مكتبة الأدب العربي و العالمي
أ. د. لطفي منصور (دُمُوعٌ)
سُورِيَّةُ يا مَوْئِلَ الْعَرَبِ
لا تَجْزَعِي إن أَضْحَى بَعْضُكِ تَحْتَ التُّرَبِ
شُهَداءُ الْأُمَّةِ أَفاضِلُها في حَلَبِ
اِخْتارَهُمُ اللَّهُ رَحْمَةً لِأَعْلَى الرُّتَبِ
اللَّهُمَّ رَبِّي أَنْزِلْ رَحْمَتَكَ عَلَى النُّجُومِ وَالشُّهُبِ
رَفَعُوا رايَةَ الْإسْلامِ في مَدَى الْحِقَبِ
سُورِيَّةُ تَبْكِي مَعَكِ بَرَدى خِيرَةَ النُّخَبِ
يا أُمَّ الْحَضاراتِ مَعْبَرَ الْأُمَمِ
ذات الْعِلْمِ وَالْحَسَبِ
مَكْتَباتُكِ مَلَأَتِ الدُّنْيا بِالْأَبْحاثِ والْكُتُبِ
لَوْ كانَ الْقَدَرُ يُحارَبُ لَضَرَبَ السَّيْفُ ذُو الْعَجَبِ
أَيْنَ الْمُتَنَبِّي وَلِسانُهُ الصّارِمُ
مِنْ هَذِهِ الْخُطَبِ
لَكِ أُسْوَةٌ بِفِلِسْطِينِ عَمَواسٍ
بِنُزولِ النُّوَبِ
“رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الْهِلالِ وَبَيضا
ءَ كَعابٍ بِالْجَزْعِ مِنْ عَمَواسِ
قَدْ لَقُوا اللَّهَ غَيْرَ باغٍ عَلَيْهِمْ
وَأُحِلَُوا بٍغَيْرِ دارِ ابْتِئاسِ
وَصَبَرْنا حَقًّا كَما وَعَدَ اللَّهُ
وَكُنّا في الصَّبْرِ قَوْمَ تَآسِي”
————
الْمُرادَ: السَّيْفُ: سيفُ الدَّولةِ الحمداني
المراد: طاعونُ عَمَواس الَّذِي ضَرَبَ فلسطينَ سَنَةَ ١٨ هج.