مقالات

ان صلح الاب والام صلح أولادهم

الدكتور صالح نجيدات

أيتها الام ,ايها الاب , أهلنا الكرام ,عاملوا اولادكم بالحسنى , ربوا اولادكم بأجواء إيجابية في بيوتكم وامتنعوا عن التوتر والمشاحنات والعنف الاسري لما له من مضاعفات سلبية على نفسية اولادكم , وامتنعوا من توجه الانتقادات اللاذعة واللوم المستمر لهم , وخاصة المراهقين منهم بسبب سلوكهم وهفواتهم , فأصلحوا اعوجاج سلوكهم بالتي هي أحسن , لان من شأن الأسلوب القاسي ان يخلق التنافر والحواجز والابتعاد بينكم وبينهم , فلا تكونوا سيوفا مسلطة على رقابهم , فبدلوا الانتقاد بالإرشاد الصحيح , اجلسوا معهم , اسمعوهم وفهموهم أين الخطأ , شجعوهم على التعبير عن آرائهم , اشركوهم في اتخاذ القرارات , كونوا لهم قدوة حسنة وأصدقاء , فكما قال المثل :” ان كبر ابنك خاويه ” تقربوا منهم لكي تتعرفوا على مشاكلهم , وماذا يضايقهم , وما هي ميولهم واهتماماتهم , ادعموهم وكونوا لهم سندا واعطوهم الشعور بالأمن والأمان , عاملوهم باللطف والمحبة والحنان وبالحسنى , ولا تضعوا الحواجز بينكم وبينهم , علموهم العلم النافع وهيئوهم للحياة , نموا مواهبهم, واغرسوا فيهم القيم والثقة والطموح والإبداع والقدرة على اتخاذ القرار السليم , وعلى قول الصدق وعلى حفظ الأمانة والابتعاد عن الغش والكذب , علموا أبناؤكم السباحة والرماية وركوب الخيل , لأنهم سيكونون العمود الفقري وبناة مجتمعهم , ربوهم على الانتماء الى مجتمعهم وعلى نبذ العصبية العائلية والطائفية , وعلى نبذ العنف , وعلموهم اتباع أسلوب الحوار واتباع الحل السلمي في حل مشاكلهم وخاصة مع أبناء بلدهم , فالإهمال والتقصير في تربيتهم له عواقب جسيمة على مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم , ولنتذكر قول المولى عز وجل: “يوصيكم الله في أولادكم ” صدق الله العظيم , وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” .
فان صلح الاهل صلح الأولاد , فأولادكم فلذات أكبادكم حافظوا عليهم كحفاظكم على بؤبؤ عيونكم , فإن التربية السليمة والصحيحة في الصغر هي كالنقش في الحجر وهي الضمان لمستقبل ناجح لأولادكم .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق