ثقافه وفكر حر

إلى هنا نقطة سطر جديد. / اسماء الياس

تحمست عندما رأيت كل هذا الاقبال على كتابي الجديد، المعروض في المكتبات العامة وفي المعارض.
ونحن في عصر الهواتف الذكية التي تنقل لك الخبر بثاً مباشراً. لا تحتاج أن تفتح كتاباً أو مجلة أو جريدة، فكل المعلومات التي تريدها تجدها بكبسة زر.
لكن أن أجد كل هذا الاقبال على كتابي الذي صدر ليس منذ وقت بعيد. هذا الشيء جعلني أشعر بأن عهد الكتاب لا يموت مهما مرت عليه عصور. الشيء الجميل في الموضوع بأن كتابي عبارة عن قصص قصيرة تنقل واقعنا الأليم، وكل ما يحدث من حوادث عنف وقتل، حوادث جعلتنا نشعر بأننا مثل مرجل فوق نار مشتعلة، لا أحد يستطيع اطفاءها، أو أن يقدم حلولاً لإنهاء هذا الصراع الذي جعلنا نعيش بوضع لا يحسد عليه.
لذلك كان عليَّ أن ألقى الضوء على تلك الأحداث المتلاحقة التي أصبحت هاجس كل واحد منا. لقد أصبحنا ننهض كل يوم على جريمة جديدة، عدا عن حوادث السير، والحوادث البيتية التي يروح ضحيتها الكثير من الأطفال.
القاء الضوء على مثل تلك الأحداث يجعلنا نفكر وبعد التفكير نجد الحلول التي تناسب الوضع الذي وصلنا إليه. فكان أن بدأت استنبط من كل حدث قصة من خلالها أشرح الوضع القائم أصوره بمشاهد ربما وجدها البعض مؤذية، ولكن البعض الآخر وجدها دواء لمرض استفحل في جسد هذا المجتمع، لذلك وجب حضور طبيب ومعالج لهذا الداء. هنا وجدت نفسي بأني الطبيب والجراح الذي جاء حتى يقدم العلاج الذي فيه الشفاء التام.
عند عودتي إلى البيت شعرت بأن كل المهام التي كانت ملقاة على عاتقي، أصبح حملها خفيف. اليوم شعرت بأني قد قدمت شيئاً نافعاً لمجتمعي الذي هو جزء لا يتجزأ مني.
هكذا صرحت لي فاتنة عباس بعد عودتها من معرض الكتاب الذي أقيم في المدينة المجاورة لمدينتها. قالت لي اسمعي يا هيام اليوم شعرت بأني قدمت شيئاً مجدياً لمجتمعي لأهلي وناسي، قدمت حلولاً منطقية من خلال القصص التي اكتبها والتي من وراءها اردت أن يكون لها الصدى في قلوب كل من يقرأها أو يتابعها.
تمنيت من أعماق قلبي أن تهدأ نفوس البشر وأن يحل السلام بعد كل تلك الصراعات إذا كانت على مستوى الدولة أو الأفراد.
-هذه امنية الجميع. قالت هيام.
– لذلك أسعى دائماً حتى أكون قدوة لكل من أراد أن يسير على خطاي، ويرى في المخلص لجميع مشكلات هذا الوطن الذي هو عزيز على كل مواطنيه.
واخيراً هناك كلمة عليَّ قولها، أحبوا الحياة فإن الحياة رغم كل شيء فهي أم رؤوم، حاول أن تكون لها الابن المطيع الذي ربته والتربية أعطت نتائج حسنة، ابنِ ولا تهدم، قدم يد المساعدة ولا تتنكر لمن كان بالنسبةِ لك الداعم والقلب الذي اتسع لكل مشاكلك.
ابدأ دائماً من جديد ضع نقطة وابدا سطراً جديداً. هكذا تبني حياتك وحياة الجميع من خلالك تصبح أكثر سلاسة وهدوء، كم نحن بحاجة للسلام يعم على بلادنا بعد المعارك الطاحنة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق