اخبار اقليميه

غرينبلات: حان الوقت لبناء الاقتصاد الفلسطيني ومنح الفلسطينيين الفرص

غرينبلات: حان الوقت لبناء الاقتصاد الفلسطيني ومنح الفلسطينيين الفرص

قال مساعد الرئيس الأمريكي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، إن الفلسطينيين يستحقون من قيادتهم أكثر من مجرد التصريحات السياسية والمواقف التفاوضية، فقد حان الوقت لبناء الاقتصاد الفلسطيني ومنح الفلسطينيين الفرص التي يستحقونها”.

وأكد غرينبلات في مقال له بعنوان “آن الأوان للقادة الفلسطينيين أن يساعدوا شعبهم”، أن القيادة الفلسطينية تسعي إلى منع شعبها من الشعور بالارتياح، وإن الفلسطينيين بحاجة إلى مساعدة اقتصادية الآن، سواء باتفاقية سلام أو بدونها، وأن الفلسطينيين يستحقون حياة ومستقبلاً أفضل مما لديهم حالياً.

وأضاف “القادة الفلسطينيون يعتقدون أنه إذا شعر الفلسطينيون بالارتياح من الناحية الاقتصادية فإنهم سيفقدون الاهتمام بالقضية الفلسطينية؛ وهكذا يعاني الفلسطينيون سنة تلو الأخرى ولا يستطيعون العيش بحياة مريحة”.

وتابع أن السياسة الفلسطينية تتناقض بشكل مباشر مع اتفاقية “أوسلو”، “أعتقد أنه إذا بدأنا بتحسين الاقتصاد بينما نعمل على خطة السلام، وواصلنا ذلك خلال فترة المفاوضات المأمول، فإن الفلسطينيين سيحصلون على الكثير من المكتسبات”، حسبما قال.

وأشار إلى أنه إذا “نجحنا في إبرام اتفاقية سلام فإن مجال التكنولوجيا الفلسطيني سيكون في الصدارة، أما إذا فشلنا في إبرام اتفاق سلام، فعلى أقل تقدير ستتحسن حياة الفلسطينيين”.

وفي سياق ذلك ردت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها على “غرينبلات” كونه يثبت من جديد أن مهمته تقتصر على إعادة انتاج واجترار ومحاولة تسويق أفكار ومفاهيم ورؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الخاصة بكيفية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكدت الخارجية اليوم السبت، أنه وفي إطار تباكي “غرينبلات” المذموم والمجزوء والموجه على الاقتصاد الفلسطيني، فإن الخيار الاقتصادي الوحيد الذي يروج له “غرينبلات” في مقالته في صحيفة القدس لا يعدو كونه مطالبة الفلسطينيين بالاستسلام، الذي يؤدي إلى تحقيق المزيد من تبعية الاقتصاد الفلسطيني وتبعية الكفاءات والخبرات ورأس المال الفلسطيني للاقتصاد الإسرائيلي وهياكله ومساراته الاستعمارية تجاه الفلسطينيين وحقوقهم وارض وطنهم، بما يؤدي في النتيجة الى (السلام الاقتصادي) الذي اخترعه “نتنياهو” كشكل من أشكال التطبيع الفلسطيني والعربي مع الاحتلال.

وتابعت “وكأسلوب وباب للهروب من استحقاقات الحل السياسي للصراع وتحقيق السلام وفقا لشرعية الدولية وقراراتها، وهو في ذات الوقت دعوة أمريكية صريحة ليس فقط للأيدي العاملة الفلسطينية، وانما أيضًا لعقول وأدمغة الفلسطينيين نحو خدمة اقتصاديات الاحتلال والاندماج فيها، وحثها على تطوير وتعميق تكنولوجيا الاستيطان والاستعمار لوطنهم ومستقبل أبنائهم”.

وأشارت إلى أن “غرينبلات” لم يستطع في مقالته المشؤومة الخروج من عباءة الاحتلال والاستيطان، رغم محاولته التغطية على انحيازه المطلق لليمين الحاكم في إسرائيل وللمستوطنين من خلال حديثه الشكلي وغير الجدي عن (خطة سلام شامل لنزاع الفلسطيني الإسرائيلي) المزعومة.

وقالت “لم يستطع ذلك إلا بقوله ورغمًا عنه أن الفلسطينيين أناس لديهم عزة وكرامة ويريدون ان ينتجوا بأنفسهم ويكسبوا عيشهم مما تصنع أيديهم، ولو ركز غرينبلات في أبعاد هذه العبارة لما قالها من ناحية، ولأكتشف أن شعبنا يريد حريته واستقلاله قبل كل شيء، حتى يضمن لأبنائه وأجياله حياة حرة وكريمة من دون احتلال واستيطان، ولطالما أكدنا أن شعبنا قادر على بناء اقتصاد دولة مزدهر من دون الحاجة إلى أية مساعدات خارجية شرط انهاء الاحتلال والاستيطان عن ارض وطنه”.

واضافت “حيث طلع علينا غرينبلات متباكيًا هذه المرة على أوضاع شعبنا الاقتصادية وترديها، محاولا بعنجهية المستعمر وصلفه قلب الحقائق عبر تحميل القيادة الفلسطينية زورا وبهتانا المسؤولية عن ذلك، بشكل متعمد استعماري ومقصود يتجاهل غرينبلات حقيقة ان الاحتلال هو السبب الرئيس المسؤول عن الدمار الشامل الذي يلحق بشعبنا وأجياله المتعاقبة ومستقبلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي.

كما وأن الاستيطان الاستعماري التهويدي يقوم بالتهام وسرقة الأرض الفلسطينية ما فوقها وما تحتها، ويحرم الاقتصاد الفلسطيني من أهم مقوم لتطوره ونموه وازدهاره، وانه يتناسى لغرينبلات كحليف للاستيطان وداعم له حقيقة أن الاقتصاد الفلسطيني مكبل ومعتقل ورهينة لسياسات الاحتلال واجراءاته التخريبية، التي تتناقض تمامًا مع الاتفاقيات الموقعة ومع القانون الدولي واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الانسان، وفي مقدمتها سيطرة الاحتلال على المعابر وسرقته للأراضي والمياه والثروات الطبيعية الفلسطينية، بحسب البيان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق