الدين والشريعةثقافه وفكر حر
لغتنا هويتنا / كلمتا عباد وعبيد في القرءان الكريم )
الدكتور الطيب علي ابو سن
أشار عليَّ أحدُ الإخوة من رُوَّاد منبر ( الخطاب)باقتراح مقتضاه تناول إشعاعات كلمتي (عباد وعبيد) بين ثنايا القرءان الكريم.
أجل،
إن للكلمتين إشعاعات تنضح بالمعاني ، وتجود بمفهومات الألفاظ ذات العمق المعطاء.
وردت كلمة(عباد) في المصحف الشريف سبعاً وتسعين مرة، ووردت كلمة (عبيد) خمس مرات.
زان حرف الألف كلمةَ عباد بمسمى ألف الزينة، والأنفة، والفخر ، والاعتزاز وعمق الأنفاس في أعماق الأنفس ، فجاءت الآيات في نعت حملة الإيمان(عبااد) :
* (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) الفرقان
63.
* (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) الإسراء 65
* (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم) الحجر 49
أما حرف الياء فقد ألْبَسَ كلمة (عبيد) ثياب الحزن والأسى واليأس اعتجاراً ورداءً وإزارا ؛ حيث تناولت الكلمة التعامل مع غير المؤمنين:
* (ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)آل عمران 182
* (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) فصلت46
ومن إنعام القرءان بل إمعانه في النهوض بجمال اللفظ ومعناه ، وعمق المعنى ومرماه ما تورده لنا الآية السابعة عشرة من سورة الفرقان التي تشير إلى غير المؤمنين بكلمة (عباد) في روعة إخراج تنم عن الإعجاز الملازم لهذا السفر العظيم. جاء يوم الحساب وقد رُفِعَتْ الأمانةُ مناطُ المسؤولية في مَقامٍ جغرافيىٍّ جديد، ومُقامٍ وجد الكافر فيه نفسه مسلوبة الإرادة، محجوبةً عن حرية الاختيار ولذا أصبحت كاملة الانقياد لربها ( ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل) .
سفرٌ هذا ديدنه قمينٌ بأن يبقى مُشِعَّاً على الدوام لا تنقضي عجائبه ولا تُحْصرُ على صفحات العصور مناقبه.
أ.د. الطيب علي أبوسن.