من خلال دراسة تاريخ الشعوب على مر العصور لم تصل أمة من الأمم الى الحضيض والدرك الأسفل كأمة العرب , أمة مفككة تتعرض يوميا الى الضربات من أعدائها ولا تستيقظ من سباتها ,الأمم تتقدم وتتطور وتستفيد من تجاربها وتجارب الشعوب الاخرى وتبني نفسها واقتصادها وتعتمد على نفسها بكل نواحي الحياة وتتوحد عند الخطر و تتكاتف وتتعاون من اجل الدفاع عن نفسها ومصالحها الا الامة العربية , فعلى سبيل المثال الهند يشمل سكانها مئات القوميات واللغات وكلهم موحدون في دولة واحدة , والعرب لهم دين واحد ولغة واحدة وعادات وتقاليد مشتركة ولكنهم يسكنون في 22 دولة كما قسمها الاستعمار في اتفاقية سيكس-بيكو وبقوا كذلك الى يومنا هذا وكل ذلك نتيجة فساد قادتهم الذين نصبهم الاستعمار ويخدمون مصالحه وليس مصالح شعوبهم وهذا يعد أحد أسباب تخلفهم وضعفهم وتشتيتهم
وبالرغم من المقولة ان العرب امة واحده الا أن الواقع أثبت عكس ذلك , فالعرب هم شعوب وقبائل متفرقة لا يقفون ويدعمون بعضهم البعض في الأزمات والحروب وتتحكم العصبية القبلية والمصالح المتناقضة في علاقاتهم ويصعب توحيدهم لأسباب خارجية تتعلق بالدول الاستعمارية ولأسباب داخلية , وهم توحدوا مرة واحده فقط بالتاريخ بفضل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد موته عادوا كما كانوا متفرقين متصارعين ولازالوا حتى يومنا هذا , ويعتبرون الولاء والانتماء للقبيلة وما يحدث فيها فقط ولا يعنيهم ما يحدث عند القبائل الأخرى .
أعطاهم الله أثمن الثروات من بترول وغاز ومناجم ولكن بسبب جهلهم وضعفهم وصراعاتهم لم يعرفوا استغلالها وسيطرت على هذه الثروات الدول الاستعمارية واستغلوها واستفادوا منها وحرم العرب منها وأصبحوا نتيجة ذلك جوعى وعطشى والجهل والعصبية القبلية تنخر عظامهم .وللاىسف لا احد يعرف متى يستيقظ العرب من سباتهم ويلحقوا بركب الشعوب الاخرى .
الدكتور صالح نجيدات
