الرئيسيةشعر وشعراء
ذكرى أسرة منكوبة/ محمود أمين آغا
“بابا”..و جاشتْ شهقةٌ خرْساءٌ
و تفجّرتْ عَبْراتُها الهوجاءُ..!
و تذكّرتْ وجهاً أليفاً باسماً
شحبتْ معالمُه و ضاع رُواءُ
ثغرٌ بهيٌّ قد تلعثمَ ضوءُه
غارت ذوائبه و غام ضياءُ
يا ليتها قد ضمّها جوف الثرى..!
و طوى رداءَ حياتها الإفناءُ..!
لاحت لها آمال قلبٍ حالمٍ
لأبوّةٍ قد شعّها أضواءُ
غاب السُّهى و تقشّعت أنوارُهُ
إذ إنّه ومضٌ لها و سناءُ
و تساقطت أوراقُ غصنٍ يابسٍ
و تبدّدت في حقله الأفياءُ..
هل غاب عنها فيض حبٌٍ دافقٍ..
أم غار بدرٌ في الدجى وضّاءُ..؟!
(ماما)..و هاجت أنّةٌ مكلومةٌ
وسْطَ الخرائب و الوغى طعْناءُ..
و تبدّد العطرُ الرؤوم بهزّةٍ
و تناثرت تحت الرحى الأشلاءُ
أين الأريجُ العذب أضحى ذاوياً..؟!
و طغى دويُّ الموت و الأصداءُ..!
كفٌّ نديٌّ كان أنعمَ ملمسٍ
فتيبّست تحت الثرى الأعضاءُ
ما زال في وجْناتها سحرٌ غفا
من قُبلةٍ في لثْمها نعماءُ
مازال وَقْع الدندنات بأذْنها
يسبي القلوبَ و فوحُها غنّاءُ
و ألمّ وجهُ شقيقها في طيفهِ
وجْناتُ خدٍّ طعمُه حلواءُ
هو حلمُها الشادي يرفرفُ زاهياً
هو صدرها الصافي ندىً و سخاءُ.!
و أُخيّةٌ كانت شقيقةَ روحها
روحٌ و ريحانٌ زكا و بهاءُ
و غدتْ إلى كوم الخرائب لهفةً
في لوعةٍ قد هدّها الإعياءُ..!
و تفقّدتْ..:هاتوا إليّ بدُميتي
يا ويلها..قد نالها الأدواءُ..!
كانت هديّة والدٍ غمر الدُّنا
بعطائه و جَنانُه فيحاءُ !
“كم حمًمتْها كفّ أمّي حانياً
فتألّقت و كأنّها حسناءُ..”
محمود أمين آغا…البحر الكامل
في ٢٠٢٣/٢/١١