اخر الأخبار
رويترز : إسرائيل تبيع الإمارات منظومة متطورة للدفاع الجوي
وافقت إسرائيل على بيع منظومة متطورة للدفاع الجوي إلى الإمارات، في أول صفقة عسكرية في هذا الحجم يتم الكشف عنها بين الجانبين منذ الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات الثنائية بينهما عام 2020، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة “رويترز”، نقلا عن مصدرين مطلعين.
وقال مصدرا الوكالة إن إسرائيل وافقت على طلب إماراتي في منتصف الصيف بتزويدها بصواريخ “سبايدر” الاعتراضية التي تنتجها الشركة الحكومية الإسرائيلية “رفائيل” (سلطة تطوير الأسلحة)، لكنهما امتنعا عن تقديم مزيد من التفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للصفقة.
وقال مصدر ثالث، تحدث كذلك لوكالة “رويترز” إن الإمارات حصلت على تكنولوجيا إسرائيلية تهدف إلى صد هجمات الطائرات المُسيّرة، مثل تلك التي ضربت أبو ظبي في وقت سابق من هذا العام.
وامتنعت وزارة الأمن الإسرائيلية وشركة “رفائيل” المصنعة لصواريخ “سبايدر” عن التعليق على ما أوردته وكالة “رويترز”. كما رفضت وزارة الخارجية الإماراتية التعليق على هذا الأمر.
ولم يتضح بعد عدد الصواريخ الاعتراضية التي ستُباع للإمارات، أو ما إذا قد تم شحن أي منها حتى الآن. ويمكن إطلاق الصواريخ “سبايدر” من منصات مثبتة أو متحركة على مركبات وتستخدم للدفاع ضد التهديدات ما بين قصيرة المدى وطويلة المدى.
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستزود الإمارات بأنظمة دفاع جوي، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، رام بن باراك، للإذاعة العامة الإسرائيلية، في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، إن هناك تعاونًا واسعا مع الإمارات، لكنه رفض الإدلاء بأي تعليق إضافي.
إمارات والحاجة لتعزيز دفاعاتها الجوية
ووجدت الإمارات نفسها أمام حاجة ملحة لتعزيز قدرات دفاعها الجوي بعد سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها باستخدام صواريخ وطائرات مُسيّرة في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين. وجرى بالفعل اعتراض معظم هذه الهجمات، لكن إحداها أوقعت ثلاثة قتلى في أبو ظبي.
وقال دبلوماسيون أجانب إن تلك الضربة أثارت قلق وانزعاج قادة الإمارات التي طالما تفاخرت بأمنها واستقرارها في منطقة تموج بالاضطرابات. وقالت مصادر على دراية بالأضرار التي ألحقتها الهجمات في الإمارات، إن محطة تحت الإنشاء في مطار أبو ظبي تعرضت أيضا لهجوم، مما أدى إلى إصابة عمال مدنيين.
وقالت المصادر إن بعض الصواريخ والطائرات المُسيّرة على الأقل حلقت على ارتفاعات منخفضة لتحاشي الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) وصواريخ باتريوت الاعتراضية التي اشترتها الإمارات من الولايات المتحدة.
وتقول شركة “رفائيل” إن الصواريخ “سبايدر” يمكنها الدفاع عن مساحات شاسعة من تهديدات تتراوح من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز، إلى المقاتلات الهجومية وطائرات الهليكوبتر والقاذفات، ومنها التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وكان الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي زار الإمارات في كانون الثاني/ يناير، بالتزامن مع هجوم جرى اعتراضه، قد صرّح بأن إسرائيل تدعم احتياجات الإمارات الأمنية. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، يائير لبيد، إنه شعر بالصدمة من الهجمات وإن إسرائيل تقف بجانب الإمارات.
وأعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثي)، المدعومة إيرانيا، مسؤوليتها عن معظم الضربات التي استهدفت الإمارات، وهي الجماعة نفسها التي تقاتلها الإمارات في حرب اليمن في إطار تحالف عسكري تقوده السعودية ويسعى لإعادة الحكومة المخلوعة إلى السلطة.
متى أبرمت الصفقة؟
وقالت المصادر إن تل أبيب وأبو ظبي أبرمتا صفقة الصواريخ الاعتراضية في منتصف الصيف، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل تدفعان دول عربية لربط أنظمة دفاعها الجوي للتصدي بشكل أفضل لهجمات الطائرات المُسيّرة والصواريخ الإيرانية.
وقوبل هذا الاقتراح بمقاومة من بعض الدول العربية التي لا ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل، رغم أن مسؤولا إسرائيليا قال إن الدول المشاركة تعمل على مزامنة أنظمتها من خلال اتصالات إلكترونية عن بعد.
وفي حينه، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، إن الإمارات منفتحة على أي شيء يحميها من هجمات الطائرات المُسيّرة والصواريخ، طالما أنه ذو طبيعة دفاعية ولا يستهدف دولة ثالثة.