مقالات

نظرة الرجل الشرقي للمرأة المثقفة / بقلم عبد الحفيظ إغبارية

نظرة الرجل الشرقي للمرأة المثقفة
ثورة العولمة ليست بالشيء الجديد في وقتنا الحاضر فالجري وراءها قبل عدة أعوام كان هوسا للكثيرين . ظهرت إعلاميا فقط وليس على مستوى فعلي في السنوات القليلة الماضية وإلا فهي ليس بالشيء الجديد. لعبت الثقافة دورا كبيرا في تنمية جوانب المصطلح وإثراء مضمونة فالتعليم للمرأة أصبح من ضروريات الحياة بعدما كان يخجل الكثيرون من إلحاق بناتهم في الجامعات والدراسات العليا والاعتقاد السائد بأن المرأة ليست سوى آلة بشرية للتربية والتنظيف والجلوس في البيت. ففي وقتنا الحاضر لا تلحظ سوى التشجيع لمن ترغب بإكمال دراستها وتهيئة الجو المناسب لها من توافر مصادر العلم من انترنت ونت ومكتبات وغيرها. لم يقتصر العلم والثقافة بالطبع على الدراسة وملازمة الكتب فقط بل توسع إلى أكثر من ذلك بكثير فقد تصدم بعقلية امرأة لم تكمل الثانوية ولكنها مطلعة ومثقفة ولديها ميول غريزي لرفع مستوى العلم أيا كان ميولها.
من هنا يبرز جانب مهم في الحياة الاجتماعية ألا وهو نظرة الرجل الشرقي للمرأة المثقفة. كتب الكثيرون من الباحثون في علم الاجتماع والنفس عن هذه الظاهرة و بحثوا فيها كثيرا وكتبوا الأسباب والمسببات وسطروا الكثير من الدوافع كالباحثة عفاف السيد والدكتورة سوزان القليني والسعدني.
سأخلص بعدة أسطر فقط من وجهة نظري نظرة الرجل الشرقي للمرأة المثقفة:
1- مجموعة تشجع العلم والثقافة وتهتم بالجيل المثقف بغض النظر عن الجنس وتعامل المثقفة باحترام فلها ماللرجل من حقوق وكلمتها مطاعة مالم تكن مخطئة كونها تحمل مالا يحمله غيرها
2-مجموعة أخرى تشجع العلم أيضا ولا تضاد فكرة الرقي والحضارة ولكنها في داخلها قد لا ترغب في اتخاذ المثقفة زوجة تصاحبه مدى الحياة وهذه هي الأكثرية
3- مجموعة جاهلة بنفسها وترغب الجهل لغيرها فهي لا تفضل أن تكون الأنثى سوى منصاعة للرجل فالثقافة والسياسة من الأمور التي تخص الرجل.
بالنسبة للمجموعة الاولى فهي تمثل المساواة بمفهومها الديني الممثل في القرءان الكريم (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) فالله تبارك وتعالى ساوى في الثواب والعقاب كلا الجنسين ولم يفضل أحدهما على الأخر في هذه الناحية وهي تبرز لنا أهم صفات الخالق جل وعلا ألا وهي العدل. من الناحية النفسية والاجتماعية فان هذا النوع من الرجال لا يلتفت إلى التوافه التي تحط من قدر المثقفة فلها رأيها ويحترمها كما يحترم الجنس الأخر بالضبط بشرط أن لا تخل بالجوانب الأنثوية للمرأة وهي من الضروريات التي يحتاجها الرجل ويحتاجها المجتمع بالمرتبة الأولى ومن غير أن تتخلى عن واجباتها كأم وزوجة وعضو نافع في محيط الأسرة.
المجموعة الثانية ثمثل الأكثرية من مجتمعنا الشرقي. فقد تجد الكثيرين يهتم بالمرأة الذكية والمثقفة ولكنه في نفس الوقت يناقض نفسه بتعامله اتجاهها وهناك عدة أسباب لهذا التضاد فقد تجده يشجع الرقي ويعجب بالمرأة الذكية ولكنه قد لا يفضلها أن تكون شريكة حياته ومن أهم الأسباب:
1-الفهم الخاطئ لمحتوى معنى الرجولة ومحبة السيطرة على الأنثى وجعلها منغلقة في محيط زوجها وطاعته العمياء
2-الفكر الذكوري الاستبدادي وحصر مهنة المرأة في بيتها فقط
3-الخوف من أن تتفوق عليه المرأة في أي جانب من جوانب الحياة
4-الكبر الذي يعتلي الكثير من المثقفات يسبب نفور الرجال
5-المجتمع الذكوري ونتائجه السلبية لها النصيب الأكبر من تشكيل الأفكار ضد المرأة المثقفة.
المجموعة الثالثة تنتشر كثيرا بين المجتمعات القروية وغير المتحضرة وهي تضاد فكرة كون المرأة مثقفة أو صحفية أو أعلى مرتبة من الرجل وخصوصا الزوج وذلك بسبب:
1-الاعلام وتصويره الخاطيء
2-كثرة مايثار حولهن من مبالغات فقد تكون احداهن مثلا ينوب عن الأخريات
3-عدم الفصل بين طبيعة الشخصية والجانب الثقافي فعندما تكون احد المثقفات عنيدة وصعبة المراس فذلك ليس لأنها مثقفة وانما لأسباب أخرى تعود الى طبيعة شخصيتها فلو كانت إحدى سكان البادية لكانت تلك إحدى صفاتها.
4- الغيرة الشديدة لدى الرجل الشرقي فهو يفضل أن يكون أفضل من الأنثى في كل شيء.
اضاءة :
المرأة المثقفة مهما بلغت عيوبها فانها لن توازي رجلا جاهلا يعشق الرجعية .. ألا يكفي أنها فكرت بغيرها قبل أن تفكر بنفسها.

مقالات ذات صلة

إغلاق