذة إلى الساحة، وإذ بقطٍّ غريبٍ شرسٍ يحاول سرقةَ الطعام، والقطط تدافع عن طعامها ببسالة.
قلتُ في نفسي: ما هذه الجرأةُ التي تتحلّى بها هذه القطط الصغيرة، ألا تخشى القطَّ الشرسَ؟ لا بدّ أنه جائعٌ هو الآخر. وضعت له طعاما ونزلت مرةً أخرى إلى الساحة، وضعتُ له الطعامَ في مكان بعيد عن قططنا، لكنّه لم يكتفِ به، وحاول مرّةً أخرى الهجومَ على القطط وسرقة طعامها.
لكنّ القططَ لم تسمحْ له رغم ما لحقها من أذى، فقد أصيب على ما يبدو أحدُ القطط بخدوش، أثناء العراك، فقد دافعت القطط عن طعامها ببسالة.
صفّقتُ بصوتٍ عالٍ وقمتُ برش الماء حولها، فهدأت القططُ وهرب القطُّ الشرس.
في اليوم التالي تكرّر المشهدُ، وعاد القطُّ الشرسُ ومعه قطّط أشرس منه، لكنّي لم أرَ قطط ساحتنا.
قلت في نفسي: يا إلهي!! أين اختفت القطط؟ وكيف ستتغلب على هذه القطط الشرسة؟ ماذا أفعل حتى أحمي قطط ساحتنا؟
بحثت في الساحة عن القطط لكنّي لم أجدها. أتراها اختفت؟ هل وجدتْ لها مخبأً آمنًا في ساحة البيت؟
لم أشأ أن أقدّم الطعام للقطط الشرسة. عدت الى البيت وأنا حائرة في أمرها. ألا يكفيها ما تجده من طعام في الشوارع وساحات البيوت حتى تأتي الى ساحة بيتنا وتعتدي على قططنا؟

روز اليوسف شعبان
24/10/23

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق