نشاطات
الحفل الأخير
قصة قصيرة
منال رضوان/ مصر
تأنقت فى ثياب شديدة الروعة، وفي غير اكتراث داعبت تلك الأخاديد الخفيفة بحواف عينيها والتي داهمتها ذات صباح قريب.
يا الله.هذه المساحيق الملونة شديدة الخداع، لكنها لم تزل تتقن لعبة الألوان، كإتقانها العزف على آلتها المحببة..
والليلة.. ستجلس فتاة البيانو بالمسرح الكبير، وسيصفق الجميع عند سماع معزوفاتها الحالمة، لن تكون ليلة مختلفة على أي حال باستثناء نهايتها؛ فاليوم هو موعد حفلها الأخير قبل إعلانها الاعتزال.
سيكون حفلًا مثاليًا كما أرادت، فقد اطمئنت إلى تنسيق باقات الورد واتجاه الإضاءة، ومن المؤكد أنها سفتعل مشكلة جديدة مع مهندس الصوت صديق رحلتها التي امتدت لعقدين، لكنها اليوم منحته وردة بيضاء وربتت على كتفه بلمسات أصابع مضطربة، حتى أنها بدت مسالمة جدًا مما أثار تعجبهم..
وفي رقي اتجهت لتتوسط يسار محرابها ، سكبت موسيقاها من روح شديدة التوهج قبل أن تضج القاعة بالتصفيق، ولم يفسد ليلتهم غير إعلانها لنبأ اعتزالها.
ودعتهم بابتسامة هادئة وديعة قبل أن تغادرهم، وعند الباب الخلفى كان ينتظرها..
هو طبيبها وأحد أهم معجبيها والذى حمل بين يديه التأكيد على تشخيص حالتها كإحدى ضحايا Parkinson’s disease
لم تتكلم هي أو هو، بل التقطت منه التقرير الطبي، وسرعان ما صعدت إلى سيارتها؛ ليذهب السائق بها إلى منزلها.
وفي السيارة ابتسمت فتاة البيانو الابتسامة الهادئة ذاتها؛ بعد أن استطاعت التقاط تقريرها الطبي مرة أخرى ووضعه برفق إلى جوار نوتة موسيقية لذلك الحفل الأخير