شعر وشعراء

مُعَلَّقَتَا وَرَائِيَّتَا محسن عبد المعطي محمد عبد ربه وجابر قميحة على الخفيف التام

الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

1- إِنَّ لِلْعَزْفِ فِي الْهَوَى جِيتَارَا=يَمْلَأُ الْهَائِمِينَ فِي الْحُبِّ نَارَا
2- أَنْتِ يَا قِبْلَةَ الْغَرَامِ مَنَارٌ=صَارَ فِي الْعِشْقِ وَالْهَوَى جَبَّارَا
3- فَامْلَئِي لِي الْأَقْدَاحَ وَاتَّبِعِينِي=وَصِلِينِي فِي الْأَرْضِ دَاراً فَدَارَا
4- وَاحْمِلِينِي فِي مُقْلَتَيْكِ شُعَاعاً=يَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالدُّنَا أَفْكَارَا
5- فَيْلَسُوفُ الْحَيَاةِ عَاشَ أَبِيًّا=يَرْفُضُ الذُّلَّ وَالْخَنَا وَالْعَارَا
6- أَنْتِ مَنْ أَشْعَلَتْ فَتِيلَ حَمَاسِي=فَهَدَيْتُ الْقُوَّادَ وَالْأَقْطَارَا
7- أَنْتِ مَنْ ذَوَّبَتْ حَنِينَ فُؤَادِي=فَرَسَمْتُ الْإِبْدَاعَ يَهْدِي الْمَدَارَا
8- وَعَلَيْهَا أَنْ تُوقِظَ الْقَلْبَ فَوْراً= وَعَلَيْهَا أَنْ تُوقِظَ الْمُسْتَعَارَا
9- تُعْلِنُ الْبَدْءَ فِي وِلَايَةِ حُبٍّ=نَاصِعِ الثَّوْبِ يَسْتَلِذُّ الْفَخَارَا
10- إِنَّهُ الْعَهْدُ فِي الْجَمِيلِ جَدِيدٌ=يَتَلَظَّى مِنَ الْجَمَالِ إِزَارَا
11- خَلَعَتْ مَلْبَسَ الْجَمَادِ وَسَارَتْ=بَيْنَ أَتْرَابِهَا تَرُودُ الْمَنَارَا
12- وَارْتَدَتْ زِيَّهَا الْمُزَرْكَشَ حُلْماً=لَيِّنَ الطَّبْعِ يَعْتَلِيهَا انْبِهَارَا
13- فِي بِدَايَاتِ صُبْحِهَا لَبِسَتْهُ=بِبَرِيقٍ قَدْ شَدَّهَا وَأَثَارَا
14- هَا هِيَ الْيَوْمَ فِي تَفَرُّدِ حُسْنٍ=قَدْ يُغَطِّي مِنَ الصَّبَاحِ جِدَارَا
15- أَخَذَتْ قَهْوَةَ الْحَنِينِ وَوَلَّتْ=تَفْرِشُ الصُّبْحَ مَا اسْتَطَاعَتْ فَنَارَا
16- وَرَأَتْ فِنْجَانَهَا الْجَمِيلَ نَعِيماً=هَادِئَ الطَّبْعِ قَدْ غَدَا قَيْثَارَا
17- قَدْ يَمَلَّ الْفِنْجَانُ مِنْهَا قَلِيلاً=هَلْ تَرَاهُ بَعدَ الضَّنَا مُنْهَارَا
18- هِيَ فِي نَشْوَةِ التَّشَاغُلِ عَنْهُ=يَسْرَحُ الْفِكْرُ يَسْتَمِيلُ السِّتَارَا
19- فِي البَعِيدِ الْجَمِيلِ تَخْلَعُ عَنْهُ=شَهْوَةَ الْحُبِّ تَرْكَبُ التَّيَّارَا
20- أَخَذَ الطَّيْفُ عَقْلَهَا لِمَكَانٍ=تَزْرَعُ الْحُلْمَ فِي سَنَاهُ بِحَارَا
21- عَرَفَتْ لَذَّةَ الْمَكَانِ وَهَمَّتْ=تَسْتَمِيلُ الْبِحَارَ وَالْبَحَّارَا
22- وَسَمَاءً مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاءٌ=تَشْطُرُ الْقَلْبَ فِي الْحَنِينِ انْشِطَارَا
23- هِيَ تَهْوَى الْمَكَانَ تَنْشُدُ حُبَّا=رَاوَدَتْهُ وَتَبْتَغِي الشُّطَّارَا
24- غَارَ فِنْجَانُهَا عَلَيْهَا كَثِيراً=لِانْشِغَالٍ يُحَيِّرُ الْأَقْمَارَا
25- طَارَتِ الرُّوحُ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ=يَسْتَلِذُّ الْأَخْبَارَ وَالْأَسْرَارَا
26- طَيَرَانٌ لِرُوحِهَا بِتَفَانٍ=كَيْفَ تَمْضِي وَتَقْطَعُ الْأَخْبَارَا؟!!!
27- أَيَهُونُ الْفِنْجَانُ حَقًّا عَلَيْهَا=كَيْفَ تَهْوَى الْأَفْلَاكَ وَالْأَمْطَارَا؟!!!
28- كَيْفَ وَالْحُبُّ قَدْ أَمَاطَ لِثَاماً=تَرْتَدِيهِ وَتَحْجُبُ الزُّوَّارَا؟!!!
29- بَيْنَ حِينٍ وَآخَرٍ يَسْتَبِيهَا=شَكْلُ فِنْجَانِهَا فَتَهْوَى الْمَرَارَا
30- رَشْفَةٌ مِنْهُ تَسْتَلِذُّ فَيُغْرِي=شَفَتَيْهَا لِسَانَهَا الْمِغْوَارَا
31- وَتَعُودُ الْحَيَاةُ حَتْماً إِلَيْهِ=بَعْدَ أَنْ شَافَ حُبَّهُ قَدْ سَارَا
32- فِي طَرِيقِ الْإِمْتَاعِ وَالْحُبِّ زَهْواً=يَفْرِشُ الرَّمْلَ يَعْشَقُ الْأَزْهَارَا
33- يَفْرِشُ الدَّرْبَ بَالْوُرُودِ سَعِيداً=وَيُرِيدُ التَّزْوِيدَ وَالْإِكْثَارَا
34- يَا رَفِيقَ الصَّبَاحِ أَنْتَ بِخَيْرٍ؟!!!=هَلْ تَوَدُّ الْإِحْمَاءَ وَالْإِشْهَارَا
35- هَيَ بَسْبُوسَةُ الصَّبَاحِ تَمَتَّعْ=بَعْدَ رَشْفٍ وَمَتِّعِ الْأَنْظَارَا
36- فِي خَيَالٍ مِنْ عَقْلِهَا وَشَتَاتٍ=تَشْتَهِي الْقُرْبَ تَبْتَغِي الإِحْضَارَا
37- بَيْنَ أَحْضَانِهِ الْجَمِيلَةِ تَهْوِي=تَلْعَقُ الْوُدَّ تَسْتَمِدُّ النَّضَارَا
38- إِنَّهُ اللَّيْلُ نَابِهٌ عَبْقَرِيٌّ=يَسْتَضِيفُ الْعُشَّاقَ وَالسُّمَّارَا
39- يَتَمَادَى فَيَلْمَسُ الطَّرْفَ مِنْهَا=تَتْرُكُ الصَّبَّ يَسْتَبِيحُ الْعَذَارَى
40- فَتَغَارُ الْأَعْضَاءُ مِنْهَا فَيُرْضِي=كُلَّ طَرْفٍ وَيَحْدِفُ الْقِنْطَارَا
41- فِي حَيَاءٍ يُلَطِّفُ الْعُضْوَ مِنْهَا=يَهْدَأُ الْكُلُّ يَسْتَلِذُّ الْعَمَارَا
42- كَمْ تَمَنَّتْ عِنَاقَهُ بِسَخَاءٍ=وَحَنَانٍ يُرَجِّعُ الْأَحْبَارَا
43- كَمْ تَمَادَتْ فِي عِشْقِهَا بِجُنُونٍ حَيَّرَ الْحَبْرَ وَاسْتَمَالَ النَّصَارَى
44- إِنَّهُ الْبَحْرُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ=يَجْلِبُ الْحَظَّ يَسْتَمِيلُ الذِّمَارَا
45- إِنَّهُ الْبَحْرُ رَائِعٌ وَصَدِيقٌ=جَابَ أَحْدَاقَهَا وَسَارَ اخْتِيَارَا
46- تَشْتَهِي وَصْلَهُ وَتَنْهَلُ مِنْهُ=شَهْدَ أَيَّامِهَا وَتُرْضِي الْأُسَارَى
47- تَعْشَقُ الدَّهْرَ بِالْجُلُوسِ إِلَيْهِ=وَتَوَدُّ الْإِخْلَادَ بَيْنَ السُّكَارَى
48- تَأْنَسُ الْقُرْبَ فِي وِصَالِ حَبِيبٍ=مَتَّعَ الْجَفْنَ دَلَّلَ الْأَمْصَارَا
49- فِي حَدِيثٍ مُنَمَّقٍ عَبْقَرِيٍّ=مَا سَلَتْهُ النُّجُومُ يَبْغِي الْمَزَارَا
50- حَادَثَتْهُ مِنْ قَلْبِهَا بَعْدَ عِشْقٍ=يُبْهِرُ اللُّبَّ يَسْحَقُ الْأَخْطَارَا
51- نَامَتِ اللَّيْلَ فَوْقَ كَفَّيْهِ طَوْعاً=عَاشَتِ الدَّوْرَ تَسْتَقِلُّ الْقِطَارَا
52- تُخْبِرُ الْبَحْرَ عَنْ مُنَغِّصِ قَلْبٍ=يَسْلُبُ الْفَرْحَ يَخْطَفُ الْمِنْظَارَا
53- إِنَّهُ الْحُزْنُ قَدْ يُهِيلُ تُرَاباً=فَوْقَ أَشْعَارِهَا إِذَا مَا أَثَارَا
54- إِنَّهُ الْهَمُّ مَارِدٌ أَزَلِيٌّ=عَاشَ فِيهَا يُفَكِّكُ الْأَزْرَارَا
55- إِنَّهُ الْكَرْبُ قَدْ أَمَاطَ لِثَاماً=عَنْ مُحَيَّاهُ وَاسْتَلَذَّ الْعِشَارَا
56- طَمْأَنَ الْبَحْرُ قَلْبَهَا بَعْدَ كَشْفٍ=وَاحْتِضَانٍ يُفَاخِرُ الْأَسْفَارَا
57- نَقَشَتْ خَدَّهُ بِقُبْلَةِ حُبٍّ=رَجَعَ الْقُدْسُ يَسْتَعِيدُ النَّهَارَا

الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم

[email protected]       [email protected]

{2}قصيدة: صرخة من وراء الأسوار..الشاعر: جابر قميحة

1- أيها الظالمون في الأرضً مهٍلا=إنّ في الأرضً والسّما جبَّارا
2- فاتقوا اللهَ» إن للهولً يوما=فيه – مًن ظُلمكم – ستصٍلَوٍنَ نارا
3- يوم تبيض من تُقَاها وجوه=ووجوه تسٍودُّ خًزيا وعارا
4- لا تظنوا السلطانَ يبقَي لحيًّ=خُلًقَ الدهرُ قُلَّبا دوَّارا
5- إن تَرَ اليومَ منهُ أمنٍا وودّا=فستلقاهُ في غد.. غدَّارا
6- فاتقوا اللهَ في العبادً وإلاَّ=سوفَ تغٍدُون عبرةً واعٍتبارا
7- لا تظنوا الرمادَ يعني خُمودا=إن تحتَ الرمادً جمرا.. ونارا
8- لا تظنوا السكونَ يبقي سكونا=إن خلفَ السكونً عصٍفا مُثارا
9- فكفانا خمسون عاما من الظل=ـمً أذقتمٍ فيها العبادَ المرَارا
10- كم وعدتمٍ، وكم نقضتُمٍ وُعودا=وعهودًا، وخُنٍتمو الأحرارا
11- كم سمعٍنا عن الكفايةً والعدٍ=لً، ومستقبل يفيضُ ازٍدهارا
12- فإذا عدٍلكم ظلام.. وظلم=وكفًاياتكمٍ.. أرتٍنا الخَسارا
13- قد تسلَّمتمو البناءَ صُروحا=وبأيديكمو هوَي.. وانهارا
14- فالرشاوَي للمجدً خيرُ طريق=ولمنٍ رامَ منصبا ويسارا
15- فغدتٍ مصر – بعد مجدي وعز=وطنا ضائعا، وشعبا مُضارا
16- بينما الأرضُ للكبارً مَشاع=لقصور تُطاولُ الأقٍمارا
17- في شمال وفي جنوبً تراها=و«مَرينا» بسحرًها تتباري
18- عرٍبَد الليلُ في مداها فمالت=في انتشاء كئوسُها والسُّكاري
19- غير أن القبورَ صارتٍ ديارا=للذي لم يجدٍ لسُكناهُ دارا
20- كلهم ميت وإنٍ كان هذا=ظاهرًا فوقها، وهذا تَوارَي
21- أنا لم أسرق القروضَ من البنٍـ=ـكً، ولم أختلسٍ جهارا نهارا
22- لم أبعٍ ذمتي، ولاخنتُ يوما=أو لبستُ الرياءَ ثوبا مُعارا
23- أنا لم أقتحم بيوتا مع الفجٍـ=ـر، وأُفزعٍ أطفالَها والعذاري
24- لا وما زوّرتُ انتخابا، ولا كنٍـ=ـتُ دعيًّا أسايرُ الأشرارا
25- إنما عشتُ شامخا بيقيني=رافعَ الرأسً عزةً وفخارا
26- أنا ما بعتُ أمتي برخيص=أو بًغال، ولم أُخرًّب ديارا
27- ما اتخذتُ الإرهابَ دينا ونهجٍا=لا، ولا حتي فكرةً وحوارا
28- فلماذا أصيرُ رهن اعتقال=وأعاني القيودَ والأسوارا
29- وأعاني لهيبَ شوقي لطفل=وبناتً للحزن عًشٍن أُساري?
30- زوجتي رُمًّلتٍ وما أنا ميٍت=وهٍيَ – مًنٍ غيبتي – تذوب انتظارا
31- حَمَلَتٍ ما حَملٍتُ قبلا، فقامتٍ=تشكرُ اللهَ قُرٍبةً واصطبارا
32- وصغاري تيتموا في حياتي=«يايدَ الظلم ما رحمتً الصغارا»
33- لم يعيشوا في العيد بهجةَ عيد=أو تزيَّوٍا بًزًيًّه استبٍشارا
34- واتقوا دعوةً لأمًّ تعاني=مرضا فادحا عليها أغارا
35- في ليالي الدموع والكرب نادتٍ=«يا إلهي بًك الكسيرُ استجارا
36- يا نصيرَ المظلومً إنا ظُلمنا=وغُلبٍنا فانتصرٍ لي انتصارا»
37- إنها دعوة إلي الله هزَّتٍ=من أساها الملائكَ الأطهارا
38- أيها الظالمون في الأرضً مهلا=إنَّ في الأرضً والسَّما جبارا
39- كيف أُرضيكمو: أؤُصبحُ لصًّا=أمٍ غبيا غباؤُه لا يُجارَي?
40- أم أقضًّي المساءَ سكٍرا ورقصا=وأُؤاخًي الفجّار والشطارا?
41- أم أصوغ المديحَ في موكبً الذلًّ=نفاقا، وأنظمُ الأشعارا?
42- أنا لا أستطيعُ أنقضَ عهدا=بيقيني كتبته.. مختارا
43- فاتخذتُ الرسولَ خير إمام=ورضيت الإسلام دينا ودارا
44- وتبعتُ القرآنَ دستورَ حق=وحياةً، وحكمةً، ومنارا
45- وتأثرتُ خالدا، وعليّا=وصُهيبا، وجعفرَ الطيارا
46- ولذا عشتُ شامخًا بيقيني=رافعَ الرأس.. عزة وفخارا
47- أبذل النفسَ والنفيس لديني=لا أبالي الخطوبَ والأخطارا
48- فاتركونا لله في صُحٍبةً الفجٍـ=رً، نعطًّرٍ بوًرٍدًنا الأسحارا
49- اتركونا لله ننشرٍ شذا الحقًّ=ونُطلعٍ مًن الظلامً النهارا
50- كي نُروًّي القلوبَ نورا وحبّا=بعد أن أجٍدبتٍ وصارت قًفارا
51- اتركونا لله ننقذٍ شبابا..=تائة الخطٍوً، حائرا منهارا
52- «يا شباب الحمي تعالَوٍا فإنّا=لا يمينًا نريدُه أو يسارا
53- إنما شرعةَ الإله، وإنا=نفتديها عقيدة وشعارا»
54- فاطمئنوا فما لًدُنٍيا نهضٍنا=بل رفضنا رُواءَها والنُّضارا
55- ويمينا لن ننزعَ الحكمَ منكم=فبكم صارَ حكمكمٍ.. أصٍفارًا
56- لا، ولن نقلبَ النظامَ فأنتم=قد وفيٍتُم بقلٍبًه فانهارا
57- فاتقوا اللهَ في العبادً، وإلاّ=سوف تغٍدُون عبرةً واعتبارا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نبذة حول الشاعر: جابر قميحة  

الدكتور جابر المتولي قميحة (مصر).

ولد عام 1934 في مدينة المنزلةمحافظة الدقهلية.

حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير فيالأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديثمن جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون منكلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية1967.

عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديثبكلية الألسن بجامعة عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاًأستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.

دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 – الزحف المدنس1992.

مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبيةأدبالخلفاء الراشدينالتقليدية والدرامية في مقامات الحريريأدبالرسائل في صدر الإسلامالشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيممحمودالتراث الإنساني في شعر أمل دنقلصوت الإسلام فيشعر حافظ إبراهيمالأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجنايةالتطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.

عنوانه : جامعة الملك فهد للبترول والمعادنالظهران 31261 – ص.ب1640 – المملكة العربية السعودية.

الأديب الداعية الدكتور جابر قميحة (رحمه الله)

بقلم/ المستشار عبد الله العقيل

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىسيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين،والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد للهالذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وكرمنا بدين الإسلام، وجعلنا تبعًالسيد الأنام، محمد (عليه الصلاة والسلام).

وبعد،

فإن الشبكة العنكبوتية (النت) تعتبر وسيلة دعوية ومنبرًا مهمًا للدعوةالإسلامية؛ لما تتميز به من سهولة الإعداد، والتنقل بين صفحاتها،وسرعة الانتشار زمنيًا وجغرافيًا؛ مما يتيح الفرصة لرجال الدعوةلتوسيع دائرة نشر دعوتهم وآرائهم إلى أوسع مدى ممكن بعيدًا عنالعوائق والموانع.

كما تتيح الشبكة العنكبوتية للدعاة فرصة تبادل التجارب فيما بينهم،وتقارب الرؤى والاجتهادات بسهولة مهما اختلفت مواقعهم من دولوقارات العالم.

كل هذه المميزات دفعت رجال الدعوة إلى استغلالها الاستغلال الأمثل،فقاموا بإنشاء كثير من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى تبليغ دعوةالله إلى الناس كافة، وتبصير المسلمين بأمور دينهم وإرشادهم إلى مافيه صلاح دينهم ودنياهم.

كما هدف كثير من الدعاة من خلال إنشاء مواقع خاصة بهم إلى نقلخبراتهم الدعوية وتراثهم الدعوي إلى غيرهم؛ ليتم بذلك التوريثالدعوي بين الأجيال المتعاقبة، ولتكتمل الجهود، وتسير القافلة الدعويةعبر العصور منتهجة نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومستنيرةبتجارب السلف الصالح والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

وقد حرص أبناء أخي المرحوم الدكتور جابر قميحة على الاستفادة منالشبكة العنكبوتية في الدعوة إلى الله، وحفظ تراث أبيهم الفكريوالدعوي والأدبي، فعملوا على إنشاء هذا الموقع باسم الدكتور جابرقميحة (رحمه الله).

والأستاذ الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) غني عن التعريف، فهوالداعية المجاهد، والكاتب الناقد، والأديب الشاعر، وهو من أبرز الكتابوالأدباء الذين حملت كتاباتهم الدعوية وأعمالهم الأدبية هَمَّ الدعوة إلىالله، ودافعت عن الدعوة والدعاة، فقد أوقف قلمه لله تعالى، وسخَّر كلَّإمكاناته ووقته لها؛ مجاهدًا بالكلمة، وخادمًا لقضايا الأمة ومدافعًا عنمقدساتها وحرماتها.

والأخ الدكتور جابر (رحمه الله) صاحب المواقف الثابتة والوفاءالصادق لرفقاء الدرب الذين عرفهم عبر مسيرة الحياة الطويلة، وكانوانماذج للرجال الذين عز وجودهم في هذا الزمان.

ولقد عرفته عن قرب، فكان نعم الأخ الكريم في صدق لهجته، ووضوحموقفه، ومحبته لإخوانه في العقيدة حيثما كانوا، وأينما وُجدوا، فهمحاضرون في ذهنه ووجدانه مهما بعدت ديارهم، وشتَّ مزارهم.. يذكرهم بالخير، ويدعو لهم بظهر الغيب، ويترحَّم على من سبقوا إلىالدار الآخرة.

ولد الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) بمدينة المنزلة محافظة الدقهليةبمصر سنة 1934م، وقد عرف دعوة الإخوان المسلمين منذ كان طفلاًصغيرًا. فقد زار الإمام الشهيد حسن البنا المنزلة ـ مسقط رأسالدكتور جابر ـ وظل يخطب قرابة ثلاث ساعات، فجذب انتباه سكانالمنزلة أطفالاً وشبابًا وشيبًا، فكانوا يستمعون إليه وكأن على رءوسهمالطير، ومن يومها والدكتور جابر واحد في صف دعوة الإخوان.

وفي سنة 1948م، عندما انطلق مجاهدو الإخوان يجاهدون في سبيلتخليص فلسطين من الصهاينة، كان عمره أربعة عشر عامًا، فحاول ـفي رجاء مستميت ـ أن يكون واحدًا ممن يشتركون في تحريرفلسطين، ولكن رئيس منطقة الإخوان رفض طلبه وإلحاحه، وقال له: ياجابر؛ أنت مازلت صغيرًا، كما أنك وحيد والدك.

فقال له الدكتور جابر: ولكن فضيلتكم ذكرت لنا أن الذي صرع أباجهل ولدا عفراء الصحابية الجليلة، وكانا طفلين صغيرين. فاسمح ليأن أتطوع حتى لو قمت بتقديم الشاي للمجاهدين.

فقال له وهو يبتسم: اطمئن؛ فالمجاهدون لا يشربون الشاي.

ومن مواقف الأخ الدكتور الرائعة أنه عندما حصل على شهادة إتمامالدراسة الثانويةالتوجيهية”، كان من شدة حبه للإمام الشهيدحريصًا على أن يلتحق بكلية دار العلوم، وهي الكلية التى تخرج فيهاالإمام حسن البنا (رحمه الله)، ولكن الإخوان أصروا على أن يلتحقبالكلية الحربية، وسلموه رسالة توصية للبكباشي أبو المكارم عبد الحيالذي حاصر أحد قصور الملك فاروق هو وعبد المنعم عبد الرءوف (رحمهالله)، وكانا أشجع رجال الثورة المصرية، وقد حكم عليهما عبد الناصربعد ذلك بالإعدام، ولكنهما أفلتا منه.

وكان الالتحاق بالكلية الحربية لا يتحقق إلا باجتياز عدة امتحانات،فتقدم إليها الدكتور جابر وهو يدعو الله أن يرسب فيها، أو في بعضهاحتى يلتحق بدار العلوم، ولكنه نجح بتفوق في كل اختبارات التقدم،ولم يبق إلا الكشف الأخير، وهوكشف الهيئة”. ومعه توصية مكتوبةللبكباشي المسلم أبو المكارم عبد الحي، ولو سلمه التوصية لكان علىقمة الناجحين. ولكنه لم يوصل التوصية خوفًا من نجاحه المؤكد.

وتقدم (رحمه الله) بأوراقه لدار العلوم حبًا في الإمام الشهيد (رحمهالله)، وفي اختبار القبول ـ المسابقة القاسية التي نجح فيها ممنتقدموا لدار العلوم 300 طالب فقط من أصل 600 طالب ـ كان علىرأس الناجحين؛ إذ حصل على مجموع 96%، وقام الأستاذ عمرالدسوقي الذي اختبره في مادة الأدب والنصوص الشفوية بتقديمهلطلاب الفرقة النهائية وهو سعيد به، قائلاً عنه: “التحق بدار العلوم هذاالعام طالب غير أزهري اسمه جابر قميحة يحفظ حمل بعير منالشعر، ومثله من النثر”.  فكان طلاب دار العلوم يقصدون الأخالدكتور جابر للسؤال عن أبيات من الشعر أو قطعة من النثر، وهذا منفضل الله عليه.

التحق الأخ الدكتور جابر (رحمه الله) ـ زيادة على دار العلوم ـ بكليةالحقوق بجامعة القاهرة، والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى أحد ضباطالشرطة، وهو يعتدي على مواطن بريء في بلدته المنزلة. فقال فينفسه: ماذا أفعل لو أن هذا الضابط الظالم فعل بي مثل ما فعل بهذاالمواطن؟

وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل بعدها علىدبلوم عالية في الشريعة الإسلامية. ولكن استهواه الأدب، فحصل علىدرحة الماجستير في أطروحة بعنوانالفن القصصي في شعر خليلمطران”. وحصل على درجة الدكتوراة في أطروحة  بعنوانمنهجالعقاد في التراجم الأدبية”.

قام الأخ جابر (رحمه الله) بالتدريس في كلية الألسن، وفي جامعة يلYALE  بمدينة نيوهافن بالولايات المتحدة الأمريكية. والجامعةالإسلامية العالمية بمدينة إسلام آباد، وجامعة الملك فهد بالظهران.

وله سياحات في مؤتمرات متعددة، وفي كل مكان نزل به كانت العقيدةالإسلامية، والدعوة لها تسري في كل جارحة من جوارحه، وقد فصلذلك في مذكراته في أمريكا، وغيرها من المقالات والدراسات.

وقد قالوا عنه بأنه أديب ناقد، ومعلم مربٍّ، وداعية ملتزم، وشاعررسالي، وكاتب سياسي، وله دور كبير في تجديد الأدب الإسلامي،وأنه من أبرز المنافحين عن لغة القرآن، وأحد منظري الأدب الإسلاميعلى مستوى العالم.

وقد تميز أدبه بالفكاهة التي تتخلله، لم يبع كلمته يومًا ما، وسخرالكلمة لبث مستقبل مشرق لأمته العربية المسلمة، ولم تفتَّ الأيام فيعزمه، بل زادته صلابة وقوة.

وكانت شمولية الإسلام واضحة في كتاباته؛ لأن الإسلام هو الدينالشامل للدنيا والآخرة وفي كل مجالات الحياة.

وإن قصائده تتمتع بالجزالة والوحدة الموضوعية، وهو يستلهم القرآنالكريم والسنة النبوية في الكثير من أشعاره.

وقد شغلته قضايا أمته في فلسطين والبوسنة والعراق والكويت وغيرها،كما عاش هموم وطنه والاستبداد الذي يعيش فيه.

وهو (رحمه الله) من شعراء المبدأ والقيم الذين يعرفون بالحق، ويحملونأرواحهم على أسنة أقلامهم، ويُسخِّرون موهبتهم التي منحهم اللهإياها لإيقاظ الهمم وتصحيح الوعي الفردي والجماعي.

وقد أخذ على نفسه عهدًا أمام الله بأن يظل سيف شعره وأدبه مشهرًافي وجه الباطل والجور والزيف والتضليل؛ حيث يقف حارسًا يقظًاعلى ثغور لغة القرآن، يأبى امتهانها باسم الحداثة، ويرفض الجورعلى أصالة الشعر العربي باسم قصيدة النثر.

والدكتور قميحة (رحمه الله) أديب وناقد أكاديمي متحيز لموقفومتعاطف مع تصور نبيل ومنتصر لمبادئ الفكرة الإسلامية فيما يصدرمن إبداع.

رحم الله الأخ الدكتور جابر قميحة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق