ثقافه وفكر حر
ماذا تعرف عن حقبة حكم الظاهر برقوق
خلال عهد السلطنة الأولى للظاهر برقوق، تواترت الأنباء عن ظهور طاغية المغول (تيمورلنك) في أواسط آسيا، وأنه سيطر على مناطق شاسعة منها، واتخذ من سمرقند عاصمة له، وغزا فارس 1381م، وتبريز 1386م، والعراق وديار بكر. وفي عهد السلطنة الثانية لبرقوق عاد تيمورلنك واجتاح آسيا الصغرى 1393م. فأرسل السلطان بايزيد الأول العثماني إلى برقوق طالبًا مساعدته عسكريًا، في حين نزح عدد من سكان هذه المناطق للشام ومصر هربا من جيوش المغول.
ولم يحاول تيمورلنك في أول الأمر الدخول في صدام مع دولة المماليك، واكتفى ببعض التحرشات على الحدود الشمالية بالجزيرة الفراتية، وأرسل سفارة إلى الظاهر برقوق مع رسالة تهديد يدعوه فيها إلى الدخول في طاعته، وكان رد الملك الظاهر برقوق عنيفًا حيث أعدم سفراء المغول، وخرج من القاهرة على رأس جيش مملوكي جهزه بمال وفير حتى انه ضم إليه مال الصدقات والايتام (على رواية ابو المحاسن وابن اياس) وتوجه الى دمشق ليحصنها، ثم إلى حلب، وأجرى تعديلات في قيادات المناطق الحدودية وبعض التحصينات استعدادًا لخوض المعركة الحاسمة مع جيوش تيمور، ولكن الصدام لم يحدث! إذ عادتيمور إلى بلاده، وبدأ يستعد لغزو الصين، وعاد بعدها الملك الظاهر إلى القاهرة دون قتال عام 1394م. ولم يتجدد صراع المماليك مع تيمور إلا بعد وفاة الظاهر برقوق.
#وقال_الراوي