أخبار عالميه
آخرها هجوم أصفهان.. خبراء إيرانيون يفككون شفرة انفجارات المنشآت العسكرية والنووية
وزارة الدفاع الإيرانية تقول إنها أحبطت هجوما بطائرات مسيرة على أحد المصانع العسكرية في مدينة أصفهان (الفرنسية)
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) اليوم الأحد عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارة بالمسيّرات التي استهدفت الليلة الماضية منشأة عسكرية في أصفهان (وسط إيران) نفذتها إسرائيل.
وكانت 3 طائرات مسيرة صغيرة استهدفت أحد المصانع العسكرية بمحافظة أصفهان، وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية إحباط العملية عبر المضادات الجوية التي تصدت للمسيرات مما أدى إلى انفجار اثنتين منها، مشيرة إلى أن الأضرار اقتصرت على سقف المصنع بدون الإضرار بالمُعدات.
وعلى ضوء الانفجارات والعمليات التخريبية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية، أعاد هجوم أصفهان الأخير إلى الأذهان اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده عام 2020 بمدينة آبسرد شرق العاصمة طهران.
يأتي ذلك في حين دأبت الأجهزة الأمنية الإيرانية خلال الأشهر الماضية على اعتقال ما تصفها بـ “خلايا إرهابية تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي وكانت تخطط لعمليات تخريبية في مناطق حساسة داخل البلاد”.
قراءة عسكرية
في هذا السياق، طالب رحمت الله بيكدلي السياسي الإصلاحي عضو المجلس المركزي لحزب “جمهوريت إيران إسلامي”، مسؤولي الدفاعات الجوية والمدنية في بلاده بتوضيح ملابسات الحادث.
وأكد بيكدلي في تغريدة على تويتر أن “المسيرات الصغيرة التي استهدفت المنطقة العسكرية في أصفهان لم تدخل من وراء الحدود، وإنما يتم توريدها خلسة على غرار قطعات السلاح الذي تم تركيبه واستهدف الشهيد فخري زاده”.
بدوره، أوضح المتخصص في الشؤون العسكرية مهدي بختياري، أن الأجسام الطائرة الصغيرة التي استهدفت المصنع العسكري في أصفهان أشبه بطائرات الدرونز للتصوير، ولم تكن بحجم الطائرات المسيرة العسكرية.
وقال الباحث الإيراني -في حديثه للجزيرة نت- إن هذه الطائرات الصغيرة قابلة للتطوير لتتناسب مع المهمة المنوطة بها حتی تكون قادرة على حمل نحو 3 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، والتحكم بها من مسافات قريبة لترتطم بالهدف المراد تفجيره.
ويعتقد بختياري، أن الهجوم بمثل هذه الأجسام الطائرة -التي عادة تحلق نحو 30 كيلومترا- يرمي إلى إرسال رسالة، أكثر مما يسعى إلى تدمير أهداف عسكرية محاطة برادارات ودفاعات جوية.
قراءة سياسية
ومن أجل كشف شفرة رسالة الهجوم، توجهت الجزيرة نت بالسؤال إلى السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا “عبد الرضا فرجي راد”، الذي يرى ارتباطا لافتا بين هجوم أصفهان ومستجدات الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويذكّر “فرجي راد” بالمناورات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة وإسرائيل بين الفينة والأخرى، وتأكيدهما على أنها تحاكي توجيه ضربات لمنشآت عسكرية ونووية إيرانية، مؤكدا أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على منشأة أصفهان لم يأت إلا بضوء أخضر أميركي، وأن بعض المصادر كانت قد سربت خبرا عن عزم الإدارة الأميركية تبني مثل هذا التوجه.
وأوضح السفير الإيراني السابق أن الدبلوماسي الأميركي السابق دينيس روس، كشف مؤخرا في مقابلته مع محطة إيران إينترنشنال المعارضة الناطقة بالفارسية، أن الرئيس جو بايدن مستعد للرد العسكري على برنامج إيران النووي.
وأضاف “فرجي راد” أنه يستشرف ضغوطا أوروبية أميركية خشنة ضد طهران، بسبب ما وصفه بـ “انزعاج الجانب الغربي من لعب طهران على الحلبة الإستراتيجية في الأزمة الأوكرانية”.
في الوقت نفسه، لم يترك الجانب الغربي القوة الناعمة لحلحلة القضايا الشائكة في الملف النووي الإيراني -وفق فرجي راد- الذي يقرأ في هذا السياق، زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران اليوم الأحد، وزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي المرتقبة الشهر الجاري.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن طهران تسلمت رسائل من الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي عبر قطر، مشيرا إلى دور الدوحة الإيجابي من أجل إعادة الأطراف إلى الاتفاق النووي والتوصل لاتفاق مثمر.
من جهته، قال وزير الخارجية القطري إن بلاده تسعى دوما إلى خلق بيئة ملائمة لعقد جولات تفاوض إضافية بشأن الاتفاق النووي.