الرئيسيةمقالاتمنظمة همسة سماء
لماذا نقول قالت العرب. ولا نقول قال العرب ؟

نقول “قالت العرب” (بالفعل المؤنث “قالت”) وليس “قال العرب” (بالفعل المذكر “قال”)، لأن كلمة “العرب” تُعامَل معاملة الجمع المؤنث المجازي في بعض السياقات، خاصة عندما يُقصد بها الجماعة أو القبيلة أو الأمة، وليس الأفراد الذكور فقط.
وكلمة العرب من أسماء الجنس، الذي يكون بمعنى الجمع ويكون الواحد منه بإضافة تاء أو ياء مثل الشجر والشجرة والعرب والعربي والبربر والبربري فيجوز مع اسم الجنس التذكير والتأنيث: قالت العرب وقال العرب وقيل أن التأنيث مع (العرب) مدلولها الشعوب والقبائل والتذكير معه يدل على الناس العرب، وليس هذا التفريق مطردا دائما
والتفسير النحوي لهذا أن :
و “العرب” جمع تكسير مذكر (مجموعة من القبائل). أما الفعل، فيؤنث مع جمع التكسير المذكر، وينطق بـ “قالت”. كما أن “قبيلة” مؤنثة لفظاً، وليس من الممكن نسب أي قول أو حكمة إلى قبيلة بعينها، بل إلى مجموعة من القبائل التي يطلق عليها اسم “العرب”. لذا، الأفصح أن نقول “قالت قبائل العرب” ونختصرها إلى “قالت العرب”.
وبصورة مبسطة، يمكن القول إن الفعل يتغير ليوافق جمع التكسير، فمثلاً، نقول “قالت النساء” و “قال الرجال”. ونحن نقول “قالت العرب” لأن “العرب” جمع تكسير مذكر.
“العرب” هنا ليست مجرد جمع تكسير مذكر (كما في “رجال” مثلاً)، بل يُقصد بها الأمة العربية أو القبائل العربية، وهي تُعامَل في اللغة العربية معاملة المؤنث المجازي، مثل:
قالت قريش…
قالت تميم…
قالت العرب…
نظائرها:
مثل قولنا: “قالت الصحف” أو “قالت المصادر”، رغم أن “الصحف” أو “المصادر” ليست إناثاً حقيقيات، لكن تُعامَل على أنها مؤنث مجازي.
وقال تعالىً : قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10)
اعلم ان الكلمه المذكرة اذا جاء بعد الفعل فيكون الفعل مذكرا ولكن هنا جاء الكلمه المذكر بعد الفعل ويكون الفعل مؤنث لماذا هكذ
لأنه على تقدير : قالت ( جماعة ) رسلهم إشارة إلى كثرة عدد القائلين .
الخلاصة :
قالت العرب على تأويل: قالت جماعة العرب.
و: قال العرب على تأويل: قال جمع من العرب.
وفي التنزيل: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا): أي: قالت جماعة الأعراب، و الجماعة مشعرة بوحدة العقيدة والهدف.
و: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ)، أي: وقال جمع من النسوة، لأن الجمع مشعر بالسطحية وقلة الفائدة، وهو الغالب.
وهذه مواضع جواز تأنيث الفعل مع الفاعل:
اسما ظاهرا مجازي التأنيث-
اسما ظاهر جمع تكسير أو اسم جمع جنسي أو اسم جمع.
اسما ظاهرا حقيقي التأنيث فصل بينه وبين الفعل فاصل.
إذن، استخدام “قالت” هو اتباع للأسلوب العربي القديم في إسناد القول إلى الكيانات الجماعية بصيغة المؤنث المجازي.