الرئيسيةشعر وشعراء

النفس الراضية /للشاعر الكبير كامل النورسي

الحـمـدُ لـلـه صِـرتُ الـيــوم في دِعَــةٍ … أرضى الـقـلـيــل ولا أهــتـمُّ بـالـمـال
أَغـفــو بِـلـيـلٍ ولا حِـقْـــدٌ يُـــؤَرِّقــنـي … أُحـاسـبُ الـنـفــسَ في حِلِّي وتَرحالي
ولستُ أَعـتـبُ في الـدنـيــا عـلى أَحَـدِ … ولــســتُ أطـمـعُ في عََــمٍّ ولا خــالي
فـلـسـتُ مـمـن يُـذيع الشرَّ عَـن سَـفَـهٍ … ولا أُعـاشِـــرُأهـــلَ الـقـيــلِ والــقــالِ
وأَكـبـحُ الـنـفـس عـن أطــمـاعِ فانـيـةٍ … ولا أُنـاصـرُ فــكـــرالمُـبْغـضِ القـالي
ولـســتُ أذكــرُعَــوْراتِ الأنــامِ فَــلا … أخــلــو مِـنَ العيبِ في قولي وأفعـالي
فــقــد عـرفـت بأنَّ الصــدقَ مَكـرمةٌ … وأنَّ في الكَــذِبِ الـمـذمــومِ أفـعـى لي
فـأََحْـفَـظُ السِّــرَّ في مسـتـودعٍ خَـرِبٍ … بين الضلـوع وتحت الروح أَسمى لي
غــدًا سأرحـلُ عن دنــيـا بِـهـا رفَـثٌ … وأخـلـــعُ الـعـمــرَ مع أوزارِ أسْـمـالي
صوتُ الـيقين على الإيمانِ أيـقـظني … صدقُ القريضِ مـع الأسحارِأوحى لي
ما كـنـتُ أحسـبُ أَنَّ الـعـمرَ يمهلني … حـتى يُـخـلِّـصـني مِـن رجْـسِ أوحـالي
سبعونَ عـامًـا ولـيـلُ العمرِ يهزاُ بي … والـشــكُّ يـقـطـعُ في الأيــامِ أَوصــالي
وإِذْ بِـصـوتٍ مع الأسحارِ يهتف بي … أَنَّ الإِلـــهَ بـحـكـمِ الأرضِ أوصـى لي
أحـيـا الـحـيــاةَ ونـورُالحـقِ يرشِدُني … إلى الـفـضـــائــل في أنــوار إجــــلالِ
ما أسْــوأَ العـيش في دنيا يَـهـونُ بها … قــولُ الـلـبـيـبِ ويـسمـو قـولُ جُـهّــالِ
قَــدِ إبـتـعـدتُ لِـهـذا عن مجـالـسـهـم … آوي لِـصــومـعـتي مـع راحــةِ الـبــالِ
فـبـائعُ الـعِـطـرِ لـن تـؤديك صحـبتُهُ … ونـافِـخُ الكِـيـرِ يُـؤذي الناس في الحالِ
فاسْلك طريـقًـا على الأخلاق فطرته … وقاومِ النفسَ تُـرضي الـمُـنعـم الـعـالي
واذْرف دموعًا مع الأسـحارِصـادقةُ … فـالـكــلُّ واردهــا والـمُــؤمـنُ الخـألي
واكْــتــمْ خـطـايــاك عَــلَّ الله يبـدِلُها … فـالـلـــه يُــبــدِلُ مِـن حــالٍ إلى حــالِ
إِنَّ الـمُـجـاهـرَ بالـفحـشاءِ في خَـطَرٍ … فَـلْــتَــحْــذَرِِ الـلـــهَ في فـعــلٍ وأقــوالِ
صنتُ اللسان فعشتُ العمرَ في أدبٍ … فالصـدقُ أجـمـلُ في الـدنيا وأقـوى لي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق