مكتبة الأدب العربي و العالمي

روي أن ملكاً كان يتفقد أنحاء مملكته عندما مـر على قرية ووجد أهلها يشربون من (الترعة) مباشرة فٲمر بوضع زير ليشربوا منه ثم مضى ليكمل باقي جولته..
أمر كبير الوزراء فورا بـشـراء زيـر ووضعه على جانب (الترعة)
ليشرب منه الناس ..
وبعد أن وصل الزير إلي المكان قال أحد الموظفين: هذا الزير مال عام وعهدة حكومية.. لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته.
وكذلك لابد من “ســقا” ليملأه كل يوم..
وبالطبع (ما معقول خفير واحد وسقا واحد حــيشتغل طول الأسبوع) فتم تعيين 7 خفراء و7 سقايين للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير !!!!!!
*ثم نهض موظف آخر و قال: (الزير ده محتاج لحمَّالة وغطاية وكوز) لذا
لابد من تعيين فنيي صيانة لعمل الحمالة والغطا والكوز..
وهنا بادر موظف “خبير متعمق صاحب نظره ثاقبة” وقال:
(طيب ومين اللي حـيعمل كشوف المرتبات للناس دي كلها)؟؟
لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين بها ليصرف للعمال مرتباتهم..
ثم جاء بعده من يقول: (طيب ومين اللي حـيضمن إن الناس دي حـتشتغل بانتظام؟؟ لازم مسؤول يتابعهم ويشرف على الخفراء والسقايين والفنيين) فـتم إنشاء إدارة لشؤون العاملين وعمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين.
ثم أضاف موظف كبير آخر: (طيب لو حصل أي تجاوزات أو منازعات بين العمال وبعضهم مين اللي حايفصل فيها)؟ أرى أنه لابد من إنشاء إدارة شؤون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين
وبعد أن تم تكوين كل هذه الإدارات جاء موظف “موقر” وقال: (من سيرأس كل هؤلاء الموظفين)؟ الأمر يتطلب انتداب موظف كبير ليدير العمل.
وبعد مرور سنة.. كان الملك يمر كالعادة متفقدا أرجاء مملكته فوجد مبني فخماً وشاهقاً مضاءاً بأنوارٍ كثيرة وتعلوه (لافته كبيرة) مكتوب عليها *الإدارة العامة لشئون الزير!!*
ووجد في المبنى غرف وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة. كما وجد رجلا مهيباً أشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافته تقول: الأستاذ الدكتور الطيار الفيلسوف الذي شارك في كل المعارك والذي استشهد مرتين قبل كدا “مدير عام شـئون الزير” ..
فتساءل الملك مندهشاً عن سر هذا المبنى؟ وهذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل فأجابته الحاشية الملكية:
بأن كل هذا للعناية بشؤون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يا مولاي!
ذهب الملك لتفقد الزير فكانت المفاجأة أن وجده فارغاً ومكسورا وبداخله “ضب ميت” وبجانبه غفير وسقا نائمي

 

 

المصدر قصص وعبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق