هى بعيدة جدا عن المنفعة والمصلحة الذاتية , بمعنى حب من أجل الحب لا غير , أصلها فطري ناشيء عن الخلقة الأولى التى فطر الله الإنسان عليها , يحب فى الله عز وجل , لأنه هوالذي يجمع بينهما , حب كما يقال أفلاطوني أى من أجل الحب فقط لا من أجل الشخصنة والذاتية ,وكما يقال : حب نوراني بعيدا عن الهوي والظلامية
فى الحديث ” أن رجلا زار أخا له فى قرية أخري فأرصد الله تعالى على مدرجته أى طريقه ملكا , فلما أتى عليه قال :أين تريد ؟ قال : أريد أخا لى فى هذه القرية , قال : هل لك عليه نعمة تربها عليه؟ ( أى تريد جزاء إحسانك له ) قال لا غير أنى أحببته فى الله تعالى , قال فإنى رسول الله اليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ” رواه مسلم
الحديث ” المرء مع من أحب ” متفق عليه وفى رواية يحشر مع من أحب
وأعلى درجات الحب حب الله ورسوله
الحديث ” أن أعرابيا قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم: متى الساعة ؟ قال له رسول الله ما أعددت لها؟قال حب الله ورسوله قال : أنت مع من أحببت ” متفق عليه
وهنا توضيح للحديث ليست المحبة كلام ولكن اتباع لأن الآية تقول ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله “آل عمران 31
والشعراء يقولون : تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري فى القياس بديع
وعلى المحب لأحد أن يخبره بحبه ليتم الألفة والتواصل
فى الحديث ” اذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ” رواه أبو داوود والترمذي حسن صحيح
والحب نتيجة تآلف القلوب والأرواح لأن اختلافها يؤدى الى التناكر , فمن العجب أن تري إنسانا تحبه مباشرة وآخر لا تحبه ولا تدري , والسبب هو التعارف والتناكر بين الأرواح
الحديث ” الأرواح جنود مجندة فما تعارف منهاإئتلف وما تناكر منها إختلف “رواه مسلم
والحب نتيجة عمل وخاصة تخطى الفروض الى النوافل والتى بعملها يكون الإنسان ربانيا كما ورد فى الحديث الصحيح
والحب من الله للعبد يكون أن يوحى الى جبريل أن يحبه ثم ينادى جبريل فى السماء فيحبه أهل السماء ويضع له القبول فى الأرض كما وردفى الحديث المتفق عليه
ومن الحب حب الوالدين والأسرة زوجة وأولاد وحب الوطن والمجتمع وحب الإنسان المكرم من الله ولو اختلفت العقائد
وحب الحيوان برحمته وحب الكون بالإنسجام مع الكون
والحب العالي هو رحمة وإيثار وعطف ومودة , وهو فناء الفرد فى الجماعة ,
أما ما يدعى بحب الفتى للفتاة أو العكس هو حب فطري جعله الله للتزاوج والتعمير لا الشذوذ والمتع المنحرفة , حب كل من الفتى والفتاة يعرف المنهج الصحيح له بعيدا عن الحريات المنفلتة التى لا ضابط لها وتؤدي بنا الى الفساد والإفساد
وحب الفنون والإبداع طالما لا تخرج الى الإثارة والفتن , فهى تهذب وترتفع بالذوق العام .
وليس من الحب أن تحب الأعداء فهو مخالف للحق والحقيقة والعقل والمنطق , وإلا من واجبنا أن نحب الشيطان أو لوسيفر كما يقولون
وهل من العقل أن نحب من يلعننا , هذا مخالف للفطرة ولا يعنى السماحة والسلام , فهل يحب الشيطان الله عز وجل وقد لعنه ,ولماذا عارض الشيطان الله وخالفه فى أوامره , فالحب طاعة لا عناد وكفر ومخالفة