أكتب اليوم
كوطنٍ غارقٍ بصمته
أكتبُ بعينين
قفزَ البياض منهما
فسقط الليل طويلا
هناك
أكتبُ لأريح أصابعي والحبر
لأنسى رتل العصافير الجائع في الشتاء
أكتب لأكون لحظةً
بربرية
بقلب ذئب
وجسدِ سمكةٍ مبلل بالماء
اكتبُ كي لا أسمع
الجليد في رأسي يتكسر
كي لا أدخل العتمة
على حبلٍ من الخرافة
فينمو لي
عنقُ مصاص دماء
أكتب كي لاأموت وحيدةً
خرساء
اكتبُ لأن القصيدة اليوم عارية
على ظهرها غرور شاعر
ونهرُ أحزان
أكتب اليوم عن برد الشتاء
وأوحال الساسة والخراف
عن هيلين والضباب
الوهم والوعي
الجوع والمجهول
الفكر وفقاعات الصابون
الجنازات والفقراء
الوطن الذي أصبح حجراً
ينقطُ منه الماء
في كهفِ العفاريت والأوثان
أكتب ليصبح الواقع
أقل ألما وخرابا
أكتبُ ليطيرَ حلمي كغصنٍ
فوق الاوراق
ليخفقَ قلبي كغيمةٍ من الياسمين
أكتبُ لأخرج من الإطار المتأكسد
الحياة
أكتب لأغرس القليل من فمي
في الهواء
