ثقافه وفكر حر

حادثة نسف باقة الغربية

سنة النسف أو النسفة: تفاصيلها وتأثيرها وأسماء أصحاب البيوت التي دمّرت، وقصيدة النسف، وتطرق الصحافة الفلسطينية والعبرية لهذه الحادثة التاريخية المهمة…

دعوة عامة غدا الجمعة بجوار بئر باقة التاريخية، لإحياء هذه الذكرى مقابل لوحة الفسيفساء الجدارية التي تحاكي أحداث قصة النسف.

يعيش سكان المنطقة عامة وأهالي باقة الغربية خاصة هذه الأيام حدثًا مفصليًا بارزًا، هو مرور ثمانين عامًا على عملية نسف بيوت باقة الغربية عن طريق قوات الجيش البريطاني والتي حدثت خلال شهر 7 من العام 1938م / 1357هـ.

تضاربت الروايات في يوم النسف من هذا الشهر أو الشهر الذي يسبقه أو يليه، كذلك عدد البيوت التي هُدمت، لكنّ الغالب في الأمر ما ذكرته صحيفة الدفاع الفلسطينيّة في تلك الفترة وأكده المؤرخ د. محمد عقل في مقالة له، أن الحادثة وقعت يوم 21.7.1938م وهدم أو تضرر أكثر من 60 منزلا وأتلفت خمسة بيادر. عدد من المسنين في باقة تحدث عن هدم 70 بيتا، أما المرحوم الحاج محمد رشيد عارف صفا فيذكر في قصيدته أكثر من 90 منزلا!
ولا يعنينا تاريخ الحادثة الدقيق بقدر ما يعنينا ما حدث في تلك الأيام…

عندما فرضت القوات البريطانية حُكمًا عسكريًا على فلسطين، وبلغت المعارك أوجها؛ أعلنت حالة الطوارئ ونُفّذت عقوبات جماعيّة في كل قرية اكتشف وجود مسلحين فيها.
ولا شك أن وجود مطار “عين شيمر” العسكري الذي أنشأته بريطانيا على أراضي باقة الغربية وقفين، قد شجع من زيادة عدد ثوار باقة الغربية والمنطقة ضد الاحتلال الإنجليزي، فأنشأت القوات البريطانية معسكرًا في المدرسة الفوقا في منطقة البريّة “مدرسة الغزالي اليوم”، حيث عُطّلت الدّراسة فيها، واصطدمت القوات البريطانية بمجموعة الثوار المسلحين ودارت معركة، قُتل خلالها ضابط بريطاني وجُرح آخرون.
نتيجة لذلك هرعت إلى القرية تعزيزات من القوات البريطانية، واستمر تبادل إطلاق النار حتى ساعات صباح اليوم التالي، فارتفع عدد القتلى من جنود الانجليز إلى ثلاثة!

وفي الصباح أمرت القوات البريطانية جميع سكان القرية بإخلاء منازلهم وأخرجت من رفض بالقوّة، وبدأت بقصف بيوت القرية وخاصة الحارة الغربية (غربي المسجد القديم)، المشرفة على المنطقة الفوقا، بادعاء أن اطلاق النار صدر من هذه البيوت؛ فدمّرت قرابة السبعين منزلا وأحرقت معظم البيوت الخشبية الصغيرة وأتلفت المؤن حيث قامت بسكب الكاز والبنزين على الزيت والطحين.

بعد القصف قيدَ رجال القرية إلى معسكر نور شمس في طولكرم مشيًا على الأقدام في جو حار وباتوا ليلتهم هناك.

في اليوم التالي أُعيد سكان القرية إليها ليروا ما بقي منها بعد القصف، وانتشر الأمر سريعًا في المدن الفلسطينية حيث كانت هذه الحادثة إحدى أكبر الهجمات البريطانية على القرى العربية الفلسطينية خلال الثورة!
ونتيجة ما حل بالسكان والمكان قدّم أهالي المدن والقرى المجاورة مساعدات ماديّة لأهالي باقة لإعادة إعمارها.

تم تغطية قصّة النسف في صحيفة الدفاع الفلسطينية وغيرها، ولم تغفل الصحافة العبرية والمؤرخون اليهود التطرق لهذه الحادثة الأليمة أيضًا (مرفق التقارير)، فقد أوردتُ في الصور أدناه ما قمنا باعتماده في كتاب “سنابل من عبق التاريخ والتراث”… ما جاء في صحيفة الدفاع وكتاب “ימי כלניות” للمؤلف “תום סגב” في الفصل العشرين تحت عنوان “אירלנד בארץ ישראל”، حيث بعث المندوب السامي البريطاني في فلسطين رسالة شكر لقائد منطقة السامرة “بولوك” يشكره على هدم ثلاثة وخمسين بيتًا في باقة الغربية كعقاب للناس!!


يُذكر أن الجيش البريطاني بين الأعوام 1936-1940م هدم أكثر من ألفي بيت في فلسطين!

مرفق مع الصور قصيدة زجليّة أوردناها في الكتاب، للشاعر الشعبي المرحوم الحاج محمد رشيد عارف صفا التي تصف بدقة وبلاغة حادثة النسف.

وإحياءً لهذه الذكرى نذكركم بدعوة عامة بتنظيم “هيئة المثلث لحفظ الإرث الحضاري” غدا الجمعة 20.7.2018 الساعة 18:30 في باحة بيت السيد الحاج سعيد رسمي أبو حسين- أبو السعيد، مقابل لوحة الفسيفساء الجدارية “باقة مدينة السلام”، هذه اللوحة التي تحاكي أحداث سنة النسف أو النسفة.

وفيما يلي أذكر لكم أسماء الذين نسفت بيوتهم، أو تضررت بسبب عملية القصف وبينها عدد كبير من المنازل تتألف من غرفتين وأكثر، وهم السادة:
مصطفى محمود القاسم
يوسف محمود القاسم
ناجي خليل ناجي
عبد القادر أحمد سلمان
موسى يوسف لبناوي
سليمان مخلوف
سعيد عبد الهادي غنايم
حمود موسى زعترية
ابراهيم أبو ذيب
عبد الله الزيتاوي
مرشد الخواجه
سعيد الخواجه
عوض أبو ذيب
محمد الصالح العبد الله
عبد الله الشرفي
محمود الحاج إبراهيم
حسن محمد حسين
عبد العزيز صالح أبو بكر
فاطمة الشيخ عبد الله
عبد الله صالح أبو بكر
حسن صالح أبو بكر
جمعة العباس
ناصر الحاج عيسى
إبراهيم البيدوس
محمد محمود عوض الله
عبد الناصر عوض الله
عبد اللطيف الحاج محمد
حمدان الناصر
أحمد صالح أبو بكر
أحمد الناجي
آمنة العوض الله
محمد حسين ناجي
عبد اللطيف المحمود
رشاد العارف
حسن الجزماوي
عرفات أبو عمار
الشيخ عبد الله يحيى
الشيخ موسى يحيى
الشيخ محمد يحيى
محمد إبراهيم اللحام
جميلة موسى العبيد
إبراهيم عبد الله لحام
محمد الحماد
إبراهيم الخشان
عبد الله القاسم
محمد سعيد حسين
موسى سليمان
أحمد النجيب
يوسف محمد أبو سِنّة
مسعد العمار
أحمد الخضرا

وقد احترقت بيادر السادة:
عبد الرازق عبد الله
عبد اللطيف المحمود
عطية السعيد
رشيد العارف
حسن الجزماوي

 

عن صفحة ماجدة  زياد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق