ثقافه وفكر حر

(وَتَفَقَّدَ الطَّيرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبينَ﴾ [النمل: ٢٠]

سعيد باحاج الحسني

الملك سليمان عرف عنه أنه كثير الحزم في كل اموره ولذلك عندما عادت الطيور تفقدها ليعرف بما كان لديهم من أخبار ،
الطير هنا جاءت في صيغة الجمع ولكن هل كانت طيور من كل الأجناس أم ماذا كان يقصد من الطير ،
من وجهة نظري هذه جماعة من عدة افراد فوق الثلاثة إلى العشرة والله أعلم لكن استدلالي على ذلك بما يتداوله البدو في حضرموت وفي كثير من مناطق اليمن بأن الطيور هم أشخاص مختارين للمهام الصعبة زي ما يقولوا الان فرقة استخبارية لتقصي الأخبار ومن هنا جاءت هذه التسمية بالطير وكانت هذه الفرقة مختارة من رجال يتميزون بالخفة والسرعة كالطيور وقد اختارهم الملك بعناية فائقة للمهمات الصعبة ولذلك عندما عادت هذه الجماعة وهم كالطيور تفقدهم فلم يجد من بينهم الهدهد الرجل وليس الطير ابو منقار ،
والهدهد ماهو إلا شخص من هذه الطيور وكان إسمه الهدهد وليس كما يصوره لما المفسرون بأنه طائر وله ريش ومنقار والملك مستحيل أن يتكلم مع الطيور ومن كل الأجناس فإذا أتقن لغة طائر الهدهد مستحيل أن يتقن لغة الصقر وكم من الطيور التي من الممكن أن يتخاطب معها الملك ويفهم لغاتها وهذا من المستحيل أن يلم بكل لغات الطيور وكان الأجدر بالملك سليمان أن يتعامل مع الصقر ليعود له بالأخبار لا أن يتعامل مع طائر ضعيف مثل الهدهد ، والعجيب في الأمر إنه وجد بخط المسند بأن هذا الهدهد كان والد ملكة سبأ لكن هل كان هو نفسه الذي اختاره الملك لهذه المهمة أم إن الاسم منتشر على نطاق واسع وليس والدها ،
﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذابًا شَديدًا أَو لَأَذبَحَنَّهُ أَو لَيَأتِيَنّي بِسُلطانٍ مُبينٍ﴾ [النمل: ٢١] فتوعد الملك الهدهد الرجل الشخص وليس الطائر الهدهد أبو كنقار بالعذاب الشديد أوالذبح أو أن ياتيه بخبر مبين لا لبس فيه ،
﴿فَمَكَثَ غَيرَ بَعيدٍ فَقالَ أَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ وَجِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقينٍ﴾ [النمل: ٢٢] فمكث غير بعيد وما هي إلا لحظات يسيره غير بعيده من سؤآل الملك حتى أتى الهدهد الشخص بأخبار من سبأ للمهمه التي اوكلها الملك لمجوعة الطير أي الأشخاص المنتجبين المختارين بعناية فائقة ومخصصين لبعض المهام الصعبة فقال أيها الملك احطت بما لم تحط به من قبل يعني اتيتك بأخبار لم يكن أحد من هذه المجموعة قد اخبرك بها من قبل أتيتك بأخبار من سبأ ،
أتيتك من سبأٍ بخبر يقين لا لبس فيه ،
فقال الملك وما هو الخبر أيها الهدهد ،
﴿إِنّي وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وَأوتِيَت مِن كُلِّ شَيءٍ وَلَها عَرشٌ عَظيمٌ﴾ [النمل: ٢٣] وجدت امرأةً تحكمهم واوتيت الحكمة والملك ولها كرسي عظيم ،
﴿وَجَدتُها وَقَومَها يَسجُدونَ لِلشَّمسِ مِن دونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ فَهُم لا يَهتَدونَ﴾ [النمل: ٢٤] وجدتها وقومها يسجدون للشمس ويتقربون لها بالعبادة ولا يسجدون لله الذي خلق الشمس وزين لهم الشيطان عبادة الشمس من دون الله وصدهم عن الطريق المستقيم فهم كالأنعام لا يهتدون هذا والله اعلم بالصواب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق