اقلام حرة

الشعب الفلسطيني يعشق الحرية بقلم: تمارا حداد

.
بعد انتهاء العملية العسكرية من قبل الاحتلال على قطاع غزة والتي جاءت ضمن معادلة ” الهدوء مقابل الهدوء” دون شروط إلى حين استكمال المراحل اللاحقة وأهمها إعمار القطاع وبناء البنية التحتية والمنازل والمصانع والمرافق الاقتصادية والتجارية وغيرها التي تهدمت من خلال آلة الإجرام بحق المدنيين الفلسطينيين والاطفال والنساء.
كان أبرز إيجايبات هذه الجولة ضد الشعب الفلسطيني هو وحدته وحدة كاملة في الداخل الفلسطيني 48 والضفة الغربية القدس وقطاع غزة وحتى الشتات من الجاليات الفلسطينية انتفضت ضد عدو أظهر تعامله بنظام الابرتهايد والتمييز العنصري من خلال حرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه على أرضه وإقامة شعائره الدينية على قدسه ومقدساته، حيث انتفض الشعب وأعاد كرامته وجعل القضية الفلسطينية تتصدر المحافل الدولية والاقليمية وحتى أمريكا أصبحت القضية الفلسطينية أولى قضاياها بعد كان الاتفاق النووي – الايراني أولى أولوياته.
كما أن الأثر الآخر وهو إعادة القضية للشعوب العربية نُصرة للاقصى والمقدسات تأثُراً لما حدث في قطاع غزة من إجرام ممنهج وأمام بسالة من لبى النداء دفاعاً عن الأقصى والمقدسات ناهيك عن مسيرات الضفة الغربية والداخل المحتل حيث التحم الشعب رغم الحواجز الجغرافية لذلك كانت الاستجابة سريعة من بعض الدول للضغط على الاحتلال لوقف آلة الحرب ضد الشعب الأعزل.
صحيح أن من حق الشعب أن يفرح بنهضته ووحدته ضد الاحتلال لكن النصر بحاجة لمعززات نضالية سياسية ودولية وقانونية حتى يكون هناك حلاً جذرياً للقضية الفلسطينية بدولة مستقلة وعاصمة القدس الشرقية موحدة للشعب الفلسطيني وإنهاء الاستيطان ورفع الحصار عن القطاع وإعادة اللحمة الجغرافية بين أواسط الضفة والقطاع والقدس وإلا أصبح النصر منقوصاً، فلذلك المطلوب:
أولا: بما أن القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة هذا الأمر يؤكد أن القضية الفلسطينية هي جوهر السلام في الإقليم وإذا بقيت القضية دون حلاً سياسيا عادلاً فإن الصراع سيبقى ولا سلام حقيقي، فإذا حالياً هناك صوتاً للعقل والمنطق أوقف الحرب على القطاع فإن في المستقبل سيذهب هذا الصوت ويبقى الحال كما هو كل فينة والأخرى ستُعاود الحرب على القطاع وإعادة الكرة مرة ثانية نحو التدمير وقتل الأبرياء، فالحلول الترقيعية لن تنفع إذا بقي الوضع الراهن كما هو.
ثانيا: حتى يستطيع الشعب أخذ حقه لا بد من أن تبدأ اسرائيل بتفكيك بُنيتها العنصرية وأن تعلم تماماً أن القضية الفلسطينية حية بوجود الشباب وجيل يؤمن باستدامة النضال للوصول الى الحرية.
ثالثا : أن يعلم بايدن أن المستوطنين لن يحققوا له مصالحه في منطقة الشرق الأوسط لطالما الصراع قائم ودون إيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية.
السيناريوهات المحتملة :-
السيناريو الأول :- أمن مقابل تخفيف أزمات القطاع .
بمعنى أن المعادلة” هدوء مقابل هدوء” فالوضع القائم للقطاع سيبقى كما هو، والعلاقة المصرية الحمساوية ستكون في حدود ” أمن مقابل تخفيف الأزمات المعيشية في القطاع “، وهذا لتخفيف وطأة الرجوع الى آلة الحرب كون المعادلة لم تشر إلى شروط أو اتفاق مكتوب بين الاحتلال والفلسطينيين، هذا السيناريو لن يجعل القطاع تحت الإدارة المصرية ولن يعطي إلا بُعدا أمنياً .
هذا السيناريو لن يمس علاقة حماس مع قطر وتركيا والعلاقة مع ايران باقية بوجود المقاومة، وهو أمراً سيُزعج اسرائيل بالاحتفاظ بالمقاومة وهو أمرا سيجعل القطاع ضمن الحصار الراهن دون تغيير جذري.
السيناريو الثاني: وحدة تدبير الانقسام .
هذا السيناريو سيشعر الجميع بخطورة ما وصلت إليها القضية الفلسطينية، وعواقب الانفصال خطيرة جدا لا تقتصر فقط على الإضرار التي ستلحق بالشعب الفلسطيني بل تعزز قدرة إسرائيل على فرض صفقة القرن بتصفية القضية الفلسطينية، واستمرار سيطرة إسرائيل الكاملة وضم معظم الضفة مقابل كيان ذاتي في معازل مُقطعة الأوصال مع إبقاء القطاع كما هو واستمرار آلة الحرب بين فترة وأخرى اذا اقتضى الجانب الامني والسياسي للاحتلال بإعادة آلة الحرب لإبعاد الأزمات السياسية الداخلية لنتينياهو وأزمته في تشكيل الحكومة.
السيناريو الثالث :- الوحدة على أسس وطنية ديمقراطية ومشاركة كاملة .
هو الخيار الأفضل وهو أمل الشعب الفلسطيني، من خلال وحدة النظام السياسي ولغة خطاب واحدة يتفق عليه جميع الفصائل وشرائح المجتمع الفلسطيني، وتغيير الاستراتيجيات الوطنية بما يتلائم مع وحدة الشعب الفلسطيني.
مواقف مشرفة:
الشعوب العربية وحتى في العالم خرجت الجاليات دفاعاً عن القضية الفلسطينية والكثير من الدول قدمت دعماً سواء بالمواد الطبية والعينية والمالية، ولكن أكثر المواقف ظهرت وهي الموقف الأردني من خلال الملك عبد الله الثاني وشعبه دافعوا باستمالة عن القدس والمقدسات وإنهاء آلة الاجرام ضد الشعب الفلسطيني.
الموقف المصري لا يقل اهمية عن الموقف الاردني بالتواصل المباشر مع الاحتلال لايقاف الحرب على المدنيين وتقديم الدعم المالي لاعادة الاعمار وهذه المرحلة من اصعب المراحل لاعادة بناء ما تهدم واصلاح ما يمكن اصلاحه لذلك وصول المال الى ايدي امينة تعمل على بناء البنية التحتية وبداية تعمير القطاع اقتصاديا وصحيا وبيئياً ضمن اولويات الشعب والأكثر تضرُرا.
وهناك مواقف تركية وقطرية ابدت الدعم اللازم ودولا اخرى كالصين وروسيا والشعوب العربية في العراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا وتونس وغيرها من الدول ساهمت من خلال المسيرات بالدفاع عن القضية الفلسطينية.
التوصيات:
 إعطاء أولوية عاجلة لحل المشاكل الإنسانية في القطاع واعادة الاعمار الى الوصول لفك الحصار بشكل واقعي.
 إنهاء الانقسام عبر شراكة وطنية ووحدة وطنية شاملة .
 الشروع في حوار وطني شامل وبلورة رؤية وطنية شاملة، تنبثق عنها إستراتيجية سياسية نضالية تجسد القواسم المشتركة .
 إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير تضم كافة ألوان الطيف الفلسطيني .
 تشكيل حكومة وحدوية وطنية يتوافق عليها الجميع.
 توفير مقومات صمود للشعب الفلسطيني واستعادة وحدته الوطنية .
 دعوة عاجلة الى مؤتمر دولي لتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الشرعية الدولية لحل الدولتين ضمن فترة زمنية محددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق