الرئيسيةالمنصة الدولية زووممكتبة الفيديومنظمة همسة سماء
المنصةالدولية. الدنماركية همسة نت تقدم برنامج همزة وصل وضيف اللقاء الشاعر علي قادري
اعداد وتقديم د. راوية بربارة إشراف المهندس عبد الحفيظ إغبارية
استضافت الدكتورة راوية بربارة عبر برنامج همزة وصل الذي يبث عبر المنصة الدولية الدنماركية همسة نت الشاعر. علي قادري من مواليد قرية نحف في الجليل. شاعر ومعلّم للغة والأدب العربيّين في المرحلة الثانويّة بمدرستي “مسار” – الناصرة، و“ابن سينا” – نحف. يعمل محرّرًا أدبيًّا لمجلّة “الغد الجديد” الثقافيّة، الصادرة عن جمعيّة المنار للثقافة والهويّة الفلسطينيّة. لهمجموعة شعريّة بعنوان “خراب وثلاثون جثّة“.
الدكتورة راوية بربارة معدة ومقدمة البرنامج التي تبدع بادارة الحوار كان عنوان اللقاء
“راهن ومستقبل الشعر الفلسطينيّ
ثلاثون خرابًا وجثّة”
بعضمن قصائد الشاعر علي قادري
وأنتَ… تودّعُ الجثث
لكسرِ زجاجِ امرأةٍ
تحتاجُ
أنْ تسحبَ القبلةَ
عنْ جبينِها في المساءْ…
**
لعبورِ هذا الوادي السحيقْ
مُدَّ رمادَ قصائدِكَ القديمةِ
كالأسبابْ…
تكفي لجسرٍ بطولِ هذا المدى
**
لتعديلِ مزاجِكَ المركّبْ…
فُكَّ أزرارَ
دماغِكَ
كي تتيحَ لهُ
الهواءَ والضّوءَ
وكيمياءَ النّدى.
**
لمْ يعدْ متّسعٌ لأشباحي المريضةِ
التي تحسنُ
استدراجَ المكائدِ والطيورْ.
ماذا لو كنتُ سجّانًا؟
لقطّعتُ أغلالَ بؤسي
وأدرتُ مفاتيحَ النهارِ
عشرَ دوراتٍ
يسارًا…
كيْ أتحرّرْ!
**
ماذا لو كنتُ وردةً؟
لحبسْتُ رحيقَ الأسرارِ
كيْ أحظى
بالقبلْ…
**
ماذا لو كنتُ قبرًا؟
لتحوّلَ الشعراءُ إلى حفّاري قبورٍ…
كيْ يحظوا بتذاكرَ للكونشرتو المسائيّ…
**
ماذا لو كنتُ صاحبَ دارِ نشرٍ؟
لأحرقتُ كلَّ مخطوطاتِ ومسوّداتِ
الشّعراءْ…
كي أمنحَهم فرصةً أخرى
لترتيبِ حجارةِ هذا العالمِ…
**
ماذا لو كنتُ ظبيًا؟
لسرقتُ النعاسَ كلّهُ منْ أسفارِ العيونِ…
كما اغتلنَ
أيائلَ حزني…
**
ماذا لو كنتُ آخري؟
لثقُلَ حزنُ هذا الكونِ…
85 كغم…
في حنجرةِ مومياء
فقطْ…
أنْ تفكّرَ بالخروجِ
في رحلةِ صيدٍ
إلى حيِّ بني عامرْ،
عابرًا ظهرَ التاريخِ
بطائرةٍ عموديّة…
فقطْ…
أنْ تنهارَ كثبانُ البوحِ المدلهمِّ
في حنجرةِ مومياءْ…
فقطْ…
أنْ يخرجَ الصالونُ الأنيقُ
منْ قوسِ عطرِها الفائزِ
بالجنّة…
فقطْ…
أنْ يصابَ الصخرُ الأصمُّ
بالهلعْ…
فيهربَ منْ مَنْيِ الأشرارِ والقياصرة…
فقطْ..
أنْ يخرجَ البحرُ
منْ صهيلِها العالي،
ويعلّقَ نفسَهُ
بمساميرِ الجحيمْ
وتفلتُ أسنانُهُ منْ أرضِ الخرابِ المشتعلة…
كيْ يُسدلَ الستارُ
على ما تبقّى منْ دودِ هذا اليبابِ
لأشعلَ المرايا
وتدبَّ النارُ في عظامي
وندوبي الخاسرة…
فقطْ وفقطْ أنْ ينتهي كلُّ شيءْ
كيْ يغمضَ وجهُ الخرابِ عينيهِ الغائرتينِ بالجحيمْ
ويمضي حطامُ جسدي…
وفقطْ……..
محاكمة!
الموسيقى المشتبكةُ بصدورِ الأنبياءِ كباسلِ الأعرجْ
على كرسيٍّ في ساحةِ الحناطيرْ،
تودّعُنا، نحنُ المخمورينْ…
وحبلُ المشنقةِ
يلفُّ عنقَها الواسعَ
بحجمِ المآسي…
فتيّةً تطلعُ
كحصرمٍ يسبقُ الصيفْ…
عاريةً هكذا
بلا رتابة…
تبصقُ منْ أصابعِها غاردينيا ودموعْ…
تتجشّأُ حامضًا سرّيًّا
منْ عضوِها
وتحملُ صراخَ السجونِ وتاريخَ العذاباتِ
في صدرِها…
وتنتظرُ مصيرَ هذا العالمِ
بلا عصافيرْ
بلا نوارسْ
بلا حمامْ
وبلا جماعِ الغزلانِ
في طوابيرِ اليقظة…
وتُزاحُ الكرسيُّ
هكذا ببساطةٍ…
فأُصابُ بالعمى…
اغتيال
أنا الكلبُ…
الذي
لا تعنيهِ اللغةُ
سوى بوصفِها ماءً…
يسقي خرابَهُ المقدّسَ
ويباسَ قلبِهِ
والسرابْ.
أنا الكلبُ…
أرسمُ بالرملِ
مخيّلةَ الظباءِ
أو رمادَ الوحوشِ التي أخافونا بِها
حينَ زحفَ في مساراتِ شقاوتِنا برتقالُ الأفاعي…
أنا الكلبُ…
كلّما طيّروا طائرةَ خرابِهِ
زادَهُ الوقتُ ضجيجًا
ولحقَ بِها صغارٌ بلا هدفٍ واضحْ…
صلبُ الأنبياءِ عراةً
هدفٌ واضحٌ في مخيّلةِ شاعرٍ قطعوا عضوَهْ…
أنا الكلبُ…
لا تقبلُ بي مسارحُ الأقنعة…
فالخشبةُ ضيّقةٌ،
وثقبُ الإبرةِ رحبٌ بحجمِ
ثورةٍ تخرجُ للشوارعِ منْ نهدينِ طازجينْ…
أنا الكلبُ…
أحزمُ أمتعتي
في حقائبِ الجحيمِ الذي
شربَ سمَّ سقراطَ كلَّهُ…
إنّها الحقيقةُ كلُّها كما أتصوّرْ…
أريدُ
أنْ أستمعَ لتنويحةٍ صادقةٍ
تخرجُ منْ حنجرةِ عصفورٍ أرملْ…
أنا الكلبُ…
لا أحسنُ لعبَ الورقِ…
ولا نبيّ الشطرنجِ يطاردُني…
وعلبةُ سجائري ليستْ زاخرةً بالأقنعة…
استبدلتُها بالحشيشِ الميبّسِ جيّدًا…
كيْ تبحثَ كلابي عنْ بيتِنا الضائعْ.
أنا الكلبُ…
يمرّغُ فروَهُ بغبارِ السيّاراتِ
وضفافِ الشوارعْ…
لا تعنيهِ فلامينكو الرّياحْ
ولا الأطلالُ
ولا مهاراتُ القتالِ الكلاسيكيّةُ
أوِ الإقبالُ على لائحةِ الوصايا.
يشبِعُها لعابًا…
أنا الكلبُ…
بلا ذيلٍ صوفيّ
مجرّدٌ منْ فداحةِ الأقنعةِ
وحليِّ العساكرْ
أبحثُ عنْ طعامي
بحجمِ سيفِ أبي ذرّ…
أنا الجثّةُ…
وهذا كلُّ ما في الأمرْ…