الرئيسيةشعر وشعراء

لظى وسعير حسن إبراهيم حسن الأفندي

 

هل من قريضٍ زان من تعبيري

أم من قوافي شاعرٍ نحرير؟

أم توبةٍ تمحو جميع كبائرٍ

شغلت فؤادي , أرّقت تفكيري

يا رب هل في العمر بعض بقية

أنجو بها من منكر ونكير ؟

إثمي ليقلقني وعفوك حيلتي

والنفس تجزع من لظى وسعير

وإذا تناقلت الظنون مخاوفي

فكأنني في ضيق سجن أسير

ذنبي تعاظم داخلي وكأنما

ما لي من الحسنات بعض يسير

يا رب إني في ضعيف مآله

ما ضركم ما كان من تقصيري

أبداً ولا نفع القدير عبادتي

حاشاه ما يحتاج جهد فقير

الكون يشهد عن عظيم خالق

في دقة جلّت عن التصوير

في كل شيء يا إلهي قدرة

لو فكّر العاصون في التدبير

شهدت بأنك يا بديع لواحد

ومهيمن قدّرت كل مصير

إن شئت ترزق من تشاء نوالكم

سعدا فيحيا نعمة لنصير

أو شئت تختبر العباد بحكمة

خفيت على عقل ولب حقير

سارت وفود للحجيج لمكة

وأنا على جمر هنا بسرير

دمعي يسيل إذا ذكرت لزمزم

وذكرت هرولة بلا تأخير

صوت الأذان له بقلبي , خاطري

جمٌّ من الأشواق والتقدير

وكذا مقام للخليل يروقني

وطواف بيت الله ملء ضميري

كم قد بكيت وما دريت بحالتي

والقلب منفطر من التأثير

كان الخليل هنا وكان ذبيحه

ورسولنا لاقى أذى شرير

يا سيد الثقلين ربك ناصر

يا نعم من مولى ونعم مجير

يا سيد الثقلين هل لي عودة

فأزوركم أبكي بعجز كسير

فالمسلمون كما ترى في ذلة

لم يقتدوا أثرا لخير بشير

من كل من ينسى لعزم أوائل

لم يسمعوا أبدا عن الفاروق وابن نصير

والوا لكفارٍ وغالى بعضهم

فيهم ضلال الشرك والتنصير

هم مالأوا للكفر يقتل بعضهم

بعضا لهم حجج من التكفير

جعلوا لبغداد الرشيد حظيرة

ما بالهم سمعوا لرأي قصير

هتكوا لحرمات وتنهب ثروة

والموت ديدنهم بلا تبرير

يا سيد الثقلين هذا بعض ما

فعلت طوائف فجة التفكير

أما اليهود تجبروا وتكبروا

ذقنا بهم في ذلنا لمرير

من كان في عز بدينك طامحا

يبني حضارات بعزم جدير

اليوم بات مع الخنوع بخوفه

خلف الجدار كذاهلٍ سِكِّير

في دينكم كانت كرامة أمة

لم ترض ضيما في لباس صغير

يا سيد الثقلين جئتك باكيا

أشكو من الإحباط والتحقير

فاسأل لنا رب العباد بصفحه

ننجو ونصحو بعد نوم غرير

أخشى على قومي , تمادوا في الهوى

من أخذ ربٍ قادر وقدير

وهو المسامح جوده لا ينتهي

فاصلح من الأحوال بعد عسير

والطف بقومي نسبةً لمحمد

فلربما عادوا سبيل بصير

ما قد بكيت الحال إلا مشفقا

متقطّع الأحشاء غير قرير

******

يا رب إن الناس ساروا نفرة

رفعوا من التهليل والتكبير

فمتى متى لبيك ربي عاودت

ألقى طواف إفاضة وأخير

فأودعّن البيت دمعا ساكبا

وأسائلن الله حسن مصير

يا رب إن الخوف يملأ داخلي

فارحم لعبدك من لظى وسعير

يا رب وامنح من نعيم خالد

من كان مثلي يحتمي بكبير

يا رب لا تجمع لخوفي في الدنا

خوفا بيوم الهول والتسعير

الخوف يملكني وذاك يسرني

زدني إلهي من رضا بغزير

جنّب لنا ذللا يحطُّ مكانتي

قد عشت في دنياي عيش حسير

لوّامتي ما فارقتني ساعة

تحكي عن الآثام والتقصير

يا رب إني مذنب ومقصّر

لكنما الغفران جدّ كثير

كم مسّني شوق أعالج لوعتي

لرسول رب العرش في توقير

الدمع أصبح صاحبي في وحشتي

لما غدا صعب علي مسيري

من لي بطيبة والضريح وروضة

بل منبرٍ يدعو إلى التيسير

أُحد هناك يحبنا ونحبه

وبجواره الشهداء يوم نفير

رفعوا لدين الله كان جهادهم

ويظل مذكورا بلا تحوير

(صلى عليك الله يا علم الهدى )

فاقبل لأبيات من التحبير

واسأل إلهي أن يسامح عبده

ما كان من فعلٍ خفٍ وشهير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق