يعرف التعبير بأنه الفن الذي يستطيع من خلاله الإنسان إظهار أفكاره، وعواطفه بلغة سليمة، وصياغات أسلوبية مميزة، ومن خلاله يمكن التواصل بين الإنسان ومجتمعه، بينما المقال هو أحد أشكال التعبير ويمكن من خلاله طرح تساؤلات فكرية وأفكار وحلول لمعالجة بعض الموضوعات، ولأن هناك فروقات مهمّة للغاية من حيث الشكل الخارجي والبنية، وكذلك الغاية بين التعبير والمقال، سيدتي التقت د. أنوار الكمال عماد نجيب الباحثة في كلية الآداب قسم اللغة العربية فى حديث يعرفك عن الفروقات بين التعبير والمقال.
• التعبير يستهدف مجموعة كبيرة من الناس
تقول: د. أنوار الكمال لسيدتي: يمكن تعريف “التعبير” على أنه أي شكل من أشكال المعلومات المكتوبة، وبشكل عام فالتعبير لا يقتصر على الطلبة في الموضوعات الإنشائية أثناء مراحلهم الدراسية المختلفة، بل يتم صياغته وإنتاجه إما في شكل مطبوع أو إلكتروني، في صحيفة، أو مجلة، أو جريدة، أو موقع ويب بهدف نشر أخبار أو نتائج استطلاعات أو تحليل الأكاديمي، وقد يقدم التعبير كذلك صياغة ما للقصص والتقارير، واصفًا الأخبار، مقدمًا حجة متوازنة، ومظهرًا الحقائق، وعارضًا المشورة والمقارنة والتباين وما إلى ذلك بطريقة رسمية أو غير رسمية ، ويستهدف التعبير مجموعة كبيرة من الناس، ومن ثمّ فلا بد من صياغته بطريقة مثيرة تجنح للجمالية اللغوية ومن ثمّ تعمل على إبهار القراء وإشراكهم أو حتى إقحامهم في هدف التعبير.
• ماذا أحتاج لكتابة التعبير؟
تقول د. أنوار الكمال، لكتابة التعبير يحتاج المرء إلى إجراء بحث شامل حول هذا الموضوع ، وذلك لتوفير معلومات أصلية وحقيقية للقراء على أن تكون مكوناته:
– العنوان:
يحتوي التعبير على عنوان ملحوظ يجب أن يكون مثيرًا للفضول ويجب ألا يكون طويلاً ووصفيًا. ومع ذلك ، ينبغي أن يكون العنوان متضمنًا مقترح الموضوع أو قضية المعلومات المقدمة للقارئ.
– المقدمة:
يجب أن يُحدد جزء المقدمة الموضوع بوضوح ، من خلال تقديم لمحة موجزة عن الموقف أو الحدث.
– الجسم:
المقدمة لا بد أن يتبعها الجسم الرئيسي الذي يقدم المعلومات أو الأخبار الكاملة ، بطريقة تفصيلية، لإعلام القارئ بالموقف الدقيق.
– الخلاصة:
ينتهي التعبير بخاتمة تلخص الموضوع بأكمله متضمنة التوصية أوتعليق الكاتب.
• تعريف المقال
وعن المقال تقول د. أنوار الكمال لسيدتي: المقال هو مجرد قطعة أدبية رسمية وشاملة ، حيث يتم مناقشة موضوع معين بدقة. وعادة ما يسلط المقال الضوء على نظرة الكاتب ومعرفته وخبراته حول هذا الموضوع بالذات، فالمقال يُعد عملًا أدبيًا قصيرًا يشرح ويجادل ويحلل موضوعًا معينًا من وجهة نظر الكاتب.
وعن أصل المقال، تقول د. أنوار الكمال: أول ما نشأ فن المقال في فرنسا على يد الكاتب (ميشل دي مونين)؛ حيث كان يكتب المقالات يوميًا ويعرض تجاربه الشخصية بها، كما كتب عدّة مواضيع أخرى ولاقت مقالاته نجاحاً وإقبالً من قبل القراء، وكان هذا في القرن السادس عشر، في القرن الذي يليه تطوّر فن المقال في بريطانيا؛ حيث أصبح يتناول مواضيع اجتماعية وكانت تميل إلى الموضوعية نوعاً ما، وفي القرن الذي يليه أصبح المقال يميل للأدب ويحكي عن مظاهر الحياة المختلفة.
• 7 اختلافات رئيسية بين المقال والتعبير
تقول د. أنوار الكمال:
1. يشير التعبير إلى عمل مكتوب، منشور في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والمجلات وما إلى ذلك، ويحتوي على أخبار أو معلومات، بتنسيق معين. من ناحية أخرى، فإن المقال عبارة عن جزء مستمر من الكتابة، يتم كتابته بهدف إقناع القارئ بالحجة أو مجرد إعلام القارئ بالحقيقة.
2. التعبير يكون موضوعيًا بمعنى أنه يستند إلى الحقائق والأدلة، ويصف ببساطة الموضوع أو يروي الحدث، في مقابل ذلك، يعتبر المقال ذاتي، لأنه يستند إلى حقيقة أو رأي قائم على البحث أو وجهة نظر شخص ما حول موضوع معين يحلل ويناقش وينتقد الموضوع.
3. النغمة المستخدمة في التعبير هي أسلوب محادثة ، وذلك لجعل التعبير سهلة الفهم وكذلك الحفاظ على اهتمام القارئ كما هو، على العكس من ذلك ، يستخدم المقال نبرة تعليمية وتحليلية.
4. قد يحتوي التعبير على عناوين، مما يجعلها جذابة وسهلة القراءة، في المقابل، لا يحتوي المقال على أي عناوين أو أقسام أو نقاط، ومع ذلك، فهو شكل متماسك ومنظم من الكتابة.
5. تتم كتابة التعبير دائمًا بهدف محدد، وهو إعلام القراء أو جعلهم على دراية بشيء ما. علاوة على ذلك، فقد تتم كتابة التعبير لتلبية احتياجات فئة معينة من الجمهور. على العكس من ذلك، يتم كتابة مقال ردًا على تأكيد أو سؤال معين.
6. غالبًا ما يتم دعم التعبير بالصور والمخططات والإحصاءات والرسوم البيانية والجداول. على العكس من ذلك، لا يتم دعم المقال بأي صور أو مخططات أو رسوم بيانية.
7. تعتبر الاستشهادات والمراجع أمرًا ضروريًا في حالة وجود مقال، بينما لا يوجد مثل هذا الشرط في حالة وجود مقال.
