كلمة وداع لقامه من قامات العلم والعطاء فى مخيمات لبنان / خالد ابو خرج

ضمير المخيم
يوم الاحد وما أدراك ما حل بيوم الاحد. يوم توقف قلبك عن الخفقان والتقت الأرض بالسماء في عرس أسطوري معلنة رحيل عاشق من فلسطين.
بكت عليك السماء وعصافير الجليل بكت عليك المنافي وازقة المخيم ولوحت لك مناديل امهات الشهداء وهن يغنين للعاشق الولهان .
كنت رجلا بحجم تغريبة فلسطين وفارسا في زمن قل فيه الفرسان لم ترهقه المنافي على قسوتها ولا شظف العيش في المخيمات.
كنت رجلا ومعلما ومربيا لم تنحن ولم تتعب لكن للسن عذره.
من نعزي
انعزي أنفسنا ام نعزي فلسطين ام نعزي مخيمات اللاجئين في كل زقاق لك بصمة وفي كل بيت من بيوتات المخيم لك ذكرى وفي كل نفس لك غصة وحرقة.
نم أيها الفارس المتوج بالغمام قرير العين فافكارك تعيش معنا وحديثك اضحى على كل لسان في المخيم.تاثيرك تجاوز محيط أسرتك إلى عائلات المخيم أيها المربي الفاضل الذي صار قدوة للكبير قبل الصغير فلم يعرف عنك الا حسن الخلق والسيرة العطرة والثقافة الموسوعية.
كم نحتاج الى علمك وتواضعك. فقد كنت صلبا لا تخشى في الحق لومة لائم تقف إلى جانب الحق دائما.
الى جنان الخلد باذن الله يا سفر تاريخنا من السقوط في حزب الهزيمة في مخيمات اللجوء إلى النهوض من جديد وأنت معلم ومرب تحدو مسيرة الأجيال جيلا بعد جيل ولم تخطء الهدف ولا انحرفت بوصلتك عن الطريق فالهدف فلسطين وقد أدركت بوعيك ان العلم هو السلاح الامضى في مقاومة العدو الذي يريد أن يطمس هويتنا الثقافية والحضارية فامتشقت قلمك وكرست حياتك لتعليم الناشئة في المخيم العلم وحب فلسطين والثقة بالانتصار والعودة إلى مسقط راسك صفورية في فلسطين فكنت نسرا مات في قمم الجبال
الى جنات الخلد باذن الله
بقلم خالد ابوخرج