اخبار الفن

عَ دَربْ آلامَكْ ” أغنية ترميك إلى ذكرى قديمة :

عن الصفحة الرسمية للفنان المبدع مارسيل خليفة

ولداً كنت تلهو بالمكان المطلق ويلهو بك الزمان . وأنت تسهو وترنو إلى ” تراتيل ” الآلام . وكان الذي فيك لا يطيق التصديق أن المسيح يموت على الصليب . لم تكن واقعيّاً وما رتَّل العارفون بوهمك .

ويرحل الى بعيد الزمان يرحل ، إلى قريب المكان يرحل .
أيها المسيح – الشهيد ، الممهور بنُسك روح يتجلّى لها المطلق : ماذا فعلت بصبيّ أخرق خارج من فوهة ترنيمة ؟
كانت الطفولة تضجّ بأسئلة قاضمة . مع أني كنت أستمع إلى التراتيل بخشوع هادىء ومستغرق يكاد يساوي ذهول المتعبّد وحميته لموضوع عبادته . وكانت ” جدتّي ” تبتسم وتحيل أسئلتي إلى منطق متداول . وكان عقل الوَلَدْ الذي كنته كلّما أكبر ، يصغر – على حَسَبْ قول سِتّي – وهكذا تكاثرت الأسئلة وقلّت الأجوبة ، واضطربت الأمكنة في دواخلنا . . وبدأ البحث عن اللا زمان واللا مكان ، رغبة في التحرّر والذهاب في الرؤية نحو الحلم الغامض ، الذي لا حدود له في تخيّل أبديّ ، سرمديّ ، عصيّ على الاندثار .
كانت الحياة في تلك السنوات تكرّ بهدوء . كان وجه المسيح يذهلني بشكل لا يوصف في طفولتي . كنت أتبعه بالأيقونات المعلقّة على حائط الكنيسة حيث ولد ثمّ بلغ عامه الثاني عشر وحين سار على البحيرة وحين وقف في القارب ورفع يده ليهدىء البحر الهائج ثمّ حين جُلِد وعُلِّقَ على خشبة .
وبقي الحنين وحده إلى تلك التراتيل والى طفولة الجمعة العظيمة يلازمني ويشدّ السماع ويجعله يرى ما أبعد من التشخيص الكلامي .
امتثل برحابة وشفافية لأصوات عذبة وموجعة في موعد على وتر مضمّخ بغياب لا تراه العيون .
” لم أُغيّرْ غَيْرَ إيقاعي لأَسمَعَ صَوْتَ قلبي واضحاً ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق