الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي

تفسير أسماء الأشهر العربية الهجرية

دراسة لغوية مختصرة للكاتب: محمد علي سعيد – مدينة طمره/ منطقة عكا

تمهيد: قالت العرب: “لكل مسمى من اسمه نصيب”. وبهذا، وضعت العرب أسماء كل الشهور بما يتوافق مع أيام الشهر عند التسمية، بحيث يعكس الحالة والظروف الحياتية العامة للسكان سلوكا، والاعتبارات المناخية والاقتصادية.

وفي الجاهلية، اعتمد العرب في تأريخهم على حدث مهم، يترك بصماته وأثره على الفترة الزمنية المحيطة به، ويكون كمحطة زمنية، ومثال ذلك: يوم الفجار، عام الفيل، يوم شَهْوَرة، أيام العرب، وأرّخت قبيلة قريش بموت هشام بن المغيرة المخزومي ، وزمن الفَطْحل ( الفطحل : اسم آله أو صنم قديم ). واستمر هذا التأريخ في الإسلام إلى أن جاء الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ووضع التقويم الهجري الذي يعتمد حادثة الهجرة النبوية من مكة الى المدينة بداية له ووافق ذلك يوم 16 تموز من عام 622م.
وما زالت العامة من شعبنا الفلسطيني في الداخل حتى يومنا هذا تعتمد بعض الحوادث في تاريخها ومثال ذلك : ( ولد فلان في سنة الثلجة أي 1950 ، سنة الحصيدة ، سنة الهجيج 1948، يوم الأرض 1976، ولكل بلد حوادث عينية تخصها دون غيرها.

لقد كانت السنة العربية القديمة قمرية وشمسية في آن واحد، بمعنى أنها كانت مؤلفة من اثني عشر شهرا قمريا، وعدد أيام الشهر ثلاثون يوما وتُحدد بدايته برؤية الهلال. والسنة بحساب النظام القمري اقل زمنا من السنة الفعلية بحساب النظام الشمسي بأحد عشر يوما، وعليه فإن الاعتماد على التقويم القمري فقط ، سينتج عنه أن لا تقع الفصول والمناسبات الأخرى في نفس أزمنتها التاريخية مما يؤدي ذلك إلى اختلاف ظروفها المناخية من عام الى آخر.

ولهذا السبب ومن اجل المحافظة على الظروف المناخية نفسها للفصول وللمناسبات، لا بد من أن تحافظ على وقوعها في نفس أوقاتها بالنسبة إلى دورة الأرض حول الشمس. لقد عدّل العرب (في الجاهلية) في تقويمهم القمري وتغلبوا على هذه المشكلة بالنسيء أو الكبس، غير أن الإسلام منعه أو ألغاه لعدة أسباب وذلك لقوله تعالى ” … إنما النسيء زيادة في الكفر ” سورة التوبة/ براءة آية 37.
إن إلغاء النسيء، واعتماد التقويم القمري؛ جعل الأشهر القمرية تتراجع سنة بعد أخرى، مما ترتب عليه عدم ثبات الظروف المناخية للزراعة أو للتجارة مثلا، وكذلك الى عدم وقوع المواعيد في أوقاتها الزمنية والمناخية، مثل: الأعياد والمناسبات والمواسم والسلوكيات الحياتية. وللتوضيح، لنأخذ شهر رمضان فإنه يأتي في الصيف وبعد مدة يأتي في الشتاء ثم في الخريف وسيعود ليأتي في فصل الصيف والسبب عدم الملاءمة بين التقويم القمري ودورة الأرض حول الشمس بفارق أحد عشر يوما.
* تفسير الأشهر: وفيما يلي تفسير الأشهر العربية التي يعتمدها التقويم الهجري/ الإسلامي، وتعرف بالأشهر القمرية ، ولكن أدق التسميات هو الأشهر العربية الإسلامية، لأن العرب اعتمدت في الجاهلية أسماء أخرى للأشهر.
1) محرم: الجذر: ح.ر.م : ساميّ مشترك حرّم الشيء ، أي جعله حراما عليه أو على غيره والحرام ضد الحلال وهذا الأمر حرام عليك أي لا يحل لك فعله ، والمحرم ( من التحريم ) من له ذمة وحُرمه. كان يفيد في البداية المنع والحرمان ثم الاحترام أي التكريم والتقدير وبعد ذلك أفاد التقديس، أيضا. وجمع محرم: محارم، محاريم، محرمات.
أ) لأنه من الأشهر الحُرُم. والتحريم كان لأسباب زراعية حسب رأي البعض. ولكن النويري يقول: “… لأنهم أغاروا فيه فلم ينجحوا فحرموا القتال فيه فسموه محرما”.
ب) لأن العرب حرمت فيه القتال والغزو والأخذ بالثأر وسفك الدماء ونهب الممتلكات، وغير ذلك من المحرمات.

2) صفر: الجذر: ص.ف.ر: سامي مشترك ومن معاني الصفر: الجوع، والجوع يعني فراغ المعدة وخلوها من الطعام ، وصفر البيت أي فرغ وأصبح خاليا من أهله أو أثاثه وأغراضه، وعاد فلان صفر اليدين أي عاد بيدين فارغَتَيْن. ولهذا تقوم التسمية على فكرة الفراغ واللاشيء والخلو والعدم بالإضافة إلى أفكار وتعليلات أخرى. والكلمة صفر منصرفة حسب رأي جميع النحويين إلا أبا عبيدة الذي منع صرفها للعلمية والتأني . وجمع صفر: أصفار.
أ) الإصفار: فراغ وخلو البيوت من أهلها بسبب خروجهم إلى القتال والغزو، أو لأن القبيلة المنتصرة في الغزو تأخذ كل ما أمكنها من متاع وأغراض وماشية من بيوت القبيلة المهزومة وتتركها صفرا أي فارغة.
ب) لأن العرب (والأغلب أهل مكة) اعتادوا في الإغارة على الصفرية وهي اسم بلاد.
ج) لاصفرار النبات فيه مثل: العشب وسنابل الشعير والقمح وغيرهما. ولهذه الاعتبارات الاقتصادية جعلته العرب من الأشهر الحرام.
د) وقد تكون التسمية، أصلا، بالسين أي سفر وليس بالصاد. وذلك لوقوع حال السفر فيه لأي سبب ( تجارة، غزو، بحث عن الماء، والكلأ، … ) ثم تغير صوت الحرف من سين إلى صاد بسبب تقارب مخارج الصوتين. ومن المعاني التي يحملها الاصفرار، الصفير، الخلو والفراغ.

3) ربيع الأول: الجذر: ر.ب.ع. ويُنْعت بالشهر الشريف ففيه يسقط المطر (والربيع من مرادفات المطر) ويؤدي إلى خصب الأرض وظهور العشب وتوفر الكلأ، وما زالت العامة تقول الربيع وتعني العشب.. وربّع الحيوان بمعنى أكل العشب شبع.

4) ربيع الآخر: يحمل الاسم نفسه لأنه، يلي ربيع الأول مباشرة ويحمل الصفات نفسها تقريبا، من هطول المطر/ الربيع، وتوفر العشب. ويقول العرب: الأرض أربعت وأمرعت. والأصوب أن نقول: ربيع الآخر وليس الثاني، لأنه لا ضرورة للعد الترتيبي لعدم وجود ربيع الثالث. وتُعرب كلمة الأول في ربيع الأول نعتا لكلمة ربيع. وجمع ربيع: أربعاء ، أربعة ، رباع والأفضل أن يجمع بشهور الربيع. وشهرا ربيع للتثنية.

5) جُمادي الأولى : الجذر: (ج.م.د.) ساميّ مشترك ويفيد القوة والصلابة أي ثبات الحالة (والجماد إحدى حالات المادة عندما لا تكون غازًا أو سائلا)، والجَمْد ضد الذوب وهو الثلج وما جمد من الماء وأي سائل آخر نتيجة البرد، والجُمادى يعني البارد وقيل إن جمادي تعني الشتاء إطلاقا. وتقول العامة: فلان جامد أي صلب وصامد وغير مَرن. وقالت العرب : ” عين جُمادي ” أي جامدة لا تدمع . جُمادى أسم مؤنث والوزن فُعالى، والمثنى: جمادَيان، والجمع: جمادات وجمادَيات.
6 ) جُمادى الآخرة: يحمل الاسم نفسه للسبب السابق نفسه، حيث استمرت نفس الصفات في الشهر السابق. جاء في بعض المصادر جمادى الثانية ، وبقيت التسمية نفسها لاستمرار أسبابها.
7) رجب: وتوجد عدة تفسيرات وتعليلات لإطلاق التسمية ومنها :
أ) رجب ، رجبا ورجوبا أي عظّم وقدس والترجيب يعني التعظيم ، فقد كان شهرا مقدسا في الجاهلية ففيه كانت تقام مناسك الحج الجاهلي القديم ويذبحون الذبائح \ النسائك ويستمطرون رحمة الآلهة، ولا يستحلون فيه القتال وبسبب هذا التعظيم أي الترجيب سُمي الشهر رجب. ب) أرجبوا أي كفوا وتوقفوا عن سلوك ما ، ولأن الشهر من الأشهر الحرُم ، فقد أرجب العرب عن القتال والغارات والأخذ بالثأر فيه أي كفوا ولذا سمي رجب. ويقال: رجب الأصم أي الهادئ فلا يُسمع فيه صوت السلاح.
ج) رجب العود : أي خرج ونما وأورق ورجب الكرم أي سوى أغصانه ورجب الشجرة أي دعمها وحماها من الريح أو من سقوط ثمارها. وعليه فقد تكون التسمية قائمة على فكرة النبت والإيراق والاخضرار لأنه شهر رجوع الحياة إلى الأرض.
د) رجب : قد يكون اسم آلهة الخصب القديم أو آلهة النخيل وسمي الشهر باسمه. وكانت قبيلة مضر أكثر القبائل تعظيما له. أكثر النحاة لا يمنعونه من الصرف . وجمع رجب : أرجاب ورجوب ورجاب .
8) شعبان: الجذر: ش. ع. ب. عربيّ يفيد التفرق أو التفريق والانشعاب. جمع شعبان : شعابين وشعبانات. وشعبان اسم غير منصرف للعلمية وزيادة الألف والنون وهما بمكانة أل – التعريف في اللهجات القديمة.
تذكر المصادر عدة أسباب للتسمية منها:
أ) لتشعبِ القبائل (أي تفرقوا وانتشروا وتباعدوا)، في هذا الشهر، طلبا للماء وللكلأ أو للغارات والغزو أو للتجارة.
ب) لتشعب الشجر، أي تعدد أغصانها وتشعبها، وما تزال العامية تقول شُعبة بمعنى فرع، فبعد النبت والإيراق الذي كان في رجب يكون تشعب الأغصان أي تفرقها ، ومن هنا جاءت التسمية لأسباب اقتصادية تتأثر بالمناخ والزراعة وأحوال الحياة.
ج) وقال ثعلب ” سمي شعبان بذلك لأنه ظهر بين رمضان ورجب ” .. شعبَ أي برز وظهر ويُنْعت شعبان بالمعظم والشريف وتقرن به الكثير من المعتقدات والأساطير.( في منتصفه تهتز شجرة الحياة التي تحمل على أوراقها أسماء الأحياء، ومَن تسقط ورقته يكون مصيره الموت في تلك السنة)

9) رمضان: الجذر: (ر.م.ض)، يفيد الحرارة وشدتها ولتسميته عدة أسباب منها :
أ) سُمي رمضان بذلك لأنه مشتق من الرمضاء وهي الأرض والحجارة التي ترمض فيه، أي تصبح حامية كالجمر من شدة حر الشمس ، ورمض النهار أي اشتدت حرارته ورمض الرجل أي احرقت الرمضاء قدميه، ورمض للأمر أي احترق له غيْظًا .. وقديما قال الشاعر : ” كالمستجير من الرّمضاء بالنار ” .
أ) جاء في لسان العرب “… لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي فيها ، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته فسمي به ” .
ب) وقيل سمي رمضان كذلك لأن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم بالنار ويجعلونها حادة استعدادا للحرب في شوال قبل دخول شهر ذو القعدة وهو بداية الأشهر الحُرُم
ج) وقيل أيضا لأن الله سبحانه وتعالى يرمض أي يحرق الذين لا يصومون الشهر وفي الوقت نفسه يحرق ذنوب الصائمين . وقد جاء في الحديث الشريف ” إنما سُمي رمضان لأنه يرمض ذنوب عباد الله ” ولا شك بأن هذا التفسير جاء متأخرا فالتسمية سبقت الإسلام وعليه فهو جاء بسبب ما أضافه الاسلام في باب توسيع دلالات المفردات. ينعت شهر رمضان بالمبارك وبالفضيل لقدسيته، ولهذا لا يجوز ان نقول ” جاء رمضان ” بل ” جاء شهر رمضان “. إن كلمة رمضان ممنوعة من الصرف للعلَمية وزيادة الألف والنون . وجمع رمضان : رَمَضانات، رَماضِين ، أرمضاء، أرمضة ،أرمض . وبعض اللهجات العربية جمعته جمعاً سالماً أي رمضانون ورمضانين.

10) شوال: الجذر: ش.و.ل. تعني الارتفاع والرفع والعلو ، شال الميزان: ارتفعت إحدى كِفَتيه.. شال الشيءَ: رفعه.. شوّلت الدّواب ونحوها: ارتفعت بطونها فلحقت بظهورها من الهُزال بسبب الجوع.
واللغة العامية حافظت على هذا المعنى القديم حتى يومنا هذا . فنقول ” شال البائع بضاعته” أي رفعها، و” شالت الأم الحلوى ” أي رفعتها واخفتها في مكان بعيد عن متناول الأيدي والأعين.
ومن أسباب التسمية: أ) قال البيروني : ” .. وشوال لارتفاع الحر وإدباره ” أي انخفاض درجة الحرارة وذهابها ، وهذا تفسير منطقي لأن شوال جاء بعد شهر رمضان المعروف بشدة حرارته وحدتها وذلك في زمن التسمية . ب) وقال الفراء ” .. سمي بذلك لشوَلان الناقة بذنبها “.. طلباً للذكر من أجل التناسل والتكاثر، ولهذا تشاءمت العرب وتطيرت منه وامتنعت عن عقد الزواج فيه ، حتى جاء الرسول ” صلعم ” فأبطل طيرتهم إذ تزوج عائشة وبنى بها في شوال. جمع شوال : شوالات ، شواويل وشواوِل .

11) ذو القِعدة: الجذر: ق.ع.د. عربي ويعني القعود أي الجلوس والاستكانة بعد قيام.. ومن أسباب تسميته ما يلي :
أ) سُمي بذلك لقعودهم فيه عن القتال والأسفار في طلب المرعى لأنه من الأشهر الحرام. وهذا رأي الأكثرية .
ب) لزومهم المنازل وقعودهم ( قعد للأمر: اهتم به وتهيّا له ) بسبب الاستعداد للحج. أو لقدسيته لأنه من الأشهر الحرم. أو بسبب تذليلهم وترويضهم للقعدان من الإبل، والقَعود هو الجمل الصغير.
كلمة ” ذو ” تعني صاحب وتُعرب حسب موضعها وهي من الأسماء الستة وهي مضاف والقعدة مضاف إليه. جمع ذو القعدة : ذوات القعدة أو ذوات القعدات وأما المثنى فهو : ذوا القعدة أو ذوا القعدتين .

12) ذو الحجة: الجذر: (ح.ج.ج). ساميّ مشترك، سُمي بذلك لوقوع الحج فيه، والحِجة تعني السنة لأن الحج يكون في السنة مرة واحدة. والحج كلمة سامية مشتركة تعني في دلالتها الأصلية الرقص ثم الطواف ثم العيد. وكلمة الحج تغيرت دلالتها فقد كانت تعني الزيارة القاصدة مطلقاً ثم تخصصت دلالتها فاقتصر المعنى على زيارة الأماكن المقدسة لدى جميع الديانات. والحج كان في الجاهلية وأبقاه الإسلام مع تغيير هدفه ومضمونه وبعض طقوسه. والحِجة: اسم مرة من الفعل حَجّ وهذا من الشواذ لأن القياس يقتضي فتح الحاء بدل الكسر. جمع ذو الحِجة: ذوات الحجة، والحاج اسم الفاعل وجمعه الحجاج والحجيج.

** وملاحظات أخرى: 1 – يُعتقد أن أوّل من وضع هذه الأسماء هو كلاب بن مرّة، وهو الجد السادس للنبي الكريم.
2 _ عرفت العرب في الجاهلية أسماءً أُخرى للأشهر، منها ما يُنسب إلى عاد ومنها ما ينسب إلى ثمود.
3 _ الأشهر الحرام. حرمت العرب في الجاهلية القتال في أربعة أشهر هي: ذو القعدة وذو الحجة ورجب ومحرم. وقد تمّ التحريم في شهر دون غيره، لأن الظروف والاعتبارات تختلف من قبيلة لأخرى، ولكنها تجتمع في كونها تجارية، زراعية ودينية.
4 _ ظاهرة المثنى: وردت ظاهرة المثنى في الأشهر الهجرية، بحيث يُغَلّب اسم شهر على آخر لسبب ما . ومثال ذلك: الأصفران: شهرا محرم وصفر. والرّجبان: شهرا رجب وشعبان.
5 _ كل الأشهر مذكرة إلا الجُمادَيتين. (قال الفراء ” الشهور كلها مذكورة إلا الجماديين ، فإنهما مؤنثان ، لان جمادى جاءت بالياء على بنية فُعالي ، وهي لا تكون إلا للمؤنث فان سمعت جمادى مذكرا فالمقصود هو الشهر ” . وتعرب الأولى في جمادي الأولى نعتا .
6 _ يجوز ذكر اسم كل الأشهر بدون كلمة شهر إلا شهر رمضان وذلك لمكانته الدينية الخاصة.
7 _ أسماء الأشهر في الجاهلية
8ـــ كلمة “شهر” وقد سُميَ كذلك لأنه كان “يُشْهَر بالقمر”.. أي يُعَرّف به. أصل كلمة شهر هو كلداني ومعناه القمر. ونقلته العرب بمعنى الوقت الذي يستغرقه دوران القمر حول الأرض. وجمع كلمة ” شهر” أشهر وشهور.
•*** من كتابي ” إضاءات في اللغة العربية” الناجز للطباعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق