مقالات
الاخلاق جوهر الدين / الدكتور صالح نجيدات
التدين بدون الأخلاق لا يعتبر تدينا اطلاقا , حتى لو صلى في المساجد وحج الى بيت الله الحرام وأدى كل الفرائض والعبادات , كذلك التدين ليس بالمظاهر انما بالإيمان الصادق والنهج الصحيح والابتعاد عن الكذب والغش والسرقة والفتنه والتطرف والعصبية والابتعاد عن استعمال العنف وتسبب الاضرار للآخرين , فإذا التدين لم تزينه الاخلاق فلا يعتبر تدينا أبدا لان الأخلاق هي جوهر وأساس الدين , والتدين بدون علم وثقافة وأخلاق ينهار بسرعة عند اول امتحان , لان الأخلاق هي جزء لا يتجزأ من العقل والعلم والقيم التي يكتسبها الانسان في حياته , فبدون العقل الذي يقود صاحبه الى الفهم يعتبر التدين فعل ماضي ناقص .
فالأخلاق هي التي تضبط تصرف الانسان وهي التي تهذب نفسه وهي البوصلة التي توجه الى الطريق المستقيم , ولذلك جاءت كل العبادات والفرائض لتحقق أهدافا اخلاقية ، فمثلا الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والزكاة التي تنزع حق الفقير من الغني ، والحج الذي لا رفث فيه ولا فسوق , وصيام رمضان ليشعر الغني مع الفقير وهذه الغاية من الفرائض والعبادات .
يقول عليه الصلاة والسلام : ” ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ فسكت القوم ، فأعادها مرة او ثلاثة. قال القوم : نعم ، يا رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام : أحسنكم خلقا ، ويقول : ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق .” .
ونستنتج من حديث الرسول ( ص ) ان الأخلاق مرتبطة بالإيمان , فالأخلاق في معظمها مكتسبة وإن كان بعضها من السجية والفطرة ,فالدين يا اخوتي كله خلق وعفة وبعيد عن التعصب والتطرف , فلا تجيروا الدين لمصالحكم الشخصيه ولا تتستروا وتلبسوا ثوب الدين لتنفذوا مآربكم ولا تحملوا الدين ما ليس به .
فالإنسان يجب ان يكون خلوقا وصادقا ومستقيما , لان الدين هو المعاملة .
الدكتور صالح نجيدات