الرئيسيةشعر وشعراء
شيبي حسن إبراهيم حسن الأفندي
(رضيت من الغنيمة بالإياب)
فوا أسفي على قدر رمى بي
فهل أنجزت من حلم بعيد
وهل حققت للأمل الخلاب
وكل حظوظ مثلك من خداع
كِذابا من كِذاب في كِذاب
فما لاقيت إلا للرزايا
ولا قبضت يداي سوى سراب
رفاقك أولجوا بابا لسعد
وطار غداة ترقبهم غرابي
ومملكتي تفرّق ساكنوها
وصارت في خراب من خراب
تفرقت الصبايا كل صوب
بما فيهن من شهد الرضاب
أبيت موّلها ويعيش غيري
على نغم طروب من كعاب
وتخدعني الحسان بحلو قول
وكم زاغت وما وقفت ببابي
وتُبدي من محاورة ضعيفا
وما حفلت ولا أجدى عتابي
أشيبي يحجب الآمال عني
ويحرمني المتاع , لغى شبابي
فلا مرحى بشيب جاء يسعى
ولا أهلا بما جلب اكتئابي
فسبحان المغير من أمور
ليبلونا بنعمى أو عذاب
أنصبر في الشدائد يوم هول
أم الجزع المهول رمى ركابي
قضيت العمر أبكي من أمور
فملَّ الناس من شعر يباب
وجف الحبر أنظم للقوافي
ويجفوني بها حلو الشراب
إليك رفعت أمري يا إلهي
ولي طمع بعفو مستطاب
رضيت بكل ما أرضاك إني
لعبد جاء نحوك لاقتراب
أحاول ما فتئت سبيل خير
وإن حاد المسار عن الصواب
وأنت الله أعلم بالنوايا
وكان وما يكون من الحجاب
وتعلم أن خوفي منك حق
أخاف القبر أخشى من تراب
وأخشى من سؤالي في كثير
بها أرتاع من ذل الجواب
كثيرا ما أعاتب قبح نفسي
متى أخضعت نفسي للحساب
حملت بكاهلي عبئا ثقيلا
تنوء به السواحل والروابي
فهبني من لدنك مآل ختم
به ألقاك في سعد المآب
وظني لا تعذب مستجيرا
بعفوك طالبا حسنى متاب
إذا الغفران جاد به سعدنا
بإكرام من الملك المهاب
دخلنا جنة تمحو لخوف
برى لدواخلي زاد ارتجابي
فيا ربي سألتك ستر حالي
وسامحني ووسّع لي رحابي
ولا فُجع الفؤاد ببعض ابن
ولا رهط قريب أو صحاب
فشفع واقبل الدعوات إني
أتيتك سائلا فضل التواب
ولولا رحمة سبقت لسرنا
بلا شك إلى سوء العقاب
وما نقصت لملكك من عطايا
ولا مال القدير إلى عذاب
ولا ضن الكريم على ضعيف
أتاه يخاف من فحوى الكتاب
لك الحمد الذي يطغى بصدري
فسامح زلتي واقبل إيابي
وصلى الله ما صدحت طيور
على من ذكره فوق السحاب
على المختار في يوم عصيب
به سبل النجاة بلا ارتياب