بارعات العالم العربيشعر وشعراء
لِقاءٌ بِالصَّوتِ وَالصُّورَةِ مَعَ الشّاعِرَةِ النّاثِرَةِ آمال الْقاسِم: الْأُرْدُنِّ / البروفيسور لطفي منصور
كتب البروفيسور لطفي منصور
في مَقْهَى الْبُنْجُور، وَفي زاوِيَةٍ هادِئَةٍ مِنْهُ دَقَّ جَرَسُ هاتِفي، وَمِنْ صَهْوَةِ الْماسنجر كانَ الْحِوارُ الْآتي:
– مَرْحَبًا بروفيسور! هَلْ تَسْمَحُ لِيِ أَنْ أَسْأَلَكَ كَيْفَ نَقُولُ في اللُّغَةِ : مَيْتٌ أَوْ مَيِّتٌ؟
– الصِّغَتانِ صَحيحَتانِ . الْفَرْقُ بَيْنَهُما أَنَّ الْمَيْتَ لِمّنْ ماتَ وانْتَهَى مِنَ الدُّنْيا. أَمَّا مَيِّتٌ فَهُوَ الَّذِي في طَوْرِ الْمَوْتِ أَوْ سَيَمُوتُ قَرِيبًا أوْ بَعِيدًا. وَفي الْقُرْآنِ :”إنَّكَ مَيِّتٌ وَهُمْ مَيِّتُون”.
قالَ الشَّاعِرُ: عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ
لَيْسَ مَنْ ماتَ فَاسْتَراحَ بِمَيْتِ
إنَّما الْمَيِّتُ مَيِّتُ الْأَحْياءِ
– هَلْ عِنْدَكُمْ شارِعُ ثَقافَةٍ كَشارِعِ الْمُتَنَبِّي في بَغْداد؟
– أَوَّلًا لِلْمُتَنَبِّي شَوارِعُ في قُلُوبِنا. عِنْدَما شارِعُ الْمُتَنَبِّي في حَيْفا لَكِنَّهُ شارِعٌ عامٌّ وَليسَ مُقْتَصِرا عَلَى الثَّقافَةِ.
– كَمْ أَشْتاقُ أَنْ أَنْ أَقْرَأَ لَكَ! لَكَ عَلَى صَفْحَتِكَ مَقالاتٌ ذاتُ فِيمَةٍ أَدَبِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍ عَظِيْمَةٍ.
– لَكِنِّي أَعِيشُ في مُجْتَمَعٍ لا يَقْرَأُ. تُصِيبُنِي خَيْبَةُ أَمَلٍ كَبيرَة عِنْدَما أرَى صُورَةَ فَتاةٍ جَميلَةٍ تَسْتَقْطِبُ مِئاتِ الْمْعْجَبينَ بِالرَّغْمِ مِنْ سَخافَةِ الْمَكْتُوبِ، لَكِنِّي أُعَوِّضَ بِنَشَراتِي في مَواقِعِ النَّشْرِ في الْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ الْكَبير.
– أَقْرَأُ كَثِيرًا لِشُعَراءَ عِنْدَكُمْ. الظّاهِرُ أَنَّ الْحَرَكَةَ الثَّقافِيَّةَ عِنْدَكُمْ في صُعُودٍ. لَيْسَ عِنْدِي حَرَجٌ إذا قُلْتُ لَكَ إنَّ بَعْضَ ما يُنْشَرُ مِنْ شِعْرِ النِّساءِ لا يُقْرَأُ.
– صَحيحْ هُناكَ تَطَوُّرٌ في حَرَكَتِنا الثَّقافِيَّةٍ مُُتَأَثِّرَةٍ بِأَدَبِنا الْفِلِسٌطيني خاصَّةً وَالْعَرَبِيَّةِ عامَّةً. كُنْتُ أَوَدُّ أَنْ يَصْدُرَ لَنا أدَبٌ يُصَوِّرُ وَجُودَنا أَقَلِّيَّةً في دَوْلَةٍ غَيْرِ عَرَبِيَّةٍ.
شُكْرًا أُسْتاذي العَزيزِ عَلَى الزَّمَنِ الَّذي خَصَّصْتَهُ لِي.